لم تكن الجولة 21 من عمر دوري الخليج العربي عالية المستوى كما توقعنا سابقاً بارتفاع وتيرة اللعب في الجولات الأخيرة، وربما الحرص الزائد لدى بعض الفرق سواء في المقدمة أو المؤخرة، أو التوتر والقلق لدى البعض الآخر قد أثر على المستوى العام، الذي يمكن تنصنيفه في خانة الأداء المتوسط، برغم ارتفاع معدل التهديف، ولكن الملاحظ أن أغلب الأهداف جاءت نتيجة أخطاء دفاعية قاتلة.
القمة لاتزال جزراوية بالفوز على العين بهدفين نظيفين في قمة الجولة، والأهلي لايزال ملاحقاً في الوصافة بنجاحه في عبور الظفرة بالنتيجة نفسها، بينما قفز الوصل للمركز الثالث بنقطة التعادل 1ـ1 مع الإمارات، واضعاً العين في المركز الرابع برصيد 43 نقطة بفارق نقطة عن الإمبراطور، في حين لايزال صراع المؤخرة كما هو، حيث بني ياس متذيل للجدول ومعه الإمارات، وعلى مقربة منهما اتحاد كلباء ودبا الفجيرة وللأول 17 نقطة والثاني 18.
القمة
بالعودة لأفضل مباريات الجولة من الناحية الفنية بين الجزيرة والعين، فالمباراة كانت خططية تكتيكية من الجانبين، احترم فيها تين كات مدرب «فخر أبوظبي» منافسه العين، ولعب على الأخطاء التي يرتكبها البنفسجي متبعاً سياسة ميكيافيلية، حيث الغاية تبرر الوسيلة، هكذا فعل أمام الزعيم واصطاد نقاط المباراة، بينما الأخير يلعب مهاجماً بشكل ضارٍ، ويعتمد على الاستحواذ الكامل ويجيد وسط ملعبه صناعة الفرص، ولكن الاستحواذ وحده لا يكفي، والجميع في العين يصنع ولا أحد يستغل ويسجل، وتلك هي الأزمة التي يعانيها العين.
فالزعيم يلعب في غير وجود رأس حربة صريح، معتمداً على الطرفين المهاريين أسبريللا وكايو، وكل منهما لمسته الأخيرة ليست جيدة، فيعاني العين من إضاعة الأهداف بالجملة، في وقت تحتاج الفرق المنافسة على الألقاب التسجيل من أنصاف الفرص، مثلما فعل الجزيرة، وسجل من أنصاف الفرص التي أتيحت له، مقدما درساً جديداً للزعيم بعنوان «إن لم تستغل الفرص المرمى تخسر».
والمدرب زوران المدير الفني للعين، لم يستطع إيجاد حل هجومي في ظل امتلاكه العديد من صناع اللعب وعدم وجود من يسجل، فذا كان الكل يصنع فمن يسجل؟! ربما هي ليست أزمته وإنما توارثها من المدرب السابق، ولكن بابتعاد العين عمليا عن المنافسة على اللقب، رغم وجوده فيها نظرياً، فالوقت الآن في الزعيم مناسباً للبحث عن رأس حربة يستطيع صناعة الفرق والتسجيل في الموسم المقبل.
دبا الفجيرة في خطر
تعادل دبا الفجيرة أمام حتا في الجولة 21، قد يعتبره البعض جيداً، ولكن واقع الأمر أنه ليس كذلك، لأن تواجدهم في المركز الـ11 برصيد 18 نقطة لا يجعلهم بعيدين عن دوامة الهبوط، وأزمتهم الكبرى هي في المباريات المتبقية لهم وصعوبتها، فدبا الفجيرة يواجه في الجزيرة في الجولة المقبلة، ثم يواجهون الظفرة العنيد صعب المراسي، والذي يصعب الفوز عليه في ملعبه بالمنطقة الغربية.
وفي الجولة 24 يلعب دبا الفجيرة مع الوصل الذي لا يزال في المنافسة على اللقب، ثم الوحدة في الجولة قبل الأخيرة في استاد آل نهيان، وأخيراً أمام الشارقة، ما يعني أن الـ15 نقطة المتبقية لدبا الفجيرة في غاية الصعوبة وأمام فرق قوية وذات طاقات هجومية، وإذا لم يخرج منها بـ6 نقاط على الأقل فقد يكلفه ذلك الهبوط، لذلك فنقطة حتا لم تكن جيدة للنواخذة!
قوة كوزمين الهجومية
الانتصارات ليست هي الأمر الوحيد في عالم كرة القدم، ولكن الفوز على الظروف أهم أحياناً كثيرة من مجرد حصد الانتصار، وهذا ما يفعله كوزمين المدير الفني لفريق الأهلي، والذي يجيد تحدي الظروف والنواقص والأزمات، ويستمر في تحقيق الانتصارات، وهذا ما تجلى في لقاء الأهلي أمام الظفرة في الجولة 21، حيث استمر الفرسان في مطاردة اللقب، وتحدى كوزمين ورفاقه كل الظروف متخطياً واحداً من أصعب فرق دوري الخليج العربي وهو فارس الغربية.
والحقيقة فالأهلي يملك رأسي حربة على أعلى مستوى، يستطيعان التسجيل من أنصاف الفرص وهما ماكيتي ديوب وأسامواه جيان، وكلاهما غني عن التعريف في القدرات الهجومية، وخلف النجمين هناك ريبيرو والحمادي والفردان القادرين على إيصال الكرات بسلاسة للمنطقة الهجومية، في تناسق كامل بين الوسط والهجوم، وهو أمر يحسب للمخضرم الروماني.
«10» تكفي يا «الملك»
عبر الشارقة أزمته مع الصيام عن الانتصارات للمرة الأولى، بالفوز الأول له منذ 10 جولات كاملة، ظل الملك طوال المباريات العشر الأخيرة منذ ما قبل ختام الدور الأول لا يحقق أي فوز، فقط يخسر ويتعادل دون أن يحصد ثلاث نقاط كاملة، ووبعد العشر العجاف استطاع الملك في الجولة 21 حصد الانتصار الغالي، وغلاوته هذه المرة أنه تحقق على منافس مباشر هو اتحاد كلباء.
حقيقة هو انتصار في الوقت المناسب، فقبل السقوط في الدوامة فاز الملك على اتحاد كلباء ليصعد إلى النقطة 20 قافزاً للمركز العاشر، ودافعاً نمور كلباء نحو الهاوية بوضعهم في المركز الـ12 برصيد 17 نقطة.
المدرب البرتغالي بيسيرو وضع لمساته للمرة الأولى منذ قدومه خلفاً لليوناني دونيس، واستطاع تفكيك التكتل الدفاعي لاتحاد كلباء، ووصل لمرماه، ووضحت إلى حد بعيد لمسات المدرب البرتغالي على الملك فالبرغم إدراك كلباء للتعادل واصل الشارقة هجومه واستطاع اقتناص نقاط المباراة من ضربة جزاء في الدقيقة 84 منهياً اللقاء لصالحه.
إنجاز الإمارات
تعادل الإمارات الذي حققه أمام الوصل هو إنجاز يحسب للجهاز الفني واللاعبين، ففريق الصقور في الوقت الحالي صار تهمة يهرب منها الجميع، وتخلى عنه الجميع كي يهربوا من المسؤولية عن الفريق في حالة هبوطه، ورغم ذلك استطاع الصقور اقتناص نقطة مهمة أمام أحد الفرق المتنافسة على اللقب، واستطاع أن يوقف آلة الإمبراطور الهجومية بإجادة.
ربما النقطة لاتزال مجرد نقطة في بحر، والإمارات يحتاج المزيد في الجولات الخمس المقبلة، ولكن يمكن اعتبار نقطة التعادل أمام الوصل مجرد بداية، لابد أن يكمل عليها الفريق غير عابئ للانتقادات واضعاً أمامه هدف البقاء، وربما بالتكاتف والعزيمة يستطيع النجاة وهو ليس ببعيد، وربما تكون مبارياته أمام الشارقة واتحاد كلباء وبني ياس، والفوز بنقاطهم كافية لاستمراره في البطولة باعتبارها فرقاً منافسة له في دوامة الهبوط.
«متلازمة» اتحاد كلباء الدفاعية
اتحاد كلباء يعاني من متلازمة ملعبه دفاعياً، فالنمور منيت شباكه بـ24 هدفاً على ملعبه ووسط جماهيره، من أصل 35 هدفاً تلقتها شباكه، بينما الفريق لم يدخل مرماه خارج أرضه سوى 12 هدفاً فقط، وهو ما يعني أن الفريق الذي يحتل المركز الـ12 في جدول ترتيب فرق دوري الخليج العربي، يعاني من أزمة دفاعية تصيبه عندما يلعب وسط جماهيره.
تفسير تلك الأزمة ربما أن الفريق يجيد أفضل عندما يلعب متكتلاً في الشكل الدفاعي خارج أرضه، بينما حينما يحاول إرضاء جماهيره باللعب مهاجماً تتفكك دفاعاته وتنهار، وتتلقى شباكه الأهداف.
رباعيات الشباب والهدايا المجانية
فريق الشباب يعاني في الموسم الحالي لدوري الخليج العربي معاناة شديدة في الحفاظ على مرماه الذي صار مزاراً لكل الفرق، والفريق خسر في 5 مباريات بنتائج ثقيلة، بدءاً من الخسارة بسباعية مقابل 3 أهداف أمام الجزيرة في الجولة العاشرة من المسابقة، والتي كانت فاتحة السوء على الجوارح وبداية هداياه المجانية للمنافسين، فتلقى الفريق الخسارة برباعية أمام كل من اتحاد كلباء في الجولة 15، ومن الإمارات في الجولة 17، ثم من الأهلي في الجولة التي تلتها، وأخيراً من النصر في الجولة الماضية.
الجوارح صارت دفاعاته حصالة للفرق وعليه 37 هدفاً، بمعدل يتجاوز 1.7 هدف لكل مباراة، يحتل المركز الرابع في ترتيب الفرق الأضعف دفاعاً في الدوري، بعد بني ياس 59 هدفاً، ثم الإمارات 41 هدفاً، ودبا الفجيرة وعليه 40 هدفاً.
وإذا كانت دفاعات الشباب ضعيفة، فهجومه ليس في حال أفضل، فلم يستطع هجوم الجوارح التسجيل سوى 20 هدفاً فقط في 21 مباراة، بمعدل يقل عن الهدف في كل مباراة، محتلاً المركز الثاني ضمن الفرق الأضعف هجوماً في البطولة، بعد حتا المتصدر والذي لم يسجل سوى 19 هدفاً فقط في 21 جولة بمعدل 0.9 هدف لكل مباراة.. أهذا يليق بالشباب؟!