تعادل الجزيرة والشباب سلبياً في لقائهما أول من أمس الذي أقيم على استاد محمد بن زايد آل نهيان بالعاصمة أبوظبي ضمن مباريات الجولة الخامسة لدوري الخليج العربي للمحترفين لكرة القدم، وقياساً بطموح وهدف كلا الفريقين في المنافسة على لقب البطولة، يعتبر تعادلاً خاسراً لكليهما، وإن كان كل منهما كسب نقطة، ولكن تلك النقطة لم تحدث تغييراً كثيراً في موقفهما في جدول الترتيب، إلا أنه في المقابل خسر كل منهما نقطتين قد يكونان سبباً في حرمانهما من المنافسة على اللقب في النهاية.
والمباراة فنياً أقل من المتوسط على الرغم من وجود نخبة من أفضل اللاعبين في الفريقين، ولكن ما يحسب لفريق الجزيرة أنه لأول مرة يخرج من مباراة من دون أن يدخل مرماه أي أهداف، وتلك ظاهرة إيجابية تؤكد نجاح براغا في علاج المشكلة الدفاعية، ولكن في المقابل بدا واضحاً انخفاض مستوى المهاجمين وابتعادهم تماماً عن مستوياتهم، وخاصة فوسينتش وعلي مبخوت، وأيضاً من الإيجابيات إشراك عدد من العناصر الشابة في المباراة كبداية لإجراء عملية الإحلال والتبديل في صفوف الفريق بالدفع بدماء جديدة لتحل محل اللاعبين الكبار ولخلق نوع من التنافس لصالح الفريق.
نجاح الشباب
وفي المقابل وإن كان الشباب نجح في تحقيق هدفه بعدم الخسارة والعودة بنقطة، من خلال طريقة اللعب التي لعب بها في الشوط الأول والتي ارتكزت على تأمين منطقة دفاعه وفرض رقابة صارمة على مهاجمي الجزيرة، معتمداً على الهجمات المرتدة عن طريق لوفان وجو الفيس وفيلانوفا، إلا أنه كان بالإمكان أفضل مما كان، خاصة في الشوط الثاني الذي لجأ فيه لفتح اللعب على الأجناب، ما ترتب على ذلك إتاحة بعض الفرص لمهاجميه، ولكن ابتعاد لوفانور وجو عن مستواهما حال دون ترجمة تلك الفرص، لعدم الدقة في اللمسة الأخيرة، وإن كان الأفضل نسبياً فيلانوفا.
مباراة صعبة
أكد البرازيلي إيبل براغا المدير الفني للجزيرة أن المباراة كانت صعبة كما توقعنا، كلا الفريقين لعبا بجماعية وبحثا عن الفوز لكنهما اكتفيا بالتعادل السلبي في نهاية الأمر، تفاجأت في بداية المباراة بأسلوب لعب الشباب الهجومي بوجود جو في الطرف ولوفانور في الهجوم، لكننا تعاملنا مع هذه المفاجأة بسرعة وبدأنا المباراة بشكل مثالي، وكنا الأفضل في الشوط الأول، ثم تحولت الأفضلية بشكل نسبي لمصلحة الشباب في الشوط الثاني، وسنحت العديد من فرص التسجيل للفريقين، لكن في نهاية المباراة كانت نتيجة التعادل السلبي هي السائدة.
ظروف اللقاء
وأضاف: ظروف المباراة حرمتني من تنشيط الهجوم كما ينبغي، ففي الوقت الذي كنت أستعد فيه للدفع بأحمد العطاس لتكثيف تواجدنا الهجومي في مناطق الشباب، تعرض سلطان السويدي لإصابة أجبرتني على تغيير أفكاري والدفع بسالم علي في الطرف الأيسر للدفاع بدلاً عن العطاس، كما أننا لم نكن فعالين في الهجوم كما هي العادة، حيث غابت عنا اللمسة الأخيرة الحاسمة. للأسف لم نستعمل طرفي الملعب كما يجب بالرغم من وجود علي مبخوت وسلطان برغش كجناحين في الشوط الأول، ثم مبخوت وفارفان في الثاني، وطلبت من اللاعبين توزيع الكرة بشكل مستمر وعدم التركيز على العمق، لكن أعتقد بأن ظروف المباراة لم تساعدهم على القيام بهذه المهمة بالشكل المطلوب.
لكن هناك الكثير من الإيجابيات التي لا يجب تجاهلها، بداية من المستوى المميز لأداء خط الدفاع الذي لم يقبل أي هدف اليوم، مروراً بالمستوى الجيد ليعقوب الحوسني في الوسط، ثم الأداء الرائع لسلطان السويدي في وظيفة الظهير الأيسر قبل أن يتعرض للإصابة، وإصابته ليست خطيرة وتعرض لها بسبب الإرهاق، لأنه لم يشارك في مباراة تنافسية منذ فترة ليست بالقصيرة، وكان عليه اليوم أن يسيطر على تحركات لاعب قوي وسريع مثل لوفانور، وأنا سعيد للغاية بأدائه وسأعتمد عليه كأساسي في المباراة المقبلة، جيفرسون فارفان يستحق هو الآخر إشادة كبيرة لأنه عاد من رحلة استمرت 22 ساعة من بيرو إلى أبوظبي، وكان مرهقاً، لكنه أصر على المشاركة في المباراة.
تبرير
وبرر المدرب إبعاده للثنائي خالد سبيل وعبد الله موسى ووضعه لبشير سعيد في دكة البدلاء بقوله: «خالد سبيل وعبدالله موسى غابا عن مباراة اليوم لأسباب فنية، نحن نمر بفترة بحث عن أسلوب لعب متوازن بين الهجوم والدفاع ونجري العديد من التبديلات على التشكيلة، ورأيت اليوم أن أبعد موسى وسبيل عن القائمة وأضع بشير في الدكة، وكانت هذه التبديلات إيجابية للغاية لأن الرباعي الدفاعي قدم مستوى طيباً، وعاونوا حارس المرمى في الحفاظ على شباكه نظيفة حتى نهاية المباراة».
ثقة وتفاؤل
وأبدى المدير الفني البرازيلي تفاؤلاً كبيراً بقدرة الجزيرة على تقديم مستويات أفضل وأعلى في المستقبل القريب، وأوضح: «أعرف جيداً أن إهدار النقاط باستمرار سيضعف كثيراً من حظوظنا في المنافسة على اللقب، لكننا في الوقت الحالي لا نزال نعمل على علاج أوجه القصور التي شابت أداء الجزيرة طوال السنوات الثلاث الماضية.
كايو: النتيجة ليست منطقية وكنا الأحق بالفوز
أكد كايو جونيور المدير الفني لفريق الشباب أن المباراة كانت صعبة ومتكافئة ونتيجة التعادل سلبياً ليست منطقياً، بل الطبيعي أن يكون التعادل بهدفين لكل فريق، وحرص على الإشادة بأداء فريقه، مؤكداً أنه من وجهة نظره كان الأفضل في الشوط الثاني، وكان يستحق الفوز قياساً بالفرص التي سنحت لمهاجميه في هذا الشوط لكنها لم تستثمر بالطريقة الصحيحة. وقال: إذا تمكنا من التسجيل سيكون من العدل أن نفوز بالثلاث نقاط، واستطرد قائلاً: «لعبنا في هذا الموسم ثماني مباريات ولم نخسر فيها جميعها، وفريقي متوازن ومنافس على جميع البطولات، وهذا شيء يسعدني ويؤكد أننا نسير في الطريق الصحيح».
اللجوء للدفاع
وعن سبب لجوئه للدفاع في بداية المباراة قال كايو: تلك كانت إستراتيجيتي بالفعل حيث كان الهدف من ذلك هو امتصاص حماس لاعبي الجزيرة والتعرف إلى مستوياتهم وأسلوب أداء الفريق، لذلك كان من الضروري تأمين الدفاع مع الاعتماد على الهجمات المرتدة، مع تغيير مواقع جو وليفانور، ولكن في الشوط الثاني لعبنا بطريقتنا المعهودة وظهر الفريق بالمستوى المطلوب وصنعنا العديد من الفرص، ولم نوفق في تسجيل الأهداف.
مفاجأة
وتابع: تفاجأت بتشكيلة الجزيرة، وهناك أسماء مختلفة، وكنت تحدثت مع اللاعبين محذراً من بعض الأسماء، ولكن بعد أن عرفنا تشكيل الجزيرة تحدثت مع اللاعبين من جديد، براغا مدرب كبير وسبق له الفوز مع فريق انترناشيونال بلقب كأس العالم للأندية، وهو من أفضل ثلاثة مدربين على مستوى البرازيل، ودفاع الجزيرة قدم مستوى جيداً في المباراة، واستطرد مشيراً إلى أنه سبق له العمل في الجزيرة، وكانت المشكلة أيضاً في الدفاع، ولكن بكل تأكيد فبراغا يحتاج للمزيد من الوقت ليصل للتوليفة المطلوبة ويحدث الثبات المطلوب في الأداء.
أداء لوفانور
وعن أداء لوفانور في المباراة، قال: أعتمد بشكل كبير على لوفانور، وهو من الأعمدة الأساسية لفريق الشباب، وصحيح أنه لم يظهر بمستواه المعهود في المباراة، وارتكب عدة أخطاء، ولكن يبقى لوفانور لاعباً مهماً في الفريق.
هبيطة: مانع ابن النادي وكنا الأقرب للفوز
قال مدير فريق الشباب عبيد هبيطة إن المشكلة التي أثيرت بين النادي واللاعب مانع محمد على خلفية قيام اللاعب برفع قضية سابقة ضد النادي حول مشاكل قد حدثت في العقد بين الطرفين قد انتهت تماماً، وعاد اللاعب للمشاركة مع الفريق وقدم مباراة جيدة أول من أمس أمام الجزيرة.
وأضاف: "مانع ولدنا"، وما يحدث أمر طبيعي نجده في كل الأندية، وهو الآن ملتزم بواجباته ويقدر مسؤوليته تجاه ناديه، وأود الإشادة بما قدمه في مباراة الجزيرة وأتمنى له المزيد.
وأبدى هبيطة رضاءه عن التعادل مع الجزيرة، وقال: المباراة كانت متكافئة إلى حد كبير، وكان الشباب قريباً من الفوز في الشوط الثاني، وأتمنى أن يواصل اللاعبون الأداء بالروح العالية نفسها التي لعبوا بها أمام الجزيرة، مشيراً إلى أن إدارة النادي قامت بتدعيم الفريق بلاعبين حققوا الإضافة المطلوبة، خاصة في خط الهجوم، وكان الهدف من المباراة هو الفوز لمشاركة بني ياس قمة الدوري، وإن كان التعادل على أرض الجزيرة يعد نتيجة مرضية جداً، خاصة وأن المنافس فريق كبير ويلعب من أجل الحصول على بطولة الدوري.
مانع محمد: كان الفوز طموحنا
قال مانع محمد مدافع الشباب العائد بعد انفراج مشكلته مع ناديه بالتراضي إن طموحهم في المباراة كان تحقيق الفوز، وكان فريقهم الأقرب لذلك، خاصة في الشوط الثاني قياساً بالفرص التي سنحت لمهاجمين، ولكن عدم توفيق المهاجمين في استثمار تلك الفرص أضاع الفوز، وعموماً فالتعادل أمام فريق كبير كالجزيرة والعودة بنقطة خارج ملعبنا أفضل من الخسارة . وواصل مؤكدا أن فريقه سيكون أكثر تركيزاً في المباريات المقبلة، وسيكون الهدف حصد مزيد من النقاط للبقاء في دائرة المنافسة.
وعن موضوعه مع ناديه، أكد أن نادي الشباب بيته، وأن الموضوع انتهى، وكل تركيزه الآن في الملعب لمساندة زملائه وتحقيق أهداف الفريق.
مستوى
مسلم فايز: التعادل لا يرضينا
أكد مسلم فايز مدافع الجزيرة أن المدرب براغا نجح في علاج مشكلة الدفاع التي كان يعاني منها الفريق، وتمكن من خلق منظومة دفاعية قوية بالدفع بعناصر جديدة من الشباب، ولكن في مباراة اليوم لم يكن المهاجمون موفقين، ولم ينجحوا في استثمار ما سنح لهم من فرص، وبالتالي فالتعادل لا يرضينا ويعتبر بالنسبة إلينا بطعم الخسارة، وإذا ما كان فريقنا يرغب في المنافسة فمن الضروري التعامل مع المباريات المقبلة بجدية مطلقة وتحقيق نتائج إيجابية قبل فوات الأوان، وعن فريق الشباب اختتم مؤكداً أنه فريق قوي يستحق الاحترام ويدربه مدرب جيد ويضم عناصر قوية، وكان نداً قوياً في المباراة.
حظ
فارس جمعة: صادفنا عدم التوفيق
أعرب فارس جمعة مدافع الجزيرة عن سعاداته بتحسن أداء دفاع فريقه وعدم دخول أهداف في مرماهم لأول مرة، مؤكداً أن براغا بذل جهداً كبيراً في تصحيح منظومة الدفاع ونجح في ذلك وتلك البداية.
وعن المباراة قال إنها كانت مباراة قوية أمام فريق جيد وهو الشباب الذي يملك عناصر جيدة من اللاعبين، وبالنسبة إلى فريقنا فقد لعبنا للفوز وأتيحت لمهاجمينا عدة فرص ولكنها لم تستثمر لعدم توفيق المهاجمين في اللمسة الأخيرة، وأكد فارس أن التعادل ليس مرضياً بالنسبة إليهم ولكنه أفضل من الخسارة، وعموما فالمشوار لا يزال طويلاً، وسنحاول في المباريات المقبلة تحقيق نتائج إيجابية للعودة للمنافسة.