بعد بداية أفسدتها الأخطاء، قدم بيتر تشيك تذكرة في الوقت المناسب بقدراته التي لا شك فيها، بعدما تصدى بشكل رائع، لعدة فرص، ليقود أرسنال المتوتر للتعادل بدون أهداف مع ليفربول، في الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم أول من أمس.

وأخطأ تشيك الذي انضم من تشيلسي قبل بداية الموسم في الهدفين، ليخسر أرسنال على نحو مفاجئ 2-0 في افتتاح الموسم على أرضه أمام وست هام يونايتد، قبل أن تهتز شباكه مرة أخرى ضد كريستال بالاس الأسبوع الماضي.

وأمام ليفربول الذي فاز بأول مباراتين، قدم تشيك عرضاً نموذجياً للاعب أصبح من أعلى حراس المرمى مكانة خلال 11 عاماً مليئة بالألقاب في استاد ستامفورد بريدج. وقال تشيك أفضل لاعب في المباراة لمحطة سكاي سبورتس التلفزيونية: «عندما تبدأ مباراتك الأولى مع ناد جديد، وكل شيء يسير بشكل خاطئ بالنسبة لك على المستوى الشخصي، يكون عليك العمل من أجل التعويض، وهذا ما حاولت أن أفعله».

وأضاف: «كنت في المكان المناسب في الوقت المناسب، وساعدت فريقي على تجاوز لحظات صعبة في الشوط الأول، من الصعب تصديق أن المباراة انتهت بدون أهداف بعد كل هذه الفرص».

وبينما ساعدت قدراته القيادية دفاع أرسنال الذي ارتكب العديد من الأخطاء في غياب الثنائي الخبير بير مرتساكر ولوران كوسيلني، فإن محاولتين بالتحديد تصدى لهما كانتا الأبرز.

تألق تشيك

وبشكل غريزي، أوقف الحارس البالغ عمره 33 عاماً، كرة كريستيان بنتيكي من مسافة قريبة، ليحرمه من التسجيل، ثم قفز ليلمس كرة فيليبي كوتينيو، التي كانت في طريقها للشباك لتصطدم بدلاً من ذلك بالقائم.

وقال تشيك: «في محاولة كريستيان بنتيكي، حاول غابرييل (باوليستا) قطع الكرة أمامي مباشرة، لذلك تعين علي الانتظار للحظة». وأضاف: «بمجرد أن مرت الكرة منه، كنت أعلم أنني يجب أن أكون موجوداً سريعاً، وأوقفته بسرعة كافية بالنسبة لتسديدة كوتينيو.. كانت الكرة في مجال رؤيتي، ونجحت في الوصول إليها، اليوم كان الموقف مختلفاً، لأن قلبي الدفاع لم ينجحا في اللعب، غاب لوران وبير، وكانت مباراة كبيرة، لذلك كان هناك بعض الضغط على غابرييل وكالوم تشيمبرز».

رفض التعاقدات

واستبعد أرسين فينغر مدرب أرسنال، التعاقد مع لاعب وسط دفاعي قبل انتهاء فترة الانتقالات الحالية، قائلاً إنه سعيد بخياراته. وانتقد خبراء ومشجعون نادي أرسنال لعدم شرائه للاعب وسط دفاعي لمساندة فرانسيس كوكولان، الذي انضم للفريق الأول الموسم الماضي، بعدما تم إنهاء إعارته مع تشارلتون أتليتيك المنتمي للدرجة الثانية. واللاعبان الوحيدان اللذان ينافسان كوكولان في هذا المركز، هما القائد ميكل ارتيتا (33 عاماً)، العائد لتوه من إصابة في ربلة الساق، بعد غياب دام ستة أشهر، والمخضرم ماتيو فلاميني، الذي يتبقى له عام واحد فقط في تعاقده.

ونقل موقع النادي عن فينغر، قوله رداً على سؤال عن حاجة الفريق للمزيد من لاعبي الوسط الأشداء: «لكل شخص الحق في قول ما يحلو له، لكنه ليس رأياً سليماً بالضرورة». وتابع: «عندما لا تفوز، فإنك تصبح في موقف الدفاع عن النفس، وتجد الناس دائماً أسباباً لهذا التراجع، لكن هل هي الأسباب الصحيحة؟». واستطرد: «أعتقد أني أملك ما يكفي من الخبرة والذكاء لمعرفة الخطأ والصواب». ولا يزال أرسنال يبحث عن أول انتصار له على أرضه هذا الموسم، بعدما تعادل سلبياً مع ليفربول الاثنين، عقب هزيمة مفاجئة في الافتتاحي 2-صفر أمام وست هام يونايتد.

دفاع حديدي

من جانب آخر، أشاد بريندان رودجرز مدرب ليفربول، بالتماسك الدفاعي لفريقه، ليخرج بشباك نظيفة للمباراة الثالثة على التوالي، بعد تعادله السلبي أول من أمس، مع مضيفه أرسنال. ولم يدخل مرمى ليفربول أي هدف في الدوري الإنجليزي الممتاز هذا الموسم، بعدما سمح بدخول 48 هدفاً العام الماضي. وقال المدرب الإيرلندي الشمالي عقب المباراة: «مستوى أدائنا يتطور، تنظيمنا الدفاعي كان جيداً جداً أمام فريق كبير».

وتابع: «نركز كثيراً في فريقي على الجوانب المتعلقة بكرة القدم، أي شخص تابع مسيرتي منذ أن بدأت مدرباً لفرق الشباب حتى أعلى المناصب الفنية، يعرف أني أهتم كثيراً بالضغط على المنافس وتعزيز التماسك الدفاعي».

واستطرد المدرب البالغ من العمر 42 عاماً: «افتقدنا هذا الأمر بعض الشيء الموسم الماضي، ولذلك أرى أنه من المهم جداً، خاصة في ظل وجود مجموعة من اللاعبين الجدد، أن نلعب بمثل هذا التنظيم الدفاعي الرائع، سيكون هذا منصة الانطلاق التي ستساعد المواهب الإبداعية في الفريق على الازدهار».

وعبر رودجرز عن سعادته بالأداء، لكنه أبدى خيبة أمله لعدم تحقيق الانتصار، بعدما هيمن ليفربول على الشوط الأول، لكن بيتر شيك حارس أرسنال استبسل في الدفاع عن مرماه. وقال رودجرز: «حصلنا على نقطة، وخرجنا بشباك نظيفة، ونفكر في المباراة التالية، لكننا كنا نستحق النقاط الثلاث».