يبدأ ليستر سيتي المتصدر ومفاجأة الموسم وأرسنال مطارده المباشر اليوم صراعاً شرساً على ريادة الدوري الإنجليزي لكرة القدم عندما يحل الأول ضيفاً على ليفربول، والثاني على ساوثهامبتون في المرحلة الثامنة عشرة التي تصادف «البكوسينغ دي أو يوم الهدايا» وهو المصطلح الذي يعبر عن احتفالات السنة الجديدة وصناديق الهدايا، التي توضع أمام المنازل..

حيث يستمر الدوري الإنجليزي بلا توقف لثلاث جولات متتالية في الفترة التي تغيب فيها كرة القدم عن بقية ملاعب أوروبا، ويعتبر الإنجليزي هذه الفترة بمثابة الهدية الخاصة من البريمرليغ لعشاق كرة القدم في العالم.

ففي الوقت الذي يحتفل فيه لاعبو الأندية الأوروبية بأعياد السنة الجديدة تخوض الأندية الإنجليزية 3 مراحل في مدى أسبوع واحد بينها مرحلتان في مدى ثلاثة أيام تبدأ اليوم بالـ«بوكسينغ داي» التقليدي، حيث للمرة الثانية على التوالي ستلعب الأندية الـ20 في البريمرليغ في يوم واحد بعد الموسم الماضي، ثم تقام المرحلة التاسعة عشرة الأخيرة من دور الذهاب بعد غدٍ.

ويتصدر ليستر سيتي الترتيب برصيد 38 نقطة وهو الفريق الوحيد الذي مني بخسارة واحدة فقط حتى الآن هذا الموسم، مقابل 36 نقطة لأرسنال العائد بقوة مبتعداً بفارق 4 نقاط عن شريكه السابق في الصدارة والوصافة مانشستر سيتي بفضل 3 انتصارات متتالية آخرها على رجال المدرب التشيلي مانويل بيليغريني 2 - 1 الاثنين الماضي.

قمة نارية

ويحتضن ملعب «انفيلد رود» قمة نارية بين ليفربول التاسع وضيفه ليستر سيتي المتصدر.

ويأمل ليفربول ومدربه الألماني يورغن كلوب في استعادة نغمة الانتصارات التي غابت عنهم في المباريات الثلاث الأخيرة محلياً وأدت إلى تراجعه إلى المركز التاسع بفارق 14 نقطة خلف المتصدر بعدما كان الفارق 6 نقاط فقط.

وسيعيش مدرب بوروسيا دورتموند السابق للمرة الأولى في مسيرته التدريبية تجربة فترة عيد الميلاد ورأس السنة الجديدة في إنجلترا بالكثير من المباريات بعدما اعتاد الراحة لمدة فترة بسبب فترة التوقف الشتوية في ألمانيا.

ووصف كلوب خسارة فريقه الأسبوع الماضي أمام واتفورد ( 0 - 3) بـ«أسوأ لحظة في حياته في ليفربول»، وطالب لاعبيه بردة فعل سريعة إن أرادوا المنافسة على أحد المراكز المؤهلة إلى مسابقة دوري أبطال أوروبا الموسم المقبل.

معنويات

بيد أن طموحات كلوب تصطدم بالمعنويات العالية للاعبي المدرب الإيطالي كلاوديو رانييري الذين حققوا الفوز 8 مرات في مبارياتهم العشر الأخيرة وتحديداً منذ خسارته الوحيدة حتى الآن في الدوري أمام ضيفهم أرسنال 2 - 5 في 26 سبتمبر الماضي.

ويدخل فريق رانييري إلى الجدول المزدحم لعطلة الأعياد وهو في صدارة الدوري الممتاز، وذلك بعد أن كان في ذيل الترتيب قبل 12 شهراً.

ويريد رانييري من فريقه المحافظة على وتيرته وصدارته للترتيب، مشبهاً ما يحصل معه هذا الموسم بشخصية الممثل الأميركي توم هانكس في فيلم فورست غامب الذي اجتاز أميركا بأكملها ركضاً.

40

وفي حال فوزه على ليفربول، سيتخطى ليستر حاجز 40 نقطة الذي وضعه رانييري هدفاً قبيل الموسم وذلك بعد 18 مرحلة فقط، وحينها سيجلس المدرب الإيطالي مع لاعبيه لإعادة تقييم طموحهم للموسم، وتابع رانييري «أنا فخور جداً بلاعبي فريقي وبجمهورنا. إنه أمر مذهل لكن علينا القيام بالمزيد من العمل. إنهم يحلمون الآن ولا أريد إيقاظهم».

ويعول رانييري كثيراً على هداف الدوري جيمي فاردي صاحب 15 هدفاً ومطارده المباشر بفارق هدفين زميله في الفريق الدولي الجزائري رياض محرز الذي تشير تقارير إعلامية إلى تهافت العديد من الأندية على التعاقد معه في فترة الانتقالات الشتوية أبرزها تشلسي ومانشستر يونايتد وريال مدريد الإسباني..

والأكيد أن ليستر سيتي سيسعى إلى تحقيق نتيجة إيجابية تزيد من معنويات لاعبيه قبل استضافة مانشستر سيتي بعد غدٍ، كما أنه سيحاول الضغط على أرسنال كونه يلعب قبله بنحو 5 ساعات.

صحوة

ويسعى أرسنال إلى مواصلة صحوته وتعميق جراح مضيفه ساوثهامبتون الثاني عشر، وحقق النادي اللندني 3 انتصارات متتالية خولته الانفراد بالمركز الثاني، فيما يعاني مضيفه من النتائج المخيبة ،حيث لم يتذوق طعم الانتصارات في المباريات الخمس الأخيرة (4 هزائم وتعادل واحد)..

وطالب مدرب أرسنال الفرنسي أرسين فينغر لاعبيه بالحفاظ على المستوى الذي أبانوا عنه أمام مانشستر سيتي من أجل تأكيد فوزهم عليه 2 - 1 وكسب نقاط المواجهة أمام ساوثمبتون، بيد أنه يدرك جيداً مخاطر الفشل في التغلب على مضيفه الذي يكافح من أجل استعادة مستواه.

وقال فينغر «الفوز على مانشستر سيتي كان مهماً بالنسبة لنا، ولكن لدينا مستوى جيد من الثقة. للفوز بمثل هذه المباريات، يجب أن تكون لديك الثقة في قدرتك على القيام بذلك».

ويعقد فينغر آمالاً كبيرة على صانع ألعابه الدولي الألماني مسعود أوزيل الذي يقدم أداءً رائعاً في الآونة الأخيرة ورفع رصيده من التمريرات الحاسمة إلى 15 بينها تمريرتا الفوز على مانشستر سيتي لثيو والكوت والفرنسي أوليفييه جيرو صاحب 12 هدفاً حتى الآن هذا الموسم.

فان غال تحت الضغط

ويفتتح يونايتد صاحب المركز الخامس المرحلة بضيافة ستوك الحادي عشر في مباراة مصيرية لمدرب الأول فان غال، ويعيش فان غال فترة صعبة بعدما اكتفى يونايتد بثلاثة انتصارات في مبارياته الـ13 الأخيرة في جميع المسابقات، ويبدو أن الضغط بدأ يشق طريقه إلى المدرب الهولندي إذ فقد أعصابه وانسحب من مؤتمره الصحافي بسبب سؤاله عن مستقبله مع ناديه..

وتتحدث وسائل الإعلام البريطانية أن مسؤولي مانشستر يونايتد على وشك إقالة فان غال بعد فشل الفريق في تحقيق الفوز في مبارياته الست الأخيرة وخروجه من دوري الأبطال .

وأعلن قائد يونايتد واين روني أنه ورفاقه سيقاتلون من أجل مدربهم ، وقال «سنقاتل من أجل المدرب وسنحاول تحقيق النتائج الجيدة لقلب الوضع الذي نعيشه في الوقت الحالي».

وأضاف «العديد من الأشخاص يتحدثون وهم يحسبون أنهم يعرفون ما يحدث، ولكن في الواقع، الناس الذين يكتبون هذا النوع من الأخبار ليست لديهم أي فكرة» في إشارة إلى الصحافيين الذين يرون أن فان غال يواجه خطر الإقالة.