مشاهدة الجرافيك بالحجم الطبيعي اضغط هنا

بات الحديث عن واقع اللاعب المواطن في ظل الاحتراف لغزا كبيرا يحتاج لعشرات الدراسات لتعيد الأمور إلى نصابها، خاصة بعد أن اصبح اللاعب عملة نادرة، ووصلت أسعاره في بورصة دوري الخليج العربي إلى أرقام غير معقولة تعدت 60 مليونا في بعض الصفقات. والمفارقة المحزنة أن الأكاديميات تعج بالمواهب المبدعة وصولا إلى فريق تحت سن 21 سنة وهو سن النضج الكروي.

لكن للأسف معظمهم لا يجد موطئ قدم في الفريق الأول خاصة في الفرق الكبيرة، وفي الحلقة الأولى نقدم:• نتائج أندية دوري الخليج العربي في ظل مشاركة اللاعب من مخرجات المدارس السنية والأكاديميات الكروية، وهل مشاركة هذه النوعية من اللاعبين مقيدة لطموحات الأندية في الفوز بالبطولات مع مقارنات بالأرقام لنتائج الست سنوات الماضية.

وفي الحلقة (2) نقدم: وسائل اكتشاف المواهب وكيفية صقلها ورعايتها في ظل الاحتراف، كيفية الحفاظ عليها وفي الحلقة (3) نقدم: رد الأهلي والعين على الاتهامات الموجهة لهما بانهما يسيطران على بطولات المراحل السنية، ولا مكان في الفريق الأول لديهما لمخرجات الأكاديميات والمدارس وخلاصة الملف.

عبد الله السيفي:نتعامل بواقعية لتلبية احتياجات الوحدة

 أكد عبدالله جعفر السيفي مدير أكاديمية نادي الوحدة (أصحاب السعادة) بأن الأكاديمية تعمل على دعم وتعزيز قدرات الفريق الأول لكرة القدم بالمواهب التي يتم تصعيدها بناء على احتياجاته الفنية، وقال «ظلّت عملية تنسيق العمل بين الأكاديمية والفريق الأول هي ديدن استراتيجية العمل بالنادي التي ترتكز على معايير محددة يشارك فيها العديد من الأطراف المختصة وذات الصلة، وظلت تتطور سنوياً لتتوافق مع المعطيات الحاضرة وتستشرف في الوقت نفسه ما يحمله المستقبل من تحديات.»

ونفى السيفي الادعاء باحتكار الأجانب لمراكز معينة خاصة الهجوم، في أندية دوري الخليج العربي أو في نادي الوحدة تحديداً، وقال «اللاعب صاحب الإمكانيات الفنية الجيدة يفرض نفسه خاصة في خط الهجوم الذي يراه البعض حكراً على الأجانب، هنالك لاعبون مواطنون تميزوا مع الأجانب كمهاجمين منهم على سبيل المثال مهاجم الأهلي أحمد خليل، ومهاجم الجزيرة علي مبخوت، وهم ثمرة العمل الجيد في الأكاديميات، والآن ينافسان الأجانب ويقدمان جهودا وافرة مع المنتخب الوطني الأول.»

أكد السيفي أن اللاعبين الذين تعمل الأكاديمية على نقلهم ليسوا حكراً للنادي فحسب، وقال «اللاعبون متاحون للأندية الأخرى في إطار استراتيجيتنا الاستثمارية وتلك المتعلقة بتوسيع آفاق التعاون مع الأندية الأخرى هذا من جانب.

من جانب آخر، اللاعب يعتبر بمثابة موظف عامل بالنادي، وإذا تلقى عرض عمل آخر من جهة أخرى، أحسنت تقييمه، فلا مانع لدينا من انتقاله إليها، فنحن في عهد الاحتراف. كما إننا نعتقد أن نجاحه بناد آخر أظهر تقديراً لموهبته وأضاف إليها، سيعود بالفائدة في النهاية على كرة الإمارات ومنتخباتنا الوطنية المختلفة وهذا دون شك يسعدنا».

وشدّد مدير أكاديمية الوحدة، علي أن سياسة الاحتكار وتكديس اللاعبين ضارة، وأن حرية التنقل من سمات عهد الاحتراف التي تساهم بفاعلية في تطوير العمل الاحترافي لكل ما يتعلق بكرة القدم الإماراتية. وقال «قد يعتقد البعض بأن هذا المفهوم المنطقي تفريط من قبل نادي الوحدة في لاعبيه لكننا نراعي مصلحة اللاعب أولا ورغباته وطموحاته فنحن مؤسسة تنتهج قيم التربية الأصيلة وروح أولياء الأمور الذين جلّ همهم نجاح أبنائهم كما إن نجاحهم أينما كان سيعود في نهاية الأمر بالنفع على كرة الإمارات.»

عيسى العبار:مصير المهاجم المواطن مجهول

أكد عيسى محمد عيسى العبار، مدير وحدة التطوير الفني في أكاديمية الشيخ منصور بن محمد في نادي الشباب، أن مستقبل ومصير اللاعب المواطن مجهول في ظل منظومة الاحتراف الحالية التي تعتمد الأجنبي.

وكشف العبار بالأرقام وبالمتابعة الدقيقة أن «معظم المواطنين المهاجمين هم الآن في دكة الاحتياط دورينا، أو تحولوا إلى مهاجم ثانٍ، مثل إسماعيل مطر ومحمد سعيد الكثيري ومحمد الشحي، وجميعهم هدافو المنتخب الوطني، لكن تبدلت مراكزهم مع أنديتهم، ولا يوجد مهاجم صريح في دوري الخليج العربي سوى علي مبخوت وأحمد خليل، وكلنا يعلم معاناتهم قبل تثبيتهم في خاناتهم الحالية.

وأكد العبار أن نادي الشباب، بقيادة مجلسه الحالي، وبرغم أنه لديه القدرات المالية على شراء الأجانب، فإنه وضع استراتيجيات الاعتماد على ابن النادي ومخرجات الأكاديمية في بناء الفريق الأول، مشيراً إلى أن هناك ضرورات حتمت في الماضي بيع بعض مخرجات النادي، وهو الأمر الذي أثار سخط بعض جماهير النادي التي اعترضت على عملية البيع، لكنها أمر طبيعي في ظل الاحتراف، وإدارة النادي ارتأت ذلك، لكن في الوقت الحالي تجد الأكاديمية اهتماماً مضاعفاً من مجلس الإدارة.

رؤية العميد

وأكد الثنائي الدكتور حمد رحمة الفلاسي ومحمد علي، من أكاديمية نادي النصر، أن العميد النصراوي في ظل طموحات الفريق للتميز الداخلي والخارجي، خاصة بعد أن وصل إلى دور الثمانية في بطولة الأندية الآسيوية، لا بد أن يتعامل بواقعية ورؤية احترافية في تعاقدات الفريق الأول والتعامل مع مخرجات الأكاديمية.

وهذا يحتم أن تركز مخرجات الأكاديمية والمدارس السنية على النوعية لا الكمية، حتى تكون عناصرها إضافات حقيقية للفريق الأول، وهو ما تقوم به أكاديمية نادي النصر في الالتزام الصارم بالمواصفات الفنية التي يضعها مجلس دبي الرياضي، والتي تنظم عمل الأكاديميات الرياضية في دبي، وسيكون هناك توازن بين البيع والإعارة والتصعيد للفريق الأول.

علاء مدكور:شراء اللاعب الجاهز لايحقق البطولات

انتقد الكابتن علاء مدكور المحلل في شبكة قنوات دبي الرياضية بشدة أسلوب التعامل مع مخرجات الأكاديميات في الأندية الكبيرة في دوري الخليج العربي خاصة العين والأهلي، وقال الأكاديميات هي أساس التكوين وان الصرف على اللاعب الجاهز خاصة في النادي الأهلي لن يفيد على المدى الطويل وتساءل ما هو انجاز النادي الأهلي مع الصرف العالي في التعاقدات خاصة المواطنين.

حيث وصل إلى 40 مليوناً في صفقة خميس إسماعيل فكان الأحرى تحويل ربع هذا المبلغ للأكاديميات ومدارس الكرة، حتى تكون هناك استمرارية في تحقيق الإنجازات في اشارة إلى الوصول لنهائي آسيا فهل الأهلي قادر على تحقيق هذا التحدي مرة اخرى في القريب العاجل في ظل الاعتماد على اللاعب الجاهز وليس مخرجات الأكاديمية.

وأكد مدكور أن الفوز ببطولات 10- 12 – 13- 14 سنة ليس انجازاً فالإنجاز الحقيقي في مرحلتي 19 و21 سنة لأنها الحصاد وتؤسس للفريق الأول ويجب أن تسخر لها الأموال حتى تواصل بنهج احترافي.

وطالب مدكور الأندية الكبيرة خاصة الأهلي والعين التي تطمح لمنصات التتويج الخارجية والداخلية بإعطاء مخرجات الأكاديميات الفرصة مع الفريق الأول لاكتساب الخبرات حتى ولو بنسب قليلة لأن التدريبات وحدها لن تطور هذه المواهب.

تفوق كمي ونوعي في مخرجات أصحاب السعادة

تتفوق أكاديمية نادي الوحدة على معظم أكاديميات ومدارس الكرة في الدولة بالكم والنوع ومنذ تأسيسها خرجت العديد من المواهب بفريق الأول بالنادي أو بأندية أخرى منهم على سبيل المثال لا الحصر: لاعبو المنتخب الوطني الأول: محمد الشحي وحمدان الكمالي، لاعبو المنتخب الأولمبي: محمد العكبري وأحمد راشد. وبقية مخرجات الأكاديمية على النحو التالي:

هذا الموسم (2015 ـ 2016) تم تصعيد كل من: عبد الله فيصل ـ عبد العزيز صالح ـ عبد الله يوسف ـ محمد محمد راشد. ومن أبرز اللاعبين الذين تخرجوا من الأكاديمية وانتقلوا إلى أندية أخرى:

محمود خميس (النصر) ـ عيسى سانتو (الأهلي) ـ أحمد علي (الظفرة) ـ سعيد الكثيري (العين) ـ إبراهيم مفتاح ووليد اليماحي (الفجيرة) ـ عامر عمر (بني ياس).

عبد الخالق:12 موهبة أساسية في قائمة الملك الشرقاوي

كشف عبد الخالق أحمد، قائد الجهاز الفني لفريق أشبال الشارقة تحت 14 سنة، أن نادي الشارقة في ظل الاحتراف نجح في إبقاء 12 لاعباً من مخرجات المراحل السنية في الفريق الأول وهم: عبد الله غانم – محين خليفة – حمد إبراهيم – سيف راشد – شاهين عبد الرحمن – محمد سرور – يوسف سعيد – عمر جمعة ربيع – ماجد سرور – مانع سعيد – سالم خلفان – خالد الزري، وتم تصعيد جيل 1994- 1995 بالكامل إلى الفريق الأول، وهو ما لم يحدث في دورينا من قبل.

وأكد أن صرف أموال طائلة على المراحل السنية والأكاديميات، وتحقيق بطولات في تلك المراحل دون أن يكون هناك نتاج ملموس في الفريق الأول، يعتبران هدراً للأموال، ويعيداننا إلى عهد الهواية وممارسة كرة القدم وليس احترافها.

وقال إن الأندية التي ليس لديها مخرجات من المدارس والأكاديميات تكون عيونها على لاعبي الأندية الأخرى، ونادي الشارقة يعاني كثيراً هذا الأمر، وإغراء لاعبيه ومحاولات التأثير فيهم حتى قبل الوصول إلى الفريق الأول، والبعض يستغل ثغرات قانونية في ضم مواهب الملك الشرقاوي، فلماذا لا نعمل وننتج بشكل صحيح، بدلاً من وضع اليد على مخرجات الآخرين.

2016

موسم 2016 يعد من أفضل المواسم التي مرت على ناديي الأهلي والعين في بطولات المراحل السنية، حيث تبادلا منصات التتويج فيها، ما عدا بطولة تحت 21 سنة التي ذهبت لفريق الشارقة، وبطولة تحت 19 سنة التي ذهبت لفريق الوحدة، وهي مفارقة عجيبة توضح أن العين والأهلي يركزان على بطولات تحت 17 سنة فما دون، فيما يكون تميز الشارقة والوحدة والجزيرة على بطولات فوق سن 17 سنة، وهو الأمر الذي يؤكد أن مخرجات الأندية الثلاث الجزيرة والوحدة والشارقة هي الأفضل على مستوى الفريق الأول.

حيث نجد 12 لاعباً في فريق الشارقة من مخرجات المدارس السنية المختلفة، ويشكلون مصدر قوة الفريق، بجانب تميزهم اللافت للأنظار مع منتخبنا الأولمبي، وذات الأمر يتكرر مع فريق الوحدة الذي تعتبر مخرجاته من الأكاديمية والمدارس السنية واضحة للعيان، سواء في الفريق الأول أو مع المنتخبات الوطنية المختلفة، والإحصائيات تؤكد ذلك، ومن أبرز اكتشافات الوحدة الموهبة العكبري.

2011

يعد موسم 2011 – 2012 من المواسم المتوازنة لمعظم أندية الدولة في بطولات المراحل السنية ومخرجات الأكاديميات، وفيها لم تكن السيطرة واضحة بالنسبة لقطبي المواهب نادي العين والأهلي خاصة في البطولات التي كانت حكراً عليهما في السنوات الأربع الأخيرة حتى العام 2016، وهي تعتبر المواسم الذهبية لهما وفيها أيضا كانت مخرجات الأكاديميات متوازنة بعض الشيء خاصة في المنتخبات الوطنية ولم تكن مخرجات نادي الشارقة بالوضوح والنضج الكامل الذي يجعلها تحتل المركز الأول على مستوى المشاركة مع الفريق الأول.

حيث نال الأهلي في هذا الموسم وصافة دوري تحت سن 16 ودوري تحت سن 15 ودوري تحت سن 13، أما العين فكان نصيبه بطولة تحت سن 18 وبطولة تحت سن 15 لكن الفئة الثانية وبطولة الفئة الأولى تحت سن 13 وتقاسمت بقية الأندية بطولات المراحل الأخرى.

2005

تعتبر فترة الهواية أي ما قبل تطبيق الاحتراف هي الأفضل بالنسبة لأندية (النصر – الشباب- بني ياس – الوصل) حيث كان لها بعض الإنجازات في المراحل السنية لكن ليس بمستوى بطولات العين والأهلي التي تؤكد تباين الصرف المالي بين مختلف اندية الدولة وأندية الوسط التي يبين عملها على فرق الرديف و21 و19 سنة وهو الأمر الذي جعلها رغم قلة البطولات المحرزة منذ 2005 وحتى موسم 2016 تتفوق على الأهلي والعين أصحاب الإمكانيات الكبيرة في مخرجات المدارس المتميزة مع الفريق الأول لكنها تأتي في المرتبة الثانية بعد الشارقة والوحدة والجزيرة.

وبالنظر إلى اهم إنجازات نادي النصر في 2016 نجدها اقتصرت على الفوز بلقبي تحت سن 16 و15 لكن في الفئة الثانية فيما احتكر العين والأهلي بطولات الفئة الأولى، وتكرر نفس الأمر مع النصر في موسم 2015 حيث فاز ببطولة دوري 18 سنة أيضا في الفئة الثانية وهكذا حال بقية الأندية الأخرى (الوصل – بني ياس – الشباب).