الأندية تحوّل المدربين من الملعب إلى مقاعد المتفرجين

المدرب المواطن يتراجع.. وأصحاب «العيـون الخضر» يسيطرون

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

شهد الموسم الكروي الحالي تراجعاً واضحاً في أسهم المدرب المواطن، بأسلوب يؤكد أنه في طريقه لأن يصبح خارج حسابات الأندية بشكل نهائي، والدليل على ذلك أن هذا الموسم لم يشهد وجود مدرب مواطن مع وجود عدد قليل من الأسماء في دوري الهواة، في ظل سيطرة تامة للأجانب والتي تميل الأندية للتعاقد معهم كونهم أصحاب عيون خضر فقط، وليس لمهنيتهم حسب رأي المدرب عيد باروت، ونتيجة للغياب الحالي صرخ بعض المدربين المواطنين بالصوت العالي، مؤكدين أن الأندية أجبرتهم على أخذ مقاعد المتفرجين مثل المشجعين بسبب قلة الثقة، وذلك على الرغم من التأكيد بوجود كفاءات تدريبية تحتاج إلى الفرصة.

أسباب الغياب

من جهتهم، قدم بعض المدربين المواطنين أسباباً مختلفة عن أسباب غيابهم عن الساحة الكروية، على أمل أن تكون هناك نتائج إيجابية في المستقبل القريب رغم أن المدربين أنفسهم يعيشون حالة من الإحباط ويعتقدون أن التغيير لن يحدث قريباً.

مصلحة التعاقد

بداية قال عيد باروت، مدرب الفجيرة السابق، الذي سبق له العمل مع 5 من أندية دوري المحترفين أن إدارات الأندية تفضل المدرب الأجنبي على المواطن وتميل بطريقة واضحة لأصحاب العيون الخضر لأن أعينهم خضر فقط وليس لأنهم أفضل من المواطنين، وأضاف: أيضا بعض الإداريين (سماسرة) يستفيدون من الأجنبي لذلك يحرصون عليه ويرفضون التعامل مع المدرب المواطن. وأضاف باروت: لا أتحدث من فراغ ولكن مر عليّ في مشواري التدريبي إداريون سماسرة وأمتلك أدلة عليهم، هذه هي الحقيقة التي يجب أن تقال، لذلك المدرب المواطن لا يحظى بالفرصة الكافية لأن مصلحتهم في التعاقد مع الأجنبي.

توفير الحماية

وأشار عيد باروت، إلى توفير الحماية الكاملة للمدرب الأجنبي بعكس المدرب المواطن وقال: أحياناً المدرب الأجنبي يقود فريقه لخسارة كبيرة ولا يحاسبه احد، ولو كان في موقعه مدرب مواطن فإن البعض يمكن أن يقدمه للمحاكمة مع إقالته مباشرة كما حدث كثيرا في مرات سابقة، مبيناً أن أفضل إنجازات الكرة الإماراتية تحققت على أيدي مدربين مواطنين مثل جمعة ربيع ومهدي علي وغيرهم، لكن المواطن مهما حقق من إنجازات فإنه لن يجد الدعم الذي يجده الأجنبي لأن المشكلة إدارية بحتة، وحتى الأندية التي تتعاقد مع مدرب مواطن تنتظر خسارته في أقرب فرصة لتستغني عنه، بينما الأجنبي يخسر عدة مرات دون أن تتم إقالته أو محاسبته، كما أكد باروت، أن الكفاءات التدريبية المحلية موجودة وتحتاج إلى الدعم والثقة فقط من الأندية وبإمكانهم تقديم مردود افضل من الذي يقدمه الأجانب.

حق الاختيار

من جانبه، أوضح سالم ربيع مدرب العربي السابق، أن إدارات الأندية تمتلك حق اختيار المدرب الذي تراه مناسبا، سواء كان مواطنا أو أجنبيا، لكن معظم الإدارات تفضل الأجنبي خوفا من غضب الجمهور، وأضاف: عندما يحقق المدرب المواطن نتائج سلبية فإن الإدارة تتعرض للهجوم والانتقاد ولا تستطيع أن تدافع عن نفسها، لكن عندما تتعاقد مع أجنبي فإنها تعفي نفسها من المسؤولية.

وأضاف ربيع: الثقة مفقودة في المدرب المواطن من قبل مجالس إدارات الأندية والجمهور أيضاً، رغم وجود العديد من الكفاءات، ولو عدنا بالذاكرة إلى الوراء سنجد أسماء بارزة عملت مع أندية المحترفين مثل جمعة ربيع وخليفة مبارك وعيد باروت وعبد الله مسفر وغيرهم، والآن الساحة بها مدربون يستحقون الفرصة لكن من الصعب إقناع الأندية، خاصة أن نتائج المنتخبات الوطنية التي يشرف عليها مدربون مواطنون غير مشجعة بالنسبة لهم.

راحة نفسية

وأعتبر ربيع، أن المدرب الأجنبي يحظى بدعم كبير لا يتوفر للمدرب المواطن، مبيناً أن الأجنبي يعمل براحة نفسية خاصة أنه يعلم جيدا أن إقالته تعنى انتقاله للعمل مع أندية أخرى عن طريق الوكلاء، الذين يروجون له بشكل جيد بعكس المدرب المواطن، الذي يظل في حالة ضغط مستمر مع ضعف حظوظه في حصوله على فرصة أخرى.

وأضاف لاعب النصر الأسبق: إحدى المشاكل التي تواجه المدرب المواطن عدم التسويق، فإذا كان لديك منتج جيد إذا لم تحسن تسويقه يمكن أن يرفضه السوق، فالتسويق جزء مهم من النجاح، وهذا لا يتوفر لدى المدرب المواطن بعكس الأجنبي الذي يتم عرض بضاعته بطريقة جميلة تشجع الأندية على التعاقد معه.

نتائج جيدة

ورأى ربيع أن عودة المدرب المواطن للواجهة ومنحه الثقة يتطلب تحقيق نتائج جيدة بواسطة المدربين، الذين يشرفون على منتخبات المراحل السنية، مبيناً أن هؤلاء المدربين عندما ينجحون في قيادة هذه المنتخبات فإنهم بذلك يرفعون من أسهم المدرب المواطن ويجبرون الأندية على التعاقد معهم، لكن إذا كانت نتائجهم سلبية فإن ذلك يعني عدم منحهم الثقة.

وأكد سالم ربيع أن اتحاد الكرة أيضاً مطالب بمنح المدرب المواطن قدراً كافياً من الاهتمام، مشيراً إلى أن افضل فترات المواطن كانت وقت تولي محمد خلفان الرميثي رئاسة اتحاد الكرة، لأنه منح المواطن الثقة ووفر له كافة الاحتياجات، وأعتقد أنه بدون ثقة ودعم من الاتحاد والأندية فإن المدرب المواطن لن يجد الفرصة أبدا.

مسؤولية مشتركة

بدوره، ألقى محمد سعيد الطنيجي، مدرب الذيد مسؤولية ابتعاد المدرب المواطن عن تدريب الأندية على الطرفين، موضحاً أن المدرب لا يريد إرهاق نفسه بالعمل والتطوير، وفي ذات الوقت الأندية لا توفر له الدعم الكافي بمنحه الفرصة الكافية.

وأضاف الطنيجي: يجب أن تمنح إدارات الأندية المدرب الفرصة حتى يبرز قدراته، لكن حتى من يختارون المدرب المواطن يتعجلون إعفاءه من مهمته لأن ثقتهم به ضعيفة، لذلك مع أول نتيجة سلبية يقررون إقالته مع أن المدرب الأجنبي يخسر عدة مباريات ولا تكون له بصمة لكن ينتظرون منه الأفضل.

وأكد مدرب الذيد أنه لا يريد أن يجعل من إدارات الأندية وحدها مسؤولة عن غياب المدرب المواطن في قيادة الفرق المختلفة لأنه يرى أن المدرب أيضا يتحمل جزءا من هذه المسؤولية وأضاف: في الإمارات عندما يتحصل المدرب على شهادة عليا في التدريب فإنه يريد أن يدرب ناديا كبيرا وقال: المدرب المواطن يرفض المراحل السنية وهذا خطأ كبير لأن التدرج في العمل مهم حتى لاكتساب الخبرة بعيدا عن الشهادات العلمية.

شهادات تجربة

من جانبه، أوضح محمد سعيد الطنيجي أن اتحاد الكرة يمنح الشهادات أيضا لمدربين لم يسبق لهم تدريب الفريق الأول لذلك البعض يتحصل على الشهادة وينتظر الوظيفة دون تجربة.

واعتبر الطنيجي أن حل المشكلة يتطلب إصدار تعميم من قبل اتحاد كرة القدم يلزم الأندية بالتعاقد مع مدربين مواطنين فقط لقيادة المراحل السنية وفرق الشباب أيضا، حتى تتاح للمدربين الفرصة مع العمل على تطوير مقدراتهم بالكثير من المحاضرات، وأضاف: إذا كان هنالك مدرب أجنبي للفريق الأول فإنه يمكن أن يكون مشرفاً على كل مدربي فرق المراحل السنية من المواطنين حتى ينقل لهم تجاربه وخبراته، لكن إذا تمت الاستعانة حتى في المراحل السنية بمدربين أجانب فمن الطبيعي ألا يجد المواطن فرصته في تدريب الأندية والوصول إلى الفريق الأول. مؤكداً ضرورة إيجاد حل لهذه المشكلة في الوقت القريب حتى لا يحدث اندثار كامل للمدرب المواطن ويصبح غائبا عن تدريب الأندية بكل مراحلها المختلفة.

فقدان الثقة

في حين، قدم محمد العامري عضو مجلس الوصل، المدير التنفيذي للنادي، وجهة نظر مختلفة، رافضا فكرة إهمال المدرب المواطن وانحساره، مع تأكيده في ذات الوقت أن معيار الأندية في أختيار المدرب يرتكز على الكفاءة وليس الجنسية وقال: كل ناد يسعى الى الأفضل وإذا وجد مدربا مواطنا يتناسب مع متطلباته سيتعاقد معه.

وأكد العامري في ذات الوقت عدم فقدان الثقة في الكوادر الوطنية التي تعمل في مجال التدريب وأضاف: أبلغ دليل على ذلك أن المنتخب الوطني الأول كان يقوده مهدي علي حتى قبل أيام قلائل، وهذا تأكيد على أن الثقة في المدرب المواطن متوفرة.

واعتبر المدير التنفيذي لنادي الوصل أن الثقة التي ينالها المدرب المواطن في الوقت الحالي لم تكن موجودة في السابق، مشيرا إلى أن كل المشرفين الفنيين في فترة الثمانينات بمختلف الأندية كانوا من الأجانب وحاليا معظم من يقود المراحل السنية من المواطنين وأضاف: عندما تمنح الكادر الوطني فرصة تدريب المراحل السنية والإشراف على الصغار فهذا أيضا دليل على الثقة لأن أبناء المراحل السنية هم مستقبل الكرة الإماراتية والاهتمام بهم متوفر في كل الأندية.

وقال محمد العامري إن كل ناد لديه حساباته الخاصة، حسب المرحلة والهدف الذي يبحث عنه واختياراته للمدربين تقوم وفق معطيات كثيرة لكن في كل الأحوال دائما فإن الثقة في الكادر الوطني متوفرة ويكفي المدرب المواطن فخراً أن يستعين منتخب شقيق مثل المنتخب الأردن بالدكتور عبد الله مسفر لتدريبه ليكون ذلك تأكيداً على أن هناك مدربين أكفاء يستحقون الثقة.

حلم

منحت الإمارات من خلال العمل مع المنتخبات والأندية فرصة العمل لعشرات المدربين الأجانب عبر التاريخ، لكن يظل أسم البرازيلي كارلوس البرتو الأشهر والأبرز عندما قاد (الأبيض) في مونديال ايطاليا 1990.

1972

يعتبر المصري محمد صديق شحته أول مدرب يشرف على تدريب منتخب الإمارات في الفترة من 1972 وحتى 1975، ليسجل اسمه بمداد من ذهب في سفر الكرة الإماراتية، وقاد شحته منتخبنا الوطني في كأس الخليج الثانية بالمملكة العربية السعودية.

7

شجع الإنجاز الذي حققه المدرب وليد عبيد بقيادته لفريق حتا إلى دوري المحترفين، أندية دوري الهواة إلى التعاقد مع مدربين مواطنين وكان ذلك واضحاً بظهور 7 من المدربين في القيادة وهم عيد باروت (الفجيرة)، بدر صالح (العروبة)، سليمان البلوشي (مصفوت)، العربي (سالم ربيع)، محمد سعيد الطنيجي (الزيد)، صالح بشير (الحمرية)، أحمد عبد الرزاق (الخليج)، وهي ظاهرة لم تحدث خلال المواسم السابقة التي ظل اعتماد غالبية الأندية فيها على المدربين الأجانب.

3

شهد الموسم الماضي ظهور 3 من المدربين المواطنين على رأس الأجهزة الفنية في دوري الخليج العربي هم: عبد الله مسفر (بني ياس)، عبد العزيز العنبري (الشارقة) وعيد باروت (الفجيرة)، ونجح مسفر والعنبري في إنقاذ فريقيهما من الهبوط بينما تولى باروت المهمة في وقت متأخر وكان قريباً من المحافظة على الفريق في دوري الأضواء والشهرة، بينما غاب المدرب المواطن في دوري المحترفين باستثناء وليد عبيد فقط الذي ظهر في مباراتين فقط مع حتا.

2016

يعتبر إنجاز تأهل حتا إلى دوري الخليج العربي موسم 2016 / 2017 والذي حققه المدرب وليد عبيد بنهاية الموسم الماضي الأفضل خلال الفترة الأخيرة ويعتبر دليلاً على أن المواطن يمتلك أدوات القيادة وقادر على وضع بصمته وتحقيق الإنجازات الكروية، وخاصة أن الإعصار أبهر الجميع بمستواه وتألقه في دوري الأولى قبل صعوده ووصوله لدوري الأضواء والشهرة.

50

على الرغم من غياب المدرب المواطن عن تدريب فرق دوري المحترفين، لكن يلاحظ أن أكثر من 50 مدرباً تحصلوا على رخصة مدرب محترف والتي أصبحت من شروط دوري المحترفين وهي شهادات عليا في التدريب لا تتوافر حتى عند بعض المدربين الأجانب.

محمد الخديم .. الأفضل

يعتبر محمد عبيد الخديم مدرب فريق 21 بنادي دبا الفجيرة أفضل مدرب مواطن في الموسم الحالي، وهذا ما تثبته لغة الأرقام التي تتحدث عن إنجازه مع فريقه الذي يحتل المركز الثالث في جدول الدوري، منافساً في الوقت ذاته الأندية الكبيرة ذات الإمكانات المادية الضخمة والتي تتعاقد مع لاعبين شباب مميزين وبمرتبات مالية عالية.

وعلى الرغم من ذلك نجح محمد الخديم في صناعة فريق جيد، مستغلاً دعم مجلس الإدارة الذي وفر له الاحتياجات حسب الإمكانات المحدودة المتاحة، وظل الخديم يقود فريقه من انتصار إلى آخر مع بعض العثرات، كما إنه تربع على صدارة الجدول لعدة أسابيع وسط منافسة شرسة، ليكون تميز الخديم ونجاحه مع شباب دبا الفجيرة تأكيدا على وجود مدربين مواطنين متميزين وأنهم يحتاجون فقط إلى الثقة والفرصة الكافية.

وليد عبيد:99.9 % ليس لديهم قناعة بالمواطن

ذكر وليد عبيد مدرب حتا السابق، أن 99.9% من إدارات الأندية ليس لديهم قناعة بالمدرب المواطن ولايثقون في قدراته التدريبية رغم وجود العديد من الكفاءات التي تستحق الفرصة لإثبات وجودها وأضاف: أعتقد أن عدم الثقة هو السبب الأول في عدم ظهور المدربين المواطنين في دوري المحترفين خلال الموسم الحالي، وفي رأيي أنه من الصعب جدا تغيير هذا الواقع الذي يتطلب أولاً تغيير العقليات الإدارية التي تفكر في المدرب الأجنبي فقط ولاتقبل بمنح الفرصة للمدرب المواطن.

تفضيل الأجنبي

وأضاف مدرب حتا السابق: يلاحظ أن المواطن في كل المهن يجد الفرصة في الدولة ويحتل القيادة إلا في كرة القدم دائما يفضلون الأجنبي عليه ليس لأن الأجنبي أفضل رغم وجود مدربين أجانب أكفاء بالتأكيد يعملون ويساهمون في تطوير كرة القدم بالإمارات لكن هذا لاينفي ايضا وجود كفاءات محلية يمكنها أن تساهم وأن تشارك في النجاح والتطوير.

وعاد وليد عبيد وقال: بذات القدر الذي يتحدث فيه عن ضرورة منح المواطن الفرصة لابد أن يطالب أيضاً بأهمية إجتهاد المدرب في تطوير قدراته التدريبية حتى يكون جاهزاً لأداء المهمة عندما يجد الفرصة، مؤكداً أنه لايرى حلاً لهذه المشكلة إلا بعودة الثقة للإدارات في المدرب المواطن وأضاف: لكن من خلال ما نتابعه أرى أن هذه المشكلة (مزمنة) وليس لها حل في الوقت القريب.

العنبري والملك.. غياب الثقة

برهنت التجربة التي خاضها المدرب المواطن عبد العزيز العنبري الموسم الماضي مع فريق الشارقة، على عدم ثقة إدارات الأندية في المدرب المواطن حتى وإن كانت نتائجه إيجابية فإنه لن يجد فرصة البقاء، وكان مجلس إدارة «الملك»، أستعان بعد الجولة الثامنة بعبد العزيز العنبري لإنقاذ الفريق من نتائجه السلبية، وكان الملك وقتها يمتلك 4 نقاط ومرشحاً للهبوط بحكم وجوده مع أندية القاع، لكن العنبري نجح في تأمين موقف الفريق وجمع 28 نقطة، لينال ثقة الجمهور الشرقاوي والتي لم تشفع له أمام الإدارة بمواصلة مسيرة نجاحه في الموسم الجديد.

بعد الاستغناء عن العنبري، تعاقدت الإدارة مع المدرب اليوناني دونيس بداية الموسم الحالي وبعد فشله في تطوير مستوى الفريق تم إنهاء التعاقد معه والإستعانة بالبرتغالي بسيرو، لتكون محصلة الملك حتى الجولة قبل الأخيرة من الدوري 25 نقطة، وحال فوزه في اللقاء الختامي سيصل إلى النقطة 28 التي وصل إليها العنبري الموسم الماضي بعد توليه المهمة في وقت صعب، ليكون ذلك دليلاً جديداَ على أن الكوادر الوطنية موجودة في عالم التدريب وقادرة على تحقيق نتائج أفضل من المدربين الأجانب لكنها لاتحظى بالدعم والثقة.

المزكي:دورينا لا يقبل المخاطرة

بين المهندس عمر المزكي عضو مجلس إدارة نادي الإمارات السابق، أن غياب المدرب المواطن عن الساحة الرياضية سببه عدم رغبة الأندية في (المخاطرة) بمنحه الفرصة وبحثها الدائم عن الأفضل والذي تجده في المدرب الأجنبي الذي يمتلك سيرة ذاتية جيدة ولديه نجاحات سابقة، وقال المزكي: لن نقول إن الكفاءات المحلية غير موجودة، ولكن من الصعب الحكم على المدرب المواطن لأن معظم الأسماء المعروفة اختصر عملها مع المنتخبات بمختلف مراحلها السنية دون أن تكون هناك نتائج مميزة، فالمدرب المواطن ظل موجود في المنتخبات، بينما نتائجه لا تشجع على التعاقد معه أو حتى من ناحية تكتيكية لا تظهر بصمته لذلك الأندية وفي ظل المنافسة الصعبة تبحث عن أفضل خيار وترفض أن تخاطر وتتجه للأجنبي.

وقال المزكي إن الأندية ظلت تتعامل مع المدرب المحلي باعتباره مدرب طوارئ، ولكن في هذا الموسم حتى كمدرب طوارئ لم يكن له وجود وكل الأندية التي أقالت مدربيها استعانت أيضا بأجانب، وهذا يعكس تراجع الثقة.

عمل إيجابي

من جانبه، أوضح ياسر سالم المحلل الرياضي بقناة أبوظبي الرياضية، أن المدرب المواطن لم يقدم خلال الفترة الأخيرة عملاً إيجابياً يجعله متميزاً ويشجع الأندية على التعاقد معه، وأن ذلك أحد أسباب غيابه عن الأندية في الموسم الحالي وقال سالم: المشكلة أيضا أن الهرم لدينا مقلوب، فالمدرب بالدولة نجده في المنتخبات وغائباً عن الأندية، مع أنه يفترض العكس، لأن المدرب مطالب أولا باكتساب الخبرات مع الأندية ثم يتدرج حتى يصل لقيادة المنتخبات بعد أن يثبت كفاءته ويشاهد الجميع قدراته التدريبية، ولان الهرم مقلوب فإن المدربين لا يحققون نتائج إيجابية مع المنتخبات المختلفة، وبالتالي تبحث الأندية عن مدربين أجانب.

وأضاف: هذا لا يعني بالتأكيد عدم وجود كفاءات تستحق أن تنال الثقة ويكفي الثقة التي نالها الدكتور عبد الله مسفر الذي تولي تدريب المنتخب الأردني في تجربة رائعة نتمنى له فيها التوفيق، وهذا دليل على أن الساحة الرياضية بها بعض المدربين الذين يستحقون الثقة.

الهاملي:تغيير الواقع يحتاج أكثر من 10 سنوات

أكد محمد عتيق الهاملي عضو مجلس شركة القدم بنادي الجزيرة، مدير الأكاديمية، أن كل إدارات الأندية لاتمنح ثقتها للمدرب المواطن مع الأسف الشديد وأن هذا الواقع لن يتغير في المستقبل القريب، ويحتاج إلى 10 سنوات وأكثر حتى يكون المواطن في القيادة الفنية مع عمل مكثف لتطوير مقدرات المدربين المواطنين وتغيير الكثير من المفاهيم وسط الأندية.

وبين الهاملي أن أحد أهم أسباب غياب المدرب المواطن عن تدريب الأندية خاصة في دوري المحترفين يعود لعدم وجود إستراتيجية واضحة تعمل بها هذه الأندية وأضاف: من الصعب جدا أن تجد إدارة تعمل على تجهيز مدرب عبر خطة مستقبلية حتى يكون مدرباً لفريقها في يوم من الأيام، كل القرارات إرتجالية تعتمد على اليوم فقط دون التفكير في المستقبل.

فرصة

واعتبر الهاملي أن الحل يكمن في منح المدرب الفرصة بالكامل ودعمه معنوياً بمنحه الثقة والصبر عليه وأضاف: يفترض أيضا أن يتم إلزام أندية الأولى بالمدرب المواطن على غرار أندية دبي التي تم إلزامها بأن يكون المساعد في فرقها مواطناً، وهي خطوة جيدة تدعم الكوادر الوطنية، وتساعد في اكتسابهم للخبرة والتطور، وأعتقد أن هذا دور المجالس الرياضية التي يمكن أن توجه الأندية لاتخاذ مثل القرارات المهمة التي تجعل المدرب المواطن يكتسب الخبرة وينال الفرصة بالكامل لإثبات وجوده، وبعدها يمكن أن نجد العديد من المدربين يتنافسون على تدريب أنديتنا سواء في دوري المحترفين أو الدرجة الأولى بدلا من أن يكون المدرب المواطن موجوداً فقط في المراحل السنية.

قرار

وأوضح عضو مجلس شركة كرة القدم بنادي الجزيرة، أن اتخاذ قرارات جريئة هي الحل من أجل أن يكون المدرب المواطن في قيادة الأندية، لكن في ظل الوضع الحالي فإن 10 سنوات ستكون قليلة على أن ينال الكادر الوطني فرصة تدريب أندية دوري المحترفين، بدلاً من أن يكون مدرب طوارئ.

كما أكد الهاملي أن عدم منح المدرب المواطن للفرصة في الأندية لايقلل من قيمته، مبيناً أنه على ثقة بأن هناك العديد من الكفاءات التدريبية التي تمتلك تاهيلاً عالياً وإمكانيات تجعلهم قادرين على إضافات الكثير للأندية لكن في الوقت الحالي سيكون من المستحيل الاستعانة بهم لقيادة فريق من البداية وحتى نهاية المشوار وأضاف: إذا أردنا تغيير الواقع علينا تغيير الكثير من المفاهيم عن المدرب المواطن ومساعدته على إبراز إمكانياته ومنحه الفرصة الكافية التي يستحقها.

Email