هل أضرت برمجة الدوري بفرق وخدمت أخرى؟ هل لعب المباريات الصعبة أولاً أتعب فرقاً في حين ارتاحت الأخرى بالبدايات السهلة؟ كان هذا هو السؤال الأول الذي توجهنا به لمحللنا الكروي إسماعيل راشد الدولي السابق والمحلل الكروي القدير الذي تحدث واستفاض عن الجولة وتفاصيلها وخلفياتها، وفي التالي نص كلامه..
«لو كان الدوري منتظماً والمباريات متواصلة ربما كانت الفرق ستتضرر من البرمجة وفرق أخرى ستستفيد، ولكن لدينا مباريات غير متواصلة، والدوري يُلعب ثم يتوقف، وبالتالي كل فريق لديه البحبوحة الكاملة من الوقت ليعيد ترتيب أوراقه، وليست هناك مباراة سهلة وأخرى صعبة..
مثال على ذلك الشباب في الجولة الثانية كسب الوحدة في لقاء صعب نظرياً وعملياً، ولكنه فقد نقطة مهمة في سباق الصدارة عندما واجه دبا الفجيرة المحسوب على أنه فريق سهل.. باختصار في دوري الخليج العربي لا توجد فرق سهلة وأخرى صعبة، واحترام الخصم من أساسيات الانتصار قوياً كان أو ضعيفاً».
وفي تحليله لمباريات الجولة الثالثة من دوري الخليج العربي، لخص إسماعيل راشد ظواهر الدوري قائلاً: «تعادل الشباب مع دبا الفجيرة يعد من أبرز الملاحظات على الجولة، فالمباراة كانت على ملعب الجوارح ووسط جماهيرهم، والفريق يحقق نتائج متميزة ولم يفقد أية نقطة في مباراتيه السابقتين، ولكن دبا الفجيرة استطاع أن يوقف زحف الشباب، في المباراة الأولى التي تشهد تعادلاً سلبياً في بطولة الدوري هذا الموسم.
قطار النصر السريع
وأكمل محللنا الكروي ظواهر الجولة قائلاً: «الظاهرة الثالثة في الجولة كانت خسارة الوحدة، هي الخسارة الثانية على التوالي للعنابي، ولكن وضع مباراة الجزيرة في الجولة الثالثة كان مختلفاً، والوحدة قدم أفضل مبارياته، ويحسب فنياً لمدرب أصحاب السعادة عودة الفريق من خسارة بهدفين في الشوط الأول لتعادل مع نهاية الشوط الثاني، ولكن خبرة ياسر مطر غلبت شجاعة الوحدة في الدقيقة 94، أي أن الوحدة تفوق فنياً».
وبمناسبة الحديث عن الفورمولا والسرعة فلا يزال قطار النصر السريع يعبر المحطة تلو الأخرى دون توقف، وآخر المحطات كانت الوصل، إسماعيل راشد نجم الوصل السابق كان له رأي مختلف: «الوصل قادم وبقوة وسأذكركم بذلك وقتاً ما، كلامي ليس عاطفياً، أتحدث بواقع لو عاد أجانب الإمبراطور لقوتهم وانسجامهم..
وتم حل أزمة المنظومة الدفاعية في الفهود لعادوا وبقوة، تعالوا نتحدث عن المباراة التي أقيمت على ملعب النصر.. النصر رائع بمدربه إيفان يوفانوفيتش الذي استطاع اكتساب خبرة سنوات ماضية مع العميد وصنع خلطة هجومية متميزة..
ولكن في اللقاء كانت الغلبة والاستحواذ للوصل، الوصل كان الأفضل في اللقاء شكلياً وخسر، بينما لم يسيطر النصر وفاز، يحسب ذلك للنصر لا عليه، وهنا الأزمة أزمة صفراء لأن المنظومة الدفاعية للوصل مختلة، خاصة في الضغط على المنافس والتمركز الصحيح..
أنا لا أحمل الدفاع وحده المسؤولية، ولكن أيضاً لاعبي الوسط والمهاجمين لأنه في كرة القدم الحديثة لكل لاعب في الملعب مهمة مزدوجة هجومية ودفاعية، في الوصل المهاجمون ولاعبو الوسط يؤدون جيداً للأمام ولكن لا يساندون الخلف قلت إن الأزمة أزمة المنظومة الدفاعية وليس خط الدفاع».
تصفيق حار لخاسر أفضل مباراة
إنها الخسارة الثانية على التوالي للعنابي في 3 جولات، وجاءت من الجار الجزراوي، ولكن محللنا الكروي يرى أن الفريق ومدربه خافيير أوغيري يستحقون تصفيق حار، معتبرا أن لقاء استاد محمد بن زايد كان الأفضل في الجولة لماذا؟ السبب لخصه في التالي:
«أن تخسر بهدفين في شوط واحد فكروياً تتأثر نفسيات اللاعبين بشكل كبير، ولذلك فعودة العنابي في الدقيقة 78 ثم 90 بهدفين أعاداه لمباراة، وبسيطرة على مجريات اللقاء هذا أمر يحسب للمدرب، كانت شجاعة رائعة من أوغيري باللعب 4-1-4-1.. نعم الوحدة خسر، ولكن نقول له برافو».
على الطرف الآخر، العنكبوت هو الآخر يستحق الإشادة، حيث يقول إسماعيل راشد: «أبل براغا مدرب قدير ويوظف لاعبيه بشكل رائع».
كيمبو 10 من 10
يدين العميد بنجاحه في الجولات الثلاث لدوري الخليج العربي وتصدره لجدول الترتيب إلى مهاجمه الفرنسي كيمبو ايكوكو صاحب المهارات العالية والتسديدات الساحقة واستحق العلامة الكاملة من 10 في جميع المباريات، التي شارك فيها حتى الآن، ولعب دورا بارزا في قيادة فريقه إلى تحقيق 3 انتصارات متتالية.
وتمكن كيمبو في الجولة الأولى من قلب تأخر العميد بهدف إلى فوز بهدفين على حساب نادي الإمارات عندما دخل بديلا لجمال إبراهيم الشوط الثاني، وتمكن النصر من معادلة النتيجة بعد دخوله بدقيقة واحدة ثم اختطاف هدف الفوز في الدقيقة 85 من ركنية.
وواصل كيمبو تألقه في الجولة الثانية أمام الظفرة، وبفضل تسديدته القوية في الدقيقة 19 افتتح النصر التسجيل بعد أن اصطدمت الكرة بأحد المدافعين ودخلت الشباك، ثم أهدى اللاعب الفرنسي زميله التشيلي لويس خمينيز تمريرة حاسمة نجح من خلالها في إضافة الهدف الثاني، ليكون كيمبو أحد نجوم المباراة رغم أن مدربه الصربي ايفان يوفانوفيتش قام باستبداله بداية الشوط الثاني.
وخطف اللاعب الفرنسي الأنظار إليه مرة أخرى في الجولة الأخيرة لدوري الخليج العربي عندما نجح في افتتاح التسجيل لفريقه في الدقيقة 20 في الوقت، الذي كان فيه الوصل هو الطرف المسيطر على أحداث المباراة.
وعاد كيمبو للتألق في الشوط الثاني، وتمكن في الدقيقة 67 من تجاوز خط دفاع الإمبراطور والتمرير إلى زميله البوركيني جوناثان بيترويبا، الذي لم يجد أي صعوبة في تحويل الكرة داخل الشباك.
وبعد مرور شهر واحد عن انضمامه رسميا إلى النصر، عبر اللاعب الفرنسي عن سعادته بالأجواء، التي يعيشها مع العميد وقال: اخترت التوقيع للنصر لأني شعرت أن الجميع يريدني في الفريق.. نجحت في الانسجام بسرعة ولدينا مدرب كفء وذكي يعمل بطريقة احترافية ونحن سعداء بالعمل إلى جانبه وتطبيق تعليماته على أرضية الملعب.
وأكد كيمبو أن النصر يسعى لاستكمال المشوار الناجح، الذي بدأه الموسم الماضي عندما صعد على منصة التتويج في مناسبتين، وسيكون سعيدا في حال ساعد الفريق على تحقيق نجاحات أخرى في الموسم الجديد.
محترفو الموسم الأفضل في التاريخ
اعتبر إسماعيل راشد أن الموسم الحالي هو الأفضل على الإطلاق في تاريخ الدوري الإماراتي من حيث المحترفين قائلاً:
«بصراحة مطلقة الدوري في هذا الموسم هو أفضل المواسم من حيث الأجانب، للمرة الأولى يتجمع هذا الكم من اللاعبين الرائعين، من لاريفي إلى ليما إلى إيمونيكي وبابل، على سبيل المثال لا الحصر، كلهم لاعبون متميزون وذوو قدرات فنية وبدينة عالية جداً، لذلك أتوقع منافسة حامية وأهدافاً غزيرة في الموسم الحالي الذي لم تعد فيه مباريات سهلة، فالكل مستعد».
انتظروا بابل ونتحدى
البعض يلوم على ريان بابل الهولندي لاعب نادي العين المحترف، وتناثرت الأقاويل بأنه سيكون الضحية الأولى للأجانب الراحلين في الانتقالات الشتوية المقبلة، ولكن لمحللنا الكروي إسماعيل راشد رأي آخر، حيث قال: «انتظروا بابل.. إنه واحد من أفضل اللاعبين المحترفين في دوري الخليج العربي، فقط الجو يبرد قليلاً وسيكون للاعب أفضل مردود في الدوري».
واستطرد الدولي الإماراتي السابق قائلاً: «إنه دولي في منتخب هولندا، ويملك إمكانيات عالية، فقط هو ليس معتاداً على حرارة الجو، ولأن درجة الحرارة انخفضت قليلاً تألق وظهر بمستوى رائع مع العين أمام الشارقة، هذا اللاعب مع توالي المباريات وانخفاض درجات الحرارة سيكون أحد أفضل المحترفين في دوري الخليج العربي، أنا أراهن عليه، ولدي ثقة في قدراته».
أسف على أندية الإمارة الباسمة
أعرب إسماعيل راشد عن أسفه لحال فريقي الشارقة اللذين لقيا 3 هزائم متتالية، قائلاً: «يبدو أن هناك نقصاً كبيراً في الفريقين، الشارقة والشعب لا يملكان أجانب على قدر الفرق الأخرى..
كما أن كل صفوف الفريقين ناقصة ويعانيان العديد من المشاكل التكتيكية، والتكاملية، أرجو مراجعة النفس سريعاً فالأمر لم يعد يحتمل، والجماهير لن تصبر طويلاً على ما تراه من تراجع في المستوى وخسائر متتالية لا تليق بتاريخ الناديين العريقين».
الخاسر الأكبر
3 فرق في الدوري حتى الآن لم تذق طعم الانتصار ولقيت 3 خسائر متتالية، وهي فرق: الشعب والشارقة والظفرة، بينما نجا دبا الفجيرة بتعادله مع الشباب من الدخول في صف الخاسرين، وصار يملك نقطة يتيمة ربما تكن بداية جيدة يتمناها ثلاثي الصفر.