اعتبر الروماني ميريل رادوي نجم فريق العين القادم من الهلال السعودي أن الانتقال لفريق كبير كالعين بمثابة التحدي الكبير، معربا عن أمله في أن يكون عند حسن ظن العيناوية ويساهم مع زملائه في تحقيق تطلعات جماهير الزعيم الإماراتي.

وقال رادوي في حوار خاص مع "البيان الرياضي" أن فلسفته هي أنه إذا لم يفكر اللاعب في الحصول على المركز الأول فعليه إذن أن يجلس في بيته، مؤكدا أنهم سيقاتلون من أجل الحصول مع العين على الألقاب هذا الموسم، لافتا إلى أنه إذا كانت هناك فرصة بنسبة 1% للفوز باللقب فسيحولونها إلى نسبة 99% وسيكون هذا شعارهم مع الفريق البنفسجي هذا الموسم.

وأكد رادوي أنه يدخل أية مباراة وكأنه يدخل إلى قلب معركة حياة أو موت، وقال إنه يفضل دائما أن يكون أسوأ لاعب ويفوز فريقه بنتيجة المباراة على أن يكون أفضل لاعب ويخسر الفريق.

 

هل كان هناك صعوبة في عملية انتقالك من الهلال السعودي؟

لا، فقد تمت العملية بيسر وسهولة، وقد ساعدت الطريقة الاحترافية التي اتبعها نادي العين في المفاوضات في إنهاء إجراءات الانتقال بسرعة.

وهل وجدت نادي العين كما توقعت؟

العين من أكبر الأندية الخليجية، ويعرفه الجميع، فهو نادي بطولات، ويتمتع بقاعدة جماهيرية كبيرة، وقد وجدته بالضبط كما كنت أتوقع وأشكر العيناوية على حفاوة الاستقبال وأتمنى أن أكون عند حسن ظنهم بي.

 

قدَر

انتقلت من الزعيم السعودي إلى الزعيم الإماراتي، هل تم الأمر بدون تدبير، أم أنك كنت تقصد ذلك أم أنه لم تتوفر لك عروض أخرى بخلاف العين؟

لا، لقد تم الأمر بدون تدبير، وقد لعب القدر دوره في هذه العملية، وشخصيا لا أهتم كثيرا بالمقابل المادي الذي يأتي دائما في آخر قائمة أولوياتي، فالذي يهمني هو مشروع النادي وتطلعاته وكيفية تفكير إدارته في التعامل مع الفريق، وأعتقد أن العين لديه مشاريع تتوافق تماما مع طموحات أي لاعب.

جماهير العين تنتظر الحصول على لقب الدوري بعد أن غياب نحو سبع سنوات، الأمر الذي يضع لاعبي الفريق أمام تحد كبير هذا الموسم؟

الحصول على البطولات هو هدف اللاعبين قبل أن يكون مطلبا للجماهير، ومن المؤكد ان كل اللاعبين الذين يرتدون شعار العين سيقاتلون من أجل الحصول على الألقاب، وأقول لك أنه لو كانت فرصتنا للفوز باللقب 1% فسنحولها إلى 99% ، وبالنسبة لي شخصيا فاذا لم يكن هدفي دائما هو الحصول على المركز الأول فمن الأفضل أن أجلس في بيتي.

هل تعتبر أن المركز الثاني مثل المركز الأخير مثلا؟

صعب أن تتقبل المركز الثاني طالما أنه قد توفرت لك الظروف المواتية لتحقيق الأول، ومن المهم جدا أن تؤدي واجبك وتقاتل من أجل أن تكون في المقدمة دائما والباقي على الله، لكن وفي حالة العين ومقارنة بالظروف التي مر بها في الموسم السابق فإذا لم يوفق الفريق في الحصول على المركز الأول وجاء ثانيا فلن تكون خيبة الأمل كبيرة.

شاركت مع العين خلال مباريات البطولة الدولية الودية التي أقيمت في رمضان الماضي وكذلك في أربع مباريات بكأس اتصالات فهل أنت راض عن المردود الذي قدمته، أم أنه مازال لديك ما تقدمه؟

لا أفكر فيما قدمته بشكل فردي بقدر ما يهمني أن يكون الفريق في أفضل حالاته بكل المباريات وأفضل أن نحصل على الدوري ويقول الناس أن رادوي أسوأ لاعب على أن يخسر الفريق اللقب ويقولون عني أنني الأفضل.

 

جماعية الأداء

لكن هناك لاعبون يؤثر مستواهم صعودا وهبوطا على أداء الفريق ككل، فأنت مثلا عندما تألقت في المباراة السابقة أمام الجزيرة وسجلت هاتريك من جملة الأهداف فاز العين بأربعة أهداف؟

لا أعتقد أن لاعب واحد فقط يمكن أن يحقق لوحده الانتصارات ويسجل الأهداف ويهاجم ويدافع لأن لعبة كرة القدم جماعية ومهما كانت مقدرات أي لاعب فهو في النهاية فرد واحد من 11 لاعبا وإذا لم يتعاون البقية معه فلن يفعل شيئا، وتسجيلي للأهداف الثلاثة في مرمى الجزيرة لا يعني لي شيئا على المستوى الفردي لأن المهم عندي هو أن العين فاز بنتيجة المباراة، وأرجو أن أشيد بجميع اللاعبين الذين شاركوا في المباراة وقاتلوا قتال الأبطال حتى تحقق لهم الفوز.

بالرغم من تواضع رادوي وبساطته خارج الملعب، فإنه يتحول إلى شخص آخر داخل ملعب المباراة حيث لا يخلو أداؤه من العصبية؟

أعتقد ان هذا أمر طبيعي يحصل لأي لاعب لأن الظروف على ملعب المباراة تختلف فهناك تحاصرك الضغوط والمؤثرات وتكون مشدود الأعصاب على مدار زمن المباراة، وعندما أكون داخل ملعب المباراة أشعر بانني في قلب معركة، وتصبح الامور بالنسبة لي مسألة حياة أو موت.

ما الذي وجدته في العين ولم تجده في الهلال السعودي والعكس؟

في الناديين وجدت الحب والاحترافية والطموح والتطلعات اللامحدودة.

ماذا أضافت لك تجربة اللعب في الخليج؟

خبرة ومتعة في خوض التحديات ومعرفة جديدة في الحياة، والأمر الأهم أنني وجدت مفاجأة سعيدة تتمثل في أن ما كان يشاع ويقال عن ضعف مستوى كرة القدم في الشرق الأوسط والخليج لا أساس له من الصحة، فقد وجدت مستوى عاليا عكس ما قاله لي بعض من سبقني في اللعب في منطقة الخليج.

صحيح أن المستوى أقل من مستويات الكرة في أوروبا لكن المؤكد أن كل من يجرب اللعب في الخليج سيكون سعيدا.

نفي قاطع

يقال إن اللاعب الذي يلعب في الدوريات الأوروبية لا يأتي للعب في منطقة الخليج إلا بعد أن يتقدم به العمر ويستنفذ الكثير من مقدراته، فما رأيك؟

أتكلم عن نفسي وأنفي هذا الكلام تماما، فقد جئت للعب في الخليج وعمري 27 عاما وكانت لدي عروض عدة من أندية أخرى غير خليجية، وأعتقد أن هذا الأمر يتوقف على عقلية اللاعب وتفكيره وهدفه من لعب كرة القدم، فهناك من ينظر للأمر من زاوية مادية، وهناك من يعتبرها تجربة ومغامرة لخوض تحديات جديدة، وهناك من يسعى لاكتساب المزيد من الخبرات وهكذا.

بماذا تفسر تسابق كبار النجوم في العالم للعب في الدوري الإماراتي ومنطقة الخليج في السنوات الأخيرة؟

المستويات الجيدة والاحترافية والطموحات التي تحملها الأندية في هذه المنطقة.

 

لكن هذا لا ينفي أن بعض اللاعبين الذين يأتون للعب في دوريات الخليج يتعرضون للمضايقات من مسؤولي ومدربي منتخباتهم الوطنية وربما تم إقصاؤهم من هذه المنتخبات بحجة لعبهم في دوريات ضعيفة، على نحو ما حدث لك أيام كنت بصفوف الهلال السعودي عندما قال (لوبيسكو) المسؤول في الاتحاد الروماني لكرة القدم أنك تلعب في دوري ضعيف ولا تستحق اللعب في المنتخب الروماني؟

أولا أحب أن أوضح أن كلام (لوبيسكو) تم تضخيمه وتفسيره على نحو خاطئ وكل ما في الأمر أنه كان هناك سوء تفاهم وزال بعد أن تم توضيح الأمور ولم يقل لي الرجل ما تناقلته وسائل الإعلام حينها، وبخصوص المضايقات التي يتعرض لها الذين يلعبون في الدوريات الخليجية فلا أعتقد أن هذا يحدث في العموم لأن هناك لاعبين يشاركون في هذه الدوريات ويلعبون في منتخباتهم كأساسيين ولك أن تنظر مثلا للذين يلعبون في الدوري الإماراتي فكلهم يغيبون عن أنديتهم لأنهم ينضمون إلى منتخبات بلادهم.

سبق وأن قلت في حوار مع قناة رومانية أنه من الصعب بالنسبة لك اللعب في الهلال بعد رحيل مواطنك المدرب أولاريو كوزمين، وحاليا جئت معه للعين فهل ستكون عند رأيك في حال رحل كوزمين عن العين لأي سبب من الأسباب؟

أعترف بانني أرتاح للعب في الأندية التي يقود تدريبها كوزمين وقد كنت سعيدا باللعب تحت قيادته في الهلال وتضاعفت سعادتي عندما جئت إلى العين في وجوده ولكن في النهاية فأنا متعاقد مع ناد وليس مع مدرب وسأظل مخلصا لشعار هذا النادي بوجود كوزمين أو غيره.

 

العدو الأول

يعرف عنك أنك لا تطيق الحرارة وسبق وتحدثت عن صعوبة اللعب في الطقس الحار فهل ما زالت المشكلة قائمة بالنسبة لك؟

لا أطيق الحرارة قبل أن آتي للعب في الخليج وأعتبر أن الحر هو العدو الأول بالنسبة لي، ولكن أعتقد أن الأمور أصبحت أسهل بالنسبة لي مع مرور الوقت والاعتياد على هذه الأجواء، ومن وجهة نظري فمعدل الحرارة في الإمارات عال خاصة عندما أذهب لأبوظبي ودبي حيث ترتفع درجة الرطوبة، ولكن صدقني كل هذه الأمور أنساها تماما مجرد دخولي لأرضية الملعب خاصة في المباريات.

في حال واجه العين الهلال كيف تتوقع أن تستقبلك جماهير الأخير وأنت تلعب ضد فريقك السابق؟

متأكد أن الجماهير الهلالية ستستقبلني بطريقة جيدة فالاحترام بيننا متبادل وسيظل هكذا.

هل يعرف الرومانيون فريق العين؟

بالطبع يعرفونه جيدا.

وكيف قابلوا خبر انتقالك له من الهلال السعودي؟

كانت مفاجأة بالنسبة لهم، فلا أحد كان يتوقع أن أنتقل من الهلال الذي لعبت فيه لمدة ثلاث سنوات وحققت معه نجاحات طيب، ولكنني أسعى لخوض تحديات جديدة وإحراز بطولات مع ناد آخر.

 

توازن كبير

بعد أربع مباريات خضتها مع العين في كأس اتصالات ما تقييمك لمستوى العين؟

أعتقد أنه لعب بتوازن كبير جدا وقدم مستويات متميزة ونتائج جيدة إلى حد ما.

مستوى الفرق المنافسة؟

جيد جدا فهناك ندية كبيرة وكل الفرق تتمتع بإمكانات جيدة ويملكون لاعبين متميزين.

مستوى الحكام؟

في الغالب لا أفكر في أداء الحكام لأن تركيزي دائما منحصر في اللعب وأداء مهامي مع الفريق، وشخصيا أحترم الحكام وأرى انهم يقومون بمجهودات كبيرة في إدارة المباريات، وعلينا كلاعبين أن نساعدهم في أداء واجبهم أثناء المباريات، وأن لا نحمل عليهم كثيرا في حال حدوث اخطاء لان كرة القدم لعبة أخطاء والجميع يتعرض خلالها للخطأ، وأرجو أن أوجه لهم التحية والتقدير.

القحطاني عاد إلى مستواه فانتظروه

 

يرى رادوي أن زميله ياسر القحطاني الذي رافقه من الهلال السعودي إلى العين قد بدأ يعود لسابق مستواه، منوها بأن القحطاني ورغم الإصابة التي غيبته الفترة الأخيرة عن الملاعب، فإنه بما يملكه من إمكانات وكاريزما لم يتأخر كثيرا في العودة لمستواه المعروف عنه، وأعتقد أن تسجيله لهدف في مباراة دبي، واستدعاءه للمنتخب السعودي دليل على أن اللاعب عاد أكثر قوة، وشخصيا أتوقع أن يكون للقحطاني ظهور لافت مع العين في الفترة المقبلة، وأنا سعيد للعب بجواره وأرجو أن أساعده في الملعب لممارسة هوايته في تسجيل الأهداف.

الأسطورة مارادونا إضافة كبيرة للدوري

 

يقول رادوي إن تواجد النجم الأسطورة الأرجنتيني دييغو مارادونا في الدوري الإماراتي هذا الموسم أضفى نكهة متميزة وأضاف الكثير من الإثارة والزخم بما يجعل دوري الإمارات جاذبا للاهتمام الجماهيري والإعلامي، لأنه نجم كبير عشقه الجميع عندما كان لاعبا ومازال يتمتع بقاعدة جماهيرية كبيرة في العالم، ورغم أن خبرته التدريبية قليلة، يبقى أنه درب المنتخب الأرجنتيني في كأس العالم، ومن المؤكد أنه سيضيف الكثير لنادي الوصل والدوري الإماراتي، واتوقع أن يقود الوصل لتحقيق أفضل النتائج هذا الموسم فهو محبوب جدا وهذا سيساعده كثيرا في مهمته.

اللعب في منطقة الخليج تحد خاص

 

أكد ميريل رادوي أن اختياره للعب في منطقة الخليج يشكل تحدياً له وهو يعشق التحديات، لافتا إلى أنه تلقى عرضا من ناد روسي ولكنه فضل الاتجاه للخليج لأنه لا ينظر كثيرا للناحية المالية كون أن لديه مقاييس أهم، فمثلا هو يفضل لأولاده أن يعيشوا في منطقة تتمتع بمناخ حار بدلا من الثلوج والصقيع الذي يمكن أن يعانوا منه، مؤكدا أن آخر ما ينظر له في حال الانتقال لأي فريق هو الناحية المالية لأن هناك أمورا أهم كثيرا بالنسبة له ويجب أن يحسب لها جيدا.

تنافس مثير هذا الموسم

 

توقع رادوي أن تتنافس عدة فرق على لقب الدوري هذا الموسم وقال إنه شاهد معظم الفرق، ولعب ضدها خلال بطولة كأس اتصالات، وخرج بانطباع أن المستويات متقاربة جدا، بما يجعل التكهن بهوية الفريق الذي سيحصل على اللقب أمرا صعبا، فهناك العين والجزيرة والوصل والشباب والأهلي والوحدة وبني ياس وكلها تتمتع بإمكانات كبيرة وتضم لاعبين متميزين، ولديها طموح الفوز باللقب، ولذلك أتوقع أن تحظى منافسة هذا الموسم بإثارة بالغة حتى اللحظات الأخيرة منها، معربا عن تمنياته في أن يكون العين هو البطل في النهاية.