تعرض منتخبنا الوطني الأول لكرة القدم لخسارة قاسية بثلاثية نظيفة من نظيره الكوري الجنوبي، في المباراة الودية التي أقيمت أمس على استاد شاه علم بالعاصمة الماليزية كوالالمبور، في إطار استعدادات الأبيض لمواجهة تيمور الشرقية يوم 16 يونيو الجاري، ضمن الجولة الأولى من التصفيات الآسيوية المؤهلة لنهائيات كأس العالم في روسيا عام 2018.
أنهى المنتخب الكوري الشوط الأول متقدماً بهدف سجله اللاعب يوم كي هون في الدقيقة 45، وفي الشوط الثاني أضاف لي يونج جاي الهدف الثاني في الدقيقة 60، وسجل البديل لي جونج هيو الهدف الثالث في الدقيقة 90.
عيوب الأداء
وكشفت المباراة الودية عن العديد من العيوب والسلبيات في أداء الأبيض، تحتاج إلى علاج سريع قبل مواجهة تيمور الشرقية في بداية مشوار التصفيات المؤهلة للمونديال، خصوصاً أن منتخبنا ظهر بشكل سيئ أغلب فترات المباراة، باستثناء الربع ساعة الأولى في بداية الشوط الثاني، وظهرت بعض الأخطاء التي تستدعي تدخل مهدي علي في المرحلة المقبلة.
لا سيما على مستوى الدفاع، إضافة إلى مزيد من العمل في النواحي الهجومية، إذ بدا منتخبنا بعيداً عن أدائه المعروف في الخط الأمامي، ولم يشكل خطورة حقيقية على مرمى المنتخب الكوري إلا على فترات متباعدة.
وجاءت أهداف «شمشون» الكوري من أخطاء ساذجة في الدفاع بسبب عدم التفاهم وعدم التمركز الجيد، إلا أنه من المؤكد أن مهدي علي، المدير الفني لمنتخبنا، سوف يستفيد من هذه الخسارة..
وتفرض العمل بشكل أفضل، نظراً إلى أهمية المرحلة المقبلة، خاصة أن الخسارة قد تكون غير مطمئنة في هذا التوقيت، وتستدعي العلاج قبل المواجهات الرسمية التي لا تحتاج إلى تهاون أو تفريط، وذلك من أجل تحقيق حلم التأهل إلى المونديال.
أداء مخيب
بدأ مهدي علي، مدرب منتخبنا، المباراة بتشكيلة مكونة من خالد عيسى في حراسة المرمى، ومن أمامه رباعي الدفاع عبد العزيز صنقور وإسماعيل أحمد ومهند العنزي ووليد عباس، وفي الوسط خميس إسماعيل وعامر عبد الرحمن، ومن أمامهما الثلاثي بندر الأحبابي جهة اليمين وعمر عبد الرحمن في الوسط وعامر عمر جهة اليسار، وفي الهجوم رأس حربة وحيد..
وهو أحمد خليل. وبرغم أن الألماني أولي شتيليكه، المدير الفني لمنتخب كوريا الجنوبية، لعب بتشكيلة أغلب عناصر جديدة على «الشمشون الكوري»، وبلاعبين يشاركون لأول مرة في مباريات دولية، فإن المنتخب الكوري فرض تفوقه التام على مجريات الشوط الأول بالكامل.
عبء شوط
وتحمل لاعبو الدفاع عبء الشوط الأول بالكامل أمام المحاولات الكورية التي بدأت في الدقيقة السابعة بعدما تدخل إسماعيل أحمد في الوقت المناسب، وأبعد الكرة من أمام المهاجم الكوري، قبل أن يسدد في مرمى خالد عيسى، وبدأ منتخب كوريا في تكثيف ضغطه الهجومي بمرور الوقت..
وسدد يوم كي هون كرة قوية، ولكنها ذهبت بعيداً عن المرمى. وشهدت الدقيقة 27 أولى الفرص المحققة للمنتخب الكوري، بعد أن استغل كي هون خطأ من الحارس خالد عيسى، ولكن أنقذ مهند العنزي منتخبنا من هدف محقق، وأبعد الكرة قبل أن تدخل المرمى.
معاناة
وعانى منتخبنا كثيراً في إيقاف خطورة لاعبي المنتخب الكوري، واستبسل الدفاع في أكثر من كرة، إذ أخرج الدفاع تسديدة قوية من يونج جاي في الدقيقة 31..
ونال عامر عبد الرحمن وخميس إسماعيل الإنذار بسبب الخشونة. وشهدت الدقيقة 36 أول ظهور لمنتخبنا في الثلث الأخير من ملعب المنافس، وتعد المحاولة الوحيدة على مرمى كوريا الجنوبية عن طريق تسديدة من خميس إسماعيل من على حدود منطقة الجزاء، ولكنها مرت بجوار القائم. وتألق خالد عيسى، حارس منتخبنا، في الذود عن مرماه، وأبعد كرة لي يونج جاي التي لعبها من داخل الست ياردات لينقذ الأبيض من هدف محقق.
وترجم المنتخب الكوري أفضليته المطلقة في الدقيقة الأخيرة من عمر الشوط الأول، بعدما سجل يوم كي هون الهدف الأول من تسديدة قوية بيسراه.
4 تغييرات تحسن أداء المنتخب في الشوط الثاني
وشهد أداء منتخبنا الوطني تحسناً نسبياً مع بداية الشوط الثاني، بعدما أجرى مهدي علي 4 تغييرات دفعة واحدة في التشكيلة، حيث دفع بكل من ماجد حسن وسعيد الكثيري وإسماعيل الحمادي ومحمد العكبري، مكان عامر عبد الرحمن وأحمد خليل وعامر عمر وبندر الأحبابي، وتطور أداء منتخبنا على الصعيد الهجومي..
وبدأ بشن هجمات منظمة على الدفاع الكوري نتيجة تحسن أداء خط الوسط، وكانت أولى المحاولات في الدقيقة 49 عن طريق سعيد الكثيري الذي سدد باتجاه المرمى، ولكن الحارس الكوري أبعدها بنجاح، وعاد اللاعب نفسه في الدقيقة 51، وأرسل كرة رأسية من العرضية التي لعبها وليد عباس جهة اليسار، إلا أن الحارس أمسكها بثبات.
مجهود فردي
وحاول المهاجم الشاب محمد العكبري بمجهود فردي في الدقيقة 59، بعدما تسلم الكرة على حدود المنطقة وراوغ أكثر من لاعب وسدد، إلا أنها ذهبت ضعيفة بجوار القائم الأيمن.
وفي الوقت الذي كانت الأمور تسير فيه لمصلحة منتخبنا، فإن التحسن لم يستمر طويلاً بعد أن تمكن لي يونج جاي من تسجيل الهدف الثاني الذي جاء عكس سير اللعب في الدقيقة 60، مستغلاً خطأ مشتركاً من مدافعي منتخبنا إسماعيل أحمد ومهند العنزي، وخطف الكرة وانفرد ووضعها بسهولة في شباك خالد عيسى.
تراجع الأداء
بعد الهدف، عاد أداء المنتخب إلى التراجع، ولم تظهر ردة فعل قوية من اللاعبين، وانحصر اللعب في وسط الملعب، وفشل منتخبنا في تهديد مرمى المنافس، في الوقت الذي اعتمد فيه المنتخب الكوري على الهجمات المرتدة مستغلاً سرعة لاعبيه.
وفي الدقيقة 90، نجح البديل لي جونج هيو في إحراز هدف ثالث في غاية السهولة لكوريا الجنوبية، مستغلاً عدم التمركز الجيد من المدافعين ووضع الكرة في الشباك الخالية، لتنتهي بعدها المباراة بخسارة منتخبنا بثلاثية نظيفة، تستدعي الوقوف سريعاً من جانب الجهاز الفني لإصلاح الأخطاء، قبل المواجهات الرسمية المهمة في التصفيات المؤهلة لنهائيات كأس العالم.
تنظيم
عاب أداء منتخبنا عدم التنظيم الجيد في أرضية الملعب، وافتقاد الكرة بسرعة، حيث لم ينجح منتخبنا في شن هجمات منظمة بسبب كثرة التمريرات المقطوعة من اللاعبين، وابتعاد لاعبي خط الوسط عن مستواهم، ما أهدى السيطرة للاعبي المنتخب الكوري.