يبدو أن الإيطالي كارلو أنشيلوتي بات على أبواب مانشستر سيتي، وفقاً لما أكدته العديد من التقارير الصادرة أمس في إنجلترا، خصوصاً في ظل التراجع الرهيب في نتائج الفريق الذي تلقى خسارته الثالثة خلال آخر أربع مباريات في جميع المناسبات منها اثنتان على التوالي في الدوري الإنجليزي الذي فقد صدارته اخرهما برباعية أمام توتنهام على الرغم من تقدم القمر السماوي في النتيجة.

وضاعف من حجم توقعات الصحافة البريطانية بقرب نهاية عهد التشيلي مانويل بيليغريني في ملعب الاتحاد التصريحات التي أدلى بها أمس، مشيراً فيها إلى أن الفريق يجب ألا يلام إذا أخفق في دوري الأبطال، معتبراً أن سيتي بمقدوره أن يكون من بين أندية النخبة الأوروبية في المستقبل ضارباً المثل بالسير اليكس فيرغسون مدرب مانشستر يونايتد الأسبق قائلاً عنه:

حتى عندما كان الأفضل في عالم التدريب لم يتمكن من الفوز باللقب إلا مرتين فقط، وانتظر برشلونة 30 عاماً من أجل لقب الأبطال وكذلك الريال بعد فترته الأولى، مضيفاً نهتم بلقب الأبطال ولكن يجب ألا يكون ذلك على حساب الدوري، في البطولة الأوروبية مباراة واحدة سيئة يمكن أن تنهي موسمك، لكن في الدوري الأمر مختلف فيمكن أن تقاتل وتعود إلى المنافسة متى ما تعثرت.

واعتبر محللون أن هذه التصريحات بمثابة النهاية المبكرة لحلم الفريق في دوري الأبطال خاصة بعد الخسارة على أرضه في افتتاح مباريات المجموعة أمام يوفنتوس، مشيرين إلى أن التشيلي كان قد تحدث بثقة قبل انطلاقة الموسم الحالي بقدرة فريقه في القتال على جميع الجبهات والخروج على الأقل بلقبين كبيرين، معتبراً الأبطال الهدف الرئيسي بجانب استعادة لقب الدوري الإنجليزي.

قائمة مطابقة

ومما زاد التكهنات بإمكانية رحيل بيليغريني وتولي أنشيلوتي المهمة، هي قائمة الانتقالات التي اعتمدها سيتي هذا الموسم والتي ضمت بشكل رئيسي دي بروين وسترلينغ واوتمادي مدافع فالنسيا الإسباني إلى جانب محاولة التعاقد مع بوغبا..

وهي القائمة نفسها التي عرضها انشلوتي على فلورينتيو بيريز رئيس ريال مدريد قبل أن يقرر الأخير الاستغناء عن خدمات المدرب الإيطالي، بينما مضت مصادر أخرى في إنجلترا إلى التأكيد على أن القائمة نفسها عرضها أنشيلوتي على ممثلين لسيتي خلال مباحثات أولية للتعاقد مع المدرب الإيطالي جرت ما بين نهاية مارس وبداية أبريل الماضيين، قبل أن يتراجع أنشيلوتي..

ويقرر التوقف عن التدريب لفترة بدواع صحية بعد إقالته من تدريب الريال، وهي الفترة نفسها التي عرفت تجديد إدارة سيتي الثقة في بيليغريني، ولعل رغبة انشيلوتي في العودة أسرع مما كان يخطط له هي التي فتحت باب احتمال عودة مفاوضات التعاقد مع القمر السماوي خاصة بعد أن بدأ الإيطالي في تلقي العروض من أجل العودة إلى التدريب..

حيث بدأ روما الذي لعب أنشيلوتي في صفوفه سباق التعاقد مع الخبير الإيطالي المختص في دوري الأبطال بعد أن تمكن من الحصول على ثلاثة ألقاب خلال 12 عاماً فقط منها اثنان مع ميلان والثالث مع ريال مدريد عندما حقق الفريق لقبه العاشر.

خطوة إلى الوراء

واعتبر محللون أن ما قاله بيليغريني هو خطوة إلى الوراء في ظل الخطط المرسومة أصلاً من مانشستر سيتي، الذي تمكن قبل سنوات من إثبات قدرته على الحصول على لقب «البريميرليغ» وبات من أندية النخبة في إنجلترا ولا يحتاج إلى صفقات على المستوى القياسي من أجل الحصول على لقب الدوري مرة أخرى، بل إن هذه الصفقات تحديداً، جاءت لمنح بيليغريني كل الخيارات الممكنة من أجل الحصول على أكثر من لقب كبير في الموسم..

وتحديداً تجاوز الإخفاق في دوري الأبطال الذي يلازم الفريق في عهد المدرب التشيلي، فمع تشكيلة تضم «سوبري ستار» في كل خانة من خانات الملعب لا يمكن أن يكون الدوري الإنجليزي وحده هو المطلوب، بل إن زعامة أوروبا هي الغاية التي تهدف إليها إدارة سيتي، وعلى الرغم من أن بيليغريني يجد مساندة عالية من إدارة القمر السماوي، إلا أنه ظل دائماً يتحدث بسلبية عن قدرات الفريق في الحصول على دوري الأبطال عاجلاً وليس أجلاً، في الوقت الذي يملك فيه الفريق أفضل تشكيلة لاعبين باعتراف المنافسين، إلا أن تكتيكات بيليغريني تسهل من تعرض الفريق للخسارة.