وسط غوصه في بئر من المشاكل والفوضى الإدارية، سيخوض المنتخب البوليفي لكرة القدم، فعاليات بطولة كأس أمم أميركا الجنوبية (كوبا أميركا 2016) بالولايات المتحدة، مرتدياً عباءة الضحية.

ولم يجد خوليو سيزار بالديفيسيو، المدير الفني الحالي للمنتخب البوليفي، ما يعبر به عن الأزمة الحالية لفريقه، إلا قوله: «نحتاج لزيادة جهدنا إلى ضعف أو ثلاثة أمثال المنتخبات الأخرى»، في إشارة إلى حاجة الفريق للتغلب على مشاكله، من خلال العمل المتواصل والجهد الهائل، وكان بالديفيسيو أحد نجوم المنتخب البوليفي في بطولة كأس العالم 1994 بالولايات المتحدة.

والآن، سيعود إلى الولايات المتحدة، ولكن بمهمة في غاية الصعوبة، حيث تولى قيادة الفريق في أغسطس الماضي فقط، بعد سلسلة من المشاكل وأحداث الفوضى المتعلقة بانتخابات الاتحاد البوليفي للعبة.

فوضى

وساهمت هذه الفوضى في الاتحاد البوليفي، في أن يتعاقب على تدريب الفريق ثلاثة مدربين مختلفين، في غضون ساعات قليلة، وأسفرت المخالفات في إدارة الاتحاد، عن إيداع خمسة من مسؤوليه السابقين السجن، حيث وجهت إليهم اتهامات بالتربح من طرق غير مشروعة.

وكان من بين هؤلاء المسؤولين، كارلوس شافيز الرئيس السابق للاتحاد، وأمين الصندوق السابق لاتحاد كرة القدم في أميركا الجنوبية (كونميبول)، كما تولى ماركو أورتيغا رئاسة الاتحاد لفترة قصيرة، حيث أهدر مليوني دولار في شهرين، قبل أن يفوز رولاندو لوبيز برئاسة الاتحاد، ليبدأ العمل في إعادة ترتيب الأوراق بعد فترة من الفوضى، ولكن معاناة الاتحاد البوليفي استمرت، حيث اضطر والتر زوليتا أمين صندوق الاتحاد، إلى الرحيل من منصبه، بسبب اختفائه لفترة، نتيجة تحقيق قضائي، بتوصية من الرئيس البوليفي إيفو موراليس، وبالإضافة لهذا، ظهرت تهديدات بإضراب من قبل نقابة لاعبي كرة القدم في بوليفيا، لوجود سبعة أندية غارقة في الديون.

اعتماد

كل هذه المشاكل، قد تضع المنتخب البوليفي في دور الضحية خلال كوبا أميركا، لا سيما أن الفريق يعتمد بشكل هائل على لاعبي الدوري البوليفي، ولا يضم بين صفوفه سوى عدد قليل للغاية من اللاعبين المحترفين بالخارج، وقال بالديفيسيو: «أود أن تكون لدي جميع الأسلحة الفنية التي تمتلكها الفرق الأخرى، وفي مقدمها مجموعة اللاعبين المتميزين المحترفين في أكبر الأندية.. لنرى منتخب كولومبيا الذي يضم 18 لاعباً من المحترفين بأكبر الأندية في إسبانيا وإيطاليا والمكسيك».

وسبق لبالديفيسو أن أعلن بشكل واضح، أنه يفضل الاعتماد على اللاعبين الشبان، وهو ما أغضب اللاعبين المخضرمين، ليعلن كل من رونالد رالديس ومارسيلو مارتينز اعتزالهما دولياً. وكانت الصدمة كبيرة، لا سيما أن اللاعبين من العناصر الأساسية المؤثرة في العمود الفقري للفريق، وما يزيد الوضع سوءاً، أن أبرز لاعبيه أليخاندرو تشوماشيرو نجم فريق سترونجيست، استبعد من قائمة الفريق بسبب الإصابة.

تواضع

لا يحظى المنتخب البوليفي بتاريخ حافل، حيث توج بلقب كوبا أميركا مرة واحدة فقط كانت عام 1963 عندما استضافت بلاده البطولة، كما فاز بالمركز الثاني عندما أقيمت البطولة في بلاده عام 1997، فيما خرج الفريق صفر اليدين في العديد من المرات. وعلى مدار آخر 53 عاماً، حقق المنتخب البوليفي انتصارين فقط خارج ملعبه وكانا على المنتخبين الأميركي 1 - 0 في 1995 والإكوادوري 3 - 2 في 2015.