يترقب مجتمع الخيل في العاصمة الإيطالية روما عصر اليوم بمضمار كبانيللي، الانطلاقة الجديدة لسباق دبي الدولي للخيول العربية والمهجنة الأصيلة الذي يقام للعام الحادي عشر على التوالي برعاية كريمة ودعم سخي من نصير الخيول والسباقات العربية عالمياً سمو الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم، نائب حاكم دبي، وزير المالية.
ويعد هذا الحفل الذي يحمل عنواناً عريضاً هو «يوم الإمارات لسباق الخيل في روما»، الأول لجائزة سموه العالمية لسباقات الخيل لهذا العام، علماً بأن سباقات الجائزة التي يزداد الإقبال عليها سنوياً، أصبحت تقام في أكثر من 10 دول، فيما تدرس اللجنة المنظمة للجائزة برئاسة ميرزا الصايغ تنظيم المزيد من السباقات في عدد من البلدان الأوروبية التي أبدت رغبتها في الالتحاق بركب الجائزة.
والحفل الذي يتألف من تسعة أشواط للخيول العربية والمهجنة الأصيلة، ويتضمن كأس رئيس الجمهورية الإيطالية (غروب1)، يشهد أيضاً تدشين الحقبة الثانية من مشروع التوأمة والشراكة الاستراتيجية بين مضمار جبل علي ومضمار كبانيللي، وهو المشروع الطموح الذي انطلق منذ عام 2005، وأكمل عشريته الأولى في العام الماضي، ويحظى بدعم واهتمام سمو الشيخ أحمد بن راشد آل مكتوم، راعي مسيرة المضمار الأصفر.
كما يحظى الحفل بمساندة قوية من إسطبلات شادويل العائدة لراعي السباق، وشركة طيران الإمارات، وأكاديمية نيب الهندية، إضافة إلى سفارتنا في روما التي تولي هذا الحفل اهتماماً كبيراً ومتابعة لصيقة من صقر ناصر الريسي، سفير الدولة لدى الجمهورية الإيطالية.
وتخليدا للانطلاقة العاشرة لهذا السباق، عقد مضمار كبانيللي مؤتمراً صحافياً عصر أول من أمس، تحدث فيه ميرزا الصايغ، مدير مكتب سمو الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم، رئيس اللجنة المنظمة، وإليو بوتاسو، مدير مضمار كبانيللي، وريتشيل غوران، ممثلة إسطبلات شادويل في بريطانيا، فيما قامت بأعمال الترجمة من الإيطالية إلى الإنجليزية وبالعكس كاترينا فاغنوزي مديرة إدارة الإعلام بمضمار كبانيللي. وحضر المؤتمر عبد الله الأنصاري، مسعود صالح، محمد طه، وتوفيق الداعوق، أعضاء اللجنة المنظمة، إلى جانب عبد الرحمن أمين، مدير قناة دبي ريسنغ، وعدد من أعضاء مجلس إدارة مضمار كبانيللي وممثلي الشركات الراعية لأشواط السباق، بحضور أكثر من 50 صحافياً يمثلون مختلف وسائل الإعلام الرياضي في روما.
كأس فحول شادويل العربية
اجتذب الشوط العربي الأول على كأس فحول شادويل العربية (مجاني ستيكس سابقاً)، ثمانية خيول أصيلة في عمر الثلاث سنوات، وتبلغ مسافة السباق 1500 متر، فيما تبلغ الجائزة 25,000 يورو. وبالرغم من صعوبة مهمة المهرات أمام الأمهار عادة، فإن المهرة «تنتاريلا» تتمتع بحظ وافر للفوز بهذا الشوط بقيادة الفارس بيتر ساليس، بفضل نتائجها الرائعة هذا الموسم والعام الماضي، حيث كسبت سباقاً مماثلاً على المضمار والمسافة ذاتهما. الخطورة عليها تأتي من المهرة «تندار دي غالورا» التي حلت ثالثة في سباق قوائم بمضمار سان سيرو في ميلانو. أما أفضل فرصة للأمهار فيمثلها حامل الوزن والتصنيف الأعلى «تباسكو» الفائز بسباق تكافؤ الشهر الماضي على مسافة أقصر.
«جلابي» يدافع عن لقبه
يشهد الشوط العربي الثاني، والأخير في الحفل، وهو سباق دبي الدولي للخيول العربية، عودة بطل السباق ذاته في العام الماضي الجواد القوي «جلابي» الذي سطر فوزاً باهراً بالسباق الممتد على مسافة 1900 متر للخيول عمر أربع سنوات فأكثر. غير أن الترشيحات لا تصب في مصلحته هذه المرة، بل تتجه إلى الجواد «روفو دي شيا»، ليقول كلمته في أول ظهور له هذا الموسم، وتنافسه على الصدارة الفرس القوية «موناليزا» التي تستهدف هذا الشوط للعام الثاني على التوالي، فيما يعود الجواد «ريمونو» لتحسين المركز الثالث الذي حققه في السباق ذاته بالعام الماضي.
المهرات في شوط التوأمة
تقتصر المشاركة في شوط التوأمة، برعاية مضمار جبل علي، على المهرات والأفراس عمر 3 سنوات فأكثر، ما يمنح الأفراس الكعب الأعلى، نظراً إلى أنه يصعب عادة على المهرات عمر ثلاث سنوات منافسة الأفراس الأكبر سناً في هذا الوقت من العام. السباق الذي يقام على مسافة 7 فيرلونغ يحمل جائزة مالية تبلغ 30 ألف يورو، اجتذب العدد الأكبر من الخيول والتي بلغت 16 خيلا. الترشيحات تتجه نحو المهرة ذات الثلاث سنوات «بايلوت». وتنازعها هذا الشرف المهرة الإيرلندية ذات الثلاث سنوات أيضاً «ألب دوهيوز» التي تحمل وزناً مماثلاً وفائزة في بداية الموسم. الفرصة متاحة أيضاً للفرس «نكسوس بيش» لتضع حداً لطموحات المهرات.
« سيرينا» تسعى للفوز مجدداً
يقام الشوط الثالث على جائزة دولة الإمارات، برعاية سفارتنا في روما على مسافة الميل (قوائم)، وتبلغ قيمة جوائزه المالية 41 ألف يورو، وهو من أفضل أشواط الحفل وأقواها، وهو مخصص للمهرات والأفراس عمر أربع سنوات فأكثر. الفرس ذات الخمس سنوات «لاكي سيرينا» بطلة السباق في العام الماضي، تعود في تحدٍّ جديد لمعانقة اللقب. غير أن مهمتها ليست سهلة، حيث تصطدم بطموحات المهرة «فوغ نوفيلي»، الفائزة نهاية الموسم الماضي وبداية الموسم الحالي، وتعتلي الترشيحات وهي جديرة بالفوز. الخطورة عليها تتمثل في «فيني دابريست» التي حلت وصيفة معها نهاية العام الماضي.
كأس طيران الإمارات
تتنافس مجموعة من 12 خيلاً بالشوط السابع على جائزة طيران الإمارات (قوائم) على مسافة 1400 متر، ويحمل جائزة مالية تبلغ 30,000 يورو، وهو أفضل سباقات التكافؤ الرفيع في الحفل. أبرز المرشحين «مرايل» بقيادة ديتو فارغيو، وقد فاز هنا بسباق تكافؤ رفيع أواخر العام الماضي، قبل أن يحتل المركز الثالث في الفئة الثالثة بمضمار ميلانو. المرشح الثاني هو «غراي غريزلي» الذي حقق الفوز في أول ظهور له هذا الموسم وحظوظه وافرة، إضافة إلى وصيف العام الماضي القوي «بينغ» الذي يحمل آمال إيطاليا في إبقاء جائزة هذا الشوط محلياً.
الخيول الناشئة تفتتح الحفل
يفتتح الحفل بشوط مثير على جائزة آل مكتوم للأمهار الناشئة في عمر السنتين على مسافة 1200 متر، بمشاركة أربعة أمهار فقط، جميعها مستوردة من خارج إيطاليا، يبرز منها «غامي» الذي يشارك للمرة الأولى، غير أن تدريباته مثيرة، وسيقوده الفارس المتميز فابيو برانكا. وينافس أيضاً «ماستر دريم»، بإشراف آر بروجي وقيادة كارلو فيوشي.
كأس مجاهد
استقطب الشوط السادس «مجاهد ستيكس» على مسافة 2000 متر، تسع مهرات عمر أربع سنوات فأكثر، تتقدمهن الإيرلندية «إيتوال دارجنت» التي احتلت المركز الثاني بكأس السفارة في العام الماضي خلف العائدة «لاكي سيرينا» حتى لا تصطدم بها مجدداً، لكن فرصتها صعبة أمام المرشحة القوية «تتش إكلاتانت» الأكثر جاهزية، و«سيدريك»، كما تدخل في الصراع «بونتا أريناس» الوصيفة في آخر مشاركة.
شوط التحمل
تسعة أمهار في عمر الثلاث سنوات يراودها حلم المشاركة بالداربي الإيطالي الأسبوع المقبل على المضمار ذاته، تتنافس بالشوط الثامن على مسافة ميل ونصف الميل برعاية أكاديمية نيب الهندية، . وبالرغم من افتقار هذه الكوكبة من الأمهار الواعدة إلى الخبرة الميدانية، فإن الإثارة ستكون حاضرة ، حيث تنصب التوقعات على المهر «سوبران أكيلي» ليحقق الفوز.
ميرزا الصايغ: الخيول العربية تنال الاهتمام عالمياً
رحب ميرزا الصايغ، مدير مكتب سمو الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم، رئيس اللجنة المنظمة لسباقات جائزة سموه العالمية، بالانطلاقة الجديدة لفعاليات «يوم الإمارات في روما»، مشيداً بالعلاقات المتميزة بين دولة الإمارات وإيطاليا التي نوه بأنها أصبحت أول دولة تنفذ عملياً اتفاقية «شنغن» لأبناء الإمارات.
كما رحب بالحضور، ونقل إليهم تحيات راعي الحفل سمو الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم، معرباً عن سعادته بالعودة مجدداً إلى مضمار كبانيللي الذي يستقبل هذا الحدث للمرة الحادية عشرة. وقال: «نتشرف حقاً بالاقتران بسباق يحمل اسم رئيس الجمهورية الإيطالية، حتى نفتح صفحة أخرى في مسيرة السباقات والخيول العربية التي تحظى بمكانة خاصة لدى سمو الشيخ حمدان بن راشد الذي يعتبر أفضل ملاك الخيول العربية عالميا»، لافتاً إلى أن سموه يقدر استجابة مضمار كبانيللي بفتح الباب أمام مشاركة الخيول العربية للعام الثالث على التوالي، ما أوجد منصة أوروبية مرموقة تتيح لهذه السلالة إبراز مهاراتها وقدراتها التنافسية.
خاصة أن هذه الخيول معروفة بنبلها وجمالها ومزاياها الفريدة. وقال إن الاهتمام بالخيول العربية يتنامى عالمياً عقب الانتشار الكبير للسباقات العربية في مختلف أنحاء العالم، لا سيما بالقارة الأوروبية، إذ إن سلطات سباقات الخيل في تلك البلدان أصبحت تتنافس على استقطاب أفضل السباقات العربية، وتفسح لها المجال لكي تقام ضمن بطولاتها الكبرى وسباقاتها الكلاسيكية، وذلك تطور مهم يدفعنا في إسطبلات شادويل إلى إعداد استراتيجية جديدة لسباقات جائزة سموه العالمية، منوهاً بأن شادويل، حسب توجيهات ورغبة سموه، على استعداد لتنظيم سباقات عربية في جميع الدول الأوروبية الراغبة في ذلك.
سباقات جديدة
الصايغ أكد أن جائزة سمو الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم سوف ترعى مزيداً من السباقات العربية عالمياً هذا الموسم، بما فيها الداربي العربي في نيوماركت الذي سيحمل اسم «شادويل داربي»، فضلاً عن يوم كامل للسباقات بمضمار هنتغتون في بريطانيا، ليتكامل مع قمة سباقات الجائزة بنيوبري يوم 26 يوليو المقبل. وقال: «تلقت اللجنة العديد من طلبات تنظيم السباقات العربية من بعض الدول، وحظيت بالموافقة الفورية من سمو الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم، بدءاً من مضمار سان سيرو في ميلانو بإيطاليا، لكننا نفضل مضمار مضمار كبانيللي لعراقته وحسن تعاونه، مع إمكانية تنظيم سباق آخر في ميلانو. وتضم القائمة الجديدة التي يجري تدارسها سباقاً في هولندا، وآخر في الولايات المتحدة الأميركية في نوفمبر، وسباقات أخرى في أميركا الجنوبية سيتم الإعلان عنها قريباً».
وفي ختام كلمته، أشاد بالدعم الذي يجده السباق من سفارتنا في روما، وامتدح العلاقات المتطورة التي تربط بين شادويل ومضمار جبل علي محلياً وعالمياً. كما أثنى الصايغ على مشروع التوأمة بين جبل علي وكبانيللي، واصفاً إياه بأنه مثال للتعاون والتنسيق المشترك، ومؤكداً دعم إسطبلات شادويل لهذا المشروع الحيوي حاضراً ومستقبلاً. وكان المهندس شريف الحلواني، مدير مضمار جبل علي، الذي لم يتمكن من حضور المؤتمر، قد أناب ميرزا الصايغ للحديث عن مشروع التوأمة الذي يربط جبل علي بمضمار كبانيللي.
تقدير
أكد إليو بوتاسو، مدير المضمار، أن سباق «يوم الإمارات في روما» أحدث نقلة نوعية كبرى في طبيعة السباقات التي يحتضنها المضمار طوال العام، نظراً إلى المكانة البارزة التي يحتلها راعي السباق سمو الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم الذي يعتبر أحد أكثر الشخصيات العالمية تأثيراً في سباقات الخيل وتربيتها. وقال: «لنا عظيم الشرف باستقبال هذا السباق في كل عام، ونرحب برئيس وأعضاء اللجنة المنظمة وممثلي الشركات الراعية، ونرجو أن نكون عند حسن ظن الجميع». وقال إن مضمار كبانيللي يعتز أيضاً بشراكته الناجحة مع مضمار جبل علي، وسعدنا كثيراً بالمشاركة في رعاية أحد السباقات في حفل ختام الموسم هناك، وسنفعل ذلك في كل عام.
جوائز نقدية لأفضل خيل مظهراً
للعام الثالث على التوالي، تتكفل أكاديمية نيب الهندية التي تساند هذا الحدث في كل عام كأحد الرعاة الرئيسين، برعاية جائزة أفضل خيل مظهراً في الأشواط التسعة التي يشتمل عليها الحفل بواقع 200 يورو لكل شوط. وكانت الجائزة قد نالت الاستحسان في العام الماضي، وتركت أثراً طيباً في أروقة السباقات، نظراً إلى أن المضمار كان يقدم جوائز رمزية للأشواط الرئيسة فقط.
فيديو خاص عن إسطبلات شادويل
جرى خلال المؤتمر الصحافي عرض فيديو خاص عن إسطبلات شادويل العائدة لراعي السباق، مع تركيز خاص على الفحول العربية الأصيلة المقيمة فيها، وتشمل: السعودي، مجاني، شندغة، كاولينو، منصور الموري، نيفور دي كاردون، نوريسك الموري. كما تضمن الفيديو لقطات من سباق العام الماضي، وتم عرض الفيديو على الشاشة الرئيسة بالمضمار ونال الاستحسان. أشرف على إنتاج الفيديو مسعود صالح المشرف الإداري باللجنة المنظمة.
وعلى صعيد آخر، قامت ريتشيل غوران، مديرة التسويق في شادويل، بمخاطبة المؤتمر، حيث تحدثت عن الخدمات التي تقدمها شادويل لملاك ومربي الخيول العربية والمهجنة، وأكدت أن شادويل تلقت العديد من طلبات التشبية (تلقيح الأفراس) من إيطاليا، تتعلق بالفحول العربية عبر بتقنيات التلقيح الصناعي.
«مجاهد» أفضل فحل في إيطاليا
للعام الرابع على التوالي، يتصدر فحل إسطبلات شادويل «مجاهد» قائمة أفضل الفحول في إيطاليا، بعد أن احتكر هذا اللقب الرفيع خلال الأعوام الثلاثة الماضية. وكانت إسطبلات شادويل قد أرسلت هذا الفحل إلى إيطاليا عام 2011، خلفاً للفحل «إقرار» الذي حقق نتائج مذهلة. غير أن الإقبال إلى «مجاهد» فاق التوقعات، نظراً إلى قدرته على إنتاج خيول تمتاز بمزايا السرعة والتحمل في آن معاً.
"دبي ريسنغ" تتأهب لتغطية متميزة
تتأهب قناة دبي ريسنغ لتقديم تغطية مميزة لوقائع السباق، حيث وصل إلى روما وفد القناة برئاسة عبد الرحمن أمين، مدير القناة، ويضم المصور المحترف محمد سامي. عبد الرحمن أمين أكد أن دبي ريسنغ، انطلاقاً من نهجها الاحترافي، تحرص على تغطية مثل هذه الأحداث الكبيرة التي تعكس صورة مشرقة عن دبي ودولة الإمارات، وتؤكد ارتباط أبناء الإمارات بسباقات الخيل حيثما وجدت. وقال إن يوم دبي في روما حدث يترسخ مع مرور السنين، ويشهد هذا العام الذكرى الحادية عشرة للتوأمة بين كبانيللي ومضمار جبل علي، ويشرفنا أن نكون موجودين لنقل وتوثيق الحدث الفريد.