استطاع«العبقري» ليونيل ميسي من اختراق تحصينات «المدفعجية» أرسنال، وقاد برشلونة إلى الاقتراب بشدة من ربع نهائي الأبطال، بعد الفوز بهدفين نظيفين في لقاء الذهاب من دور الستة عشر لدوري أبطال أوروبا أول من أمس في لندن، في الوقت الذي أهدر بايرن ميونيخ تقدمه على مضيفه يوفنتوس بهدفين نظيفين ليقبل في النهاية بالتعادل بهدفين لمثلها، وأكد ميسي بعد المباراة أن تأهل فريقه إلى دور الثمانية لم يحسم، مشيدا في الوقت نفسه بالترابط الذي يجمع بين ثلاثي هجوم برشلونة وخاصة في تنفيذ الهجمات المرتدة.

وقال ميسي: «كنا نعرف أن لياقتهم البدنية ستتراجع في الشوط الثاني وأنهم لن يستطيعوا أن يتحملوا استكمال المباراة بهذه الوتيرة وهو ما حدث بالفعل، وجدنا مساحات أكبر وانتابنا شعور أفضل آنذاك، وخاصة عند تنفيذ الهجمات المرتدة التي يروق لنا القيام بها أيضا، هكذا جاء الهدف الأول ثم أصبحت المباراة أكثر انفتاحا».

وسجل النجم الأرجنتيني الهدف الأول بفضل هجمة مرتدة رائعة نفذها زميلاه نيمار ولويس سواريز، فيما أحرز الهدف الثاني من ركلة جزاء ليمنح برشلونة دفعة قوية نحو دور الثمانية من البطولة الأوروبية.

نتيجة جيدة

وأضاف اللاعب الفائز أخيرا بجائزة الكرة الذهبية: «لقد أدينا مباراة كبيرة وحققنا نتيجة جيدة للغاية أمام فريق كبير». ورغم ذلك، أشار ميسي إلى أن بطاقة التأهل لدور الثمانية لم تحسم بعد، كما حث زملاءه في الفريق على عدم فقدان التركيز في مباراة العودة، وتابع ميسي قائلاً: «نعرف ما يستطيع فعله هذا الفريق، حيث إننا لعبنا العديد من المباريات الفاصلة أمامه، وندرك أن شيئا لم يحسم بعد»، واختتم ميسي: «في الحقيقة إنها نتيجة كبيرة لأن تسجيل هدفين خارج الديار أمر مهم للغاية ولكننا سنسعى للفوز (في مباراة العودة) كما نفعل دائما».

سعادة

من جانبه عبر لويس إنريكي مدرب برشلونة عن إعجابه بأداء لاعبيه وتعزيز رقمه القياسي بالبقاء دون هزيمة في 33 مباراة متتالية، وقال «أحببت كل ما فعلناه منذ البداية. استحوذنا على الكرة طويلا ودافعنا بشكل رائع جدا ونجحنا في التعامل مع الهجمات المرتدة لأرسنال»، وأضاف «المنافس من أفضل فرق العالم في تنفيذ الهجمات المرتدة لكننا تعاملنا مع ذلك وظهرنا بمستوانا وصبت المواجهة في مصلحتنا»، وتابع «أحببت كل ما فعلناه هذه ونحن نستحق الفوز. تعاملنا مع ضغط أرسنال بشكل رائع في الشوط الثاني وتعامل كل لاعبي فريقي بشكل متميز مع المباراة كلها».

عادة

وبدا أن أرسنال قد تعلم من الدروس المؤلمة السابقة في دوري الأبطال عندما كان التعادل دون أهداف يسيطر على اللقاء قبل 20 دقيقة من النهاية، لكن عاد أرسنال إلى عادته القديمة، ففي آخر ثلاثة مواسم بدوري الأبطال خرج فريق المدرب أرسين فينغر من الدور ذاته بعد التعثر المستمر في مباريات الذهاب، وقال فينغر «كنت أشعر أن هناك فرصة لتحقيق الفوز وهذا يجعلني أشعر بندم كبير»، وأضاف «كنا نشعر أن بوسعنا الانتصار وفقدنا تركيزنا في الدفاع، خاصة أننا كنا ندرك أنه من المهم عدم منح المنافس الفرصة في الهجمات المرتدة، لأنه يتميز بالخطورة الشديدة».

وقال فينغر الذي تعثر فريقه في دور 16 في خمس سنوات متتالية «خسرنا في اللحظة التي بدا فيها أن بوسعنا تحقيق الفوز». وأضاف «هذا أمر محبط بعض الشيء بمنح المنافس مثل هذا الهدف الأول. أشعر أننا نتحمل المسؤولية الكاملة وليس لنا عذر في الهدف». وأضاف «لعبنا بانضباط دفاعي وكنا ندرك أنه إذا نجحنا في الحفاظ على التعادل دون أهداف فستكون لدينا فرصة». وتابع «المنافس أفضل منا ويدرك الجميع ذلك، لكن أشعر أنه كان بوسعنا الفوز بهذه المباراة إذا تحلينا بالانضباط حتى النهاية».

نتيجة

أقر البرازيلي داني ألفيش ظهير برشلونة، بأن فوز فريقه على أرسنال نتاج «عمل ممتاز». وأشار ألفيش، إلى أن لاعبي البرسا كانوا يعرفون متى يهاجمون ومتى يدافعون ويعتمدون على الهجمة المرتدة، وأوضح أن الفريق لم يتأهل بعد إلى ربع النهائي، «فلا تزال تتبقى مباراة إياب»، وأضاف: «كرة القدم قد تعاقبك إذا اعتقدت أن الأمور على غير حقيقتها، كان من المهم تسجيل الأهداف والحفاظ على نظافة شباكنا، وقد تمكنا من تحقيق الأمرين. في المباراة التالية لابد من أن نكون بنفس المستوى».