لم يكن استدعاء حارس مرمى الوحدة عادل الحوسني للمنتخب الوطني الأول، مفاجئاً بعد أن تألق اللاعب بشكل لافت للنظر في الموسم الأخير، واستحق الحوسني بالفعل أن يكون واحداً من أبرز حراس المرمى في الموسم المنقضي للمستوى المتميز الذي قدمه، بالرغم من تعرضه لانتقادات كثيرة في المواسم الماضية بسبب تراجع مستواه، مما أبعده عن صفوف الأبيض لفترات طويلة، قبل أن ينجح في العودة بشكل قوي ويتمكن من إثبات قدراته وإمكانياته الجيدة.
ورغم أن الوحدة خرج من الموسم خالي الوفاض، إلا أن حارس عرين العنابي كان من أبرز لاعبيه ورد على الانتقادات الدائمة بأن الفريق يحتاج إلى حارس جديد يستطيع الدفاع عن مرمى أصحاب السعادة. «البيان الرياضي» حاور عادل الحوسني بعد انضمامه للمنتخب الأول، للحديث عن هذه العودة التي انتظرها طويلاً بجانب العديد من الأمور التي تهم عشاق العنابي.
هل تعتقد أن عودتك للمنتخب الأول تأخرت كثيراً؟
أحمد الله على عودتي وانضمامي للمنتخب الأول، فقد كنت أتمنى العودة لتمثيل الأبيض منذ وقت طويل، خاصة وأنني كنت أساسياً مع المنتخب الأولمبي في بطولة الآسياد في الصين عام 2010..وفي التصفيات المؤهلة لأولمبياد لندن الماضية، ولكن بعدها ابتعدت كحارس أساسي بعد تراجع مستواي ولوجود حراس مرمى كانوا الأجهز فنياً، إلا أنني نجحت بفضل الله في استعادي مستواي في الموسم الأخير، واعتبره واحداً من أحلى المواسم التي خضتها في السنوات الخمس الأخيرة.
ما الأسباب التي كانت وراء ابتعادك عن مستواك طوال هذه الفترة؟
لا يوجد سبب معين، ولكن قد يواجه أي لاعب كرة صعوبات وتراجعاً في مستواه في بعض المواسم، خصوصاً وأنه من الصعب الثبات على المستوى لفترة طويلة، ولكني جلست مع نفسي لأبحث عن كيف أعود للأداء الجيد والحمد لله نجحت في ذلك الموسم المنتهي مع الوحدة.
تعرضت لانتقادات كثيرة فهل كانت تؤثر عليك وتشعرك بالحزن؟
لا أخفي سراً بأنني كنت أشعر بالضيق بسبب انتقادات الجمهور ولتراجع مستواي، إلا أنني لم استمر طويلاً ولم أركن إلى هذه الانتقادات لأن لاعب الكرة لو وضع كل تركيزه في كلام الجمهور لن يستطيع تخطي أي أزمة، وبالتالي وضعت هدفاً أمامي وهو عودتي لمستواي الطبيعي والوصول إليه بأي طريقة ممكنة وهو ما حدث بالفعل.
كيف ترى فرصك مع المنتخب الوطني في الفترة المقبلة؟
بلا شك المنافسة على حراسة مرمى الأبيض قوية في ظل وجود لاعبين من أفضل الحراس في الدولة مثل علي خصيف وماجد ناصر وخالد عيسى، وأعتقد أنني محظوظ لتواجدي بين هذه المجموعة..
ولكن بالتأكيد لن أفرط في الفرصة وسأتمسك بها عندما تسنح لي لأنني لو لم أفعل ذلك قد لا تتاح لي هذه الفرصة مرة أخرى خصوصاً وأن عودتي للمنتخب جاءت بعد فترة طويلة وأسعى للاستمرار في صفوف الأبيض في مشواره بتصفيات كأس العالم.
كيف ترى مشوار الأبيض في التصفيات وفرصه في التأهل لمونديال روسيا 2018؟
أعتقد أن المنتخب الحالي قادر على الوصول إلى نهائيات كأس العالم بهذا الجيل، وبالتأكيد البداية صعبة ولا يوجد مباراة سهلة على الإطلاق طوال مشوار التصفيات، لكن الأبيض لديه جيل جيد من اللاعبين يتمتع بالتفاهم والانسجام منذ أكثر من 5 سنوات ومواهب على أعلى مستوى، بالإضافة إلى أننا نملك الطموح من أجل تحقيق إنجاز جديد للكرة الإماراتية.
ماذا عن مواجهة تيمور الشرقية الثلاثاء المقبل في بداية التصفيات؟
أتمنى أن تكون مباراتنا مع تيمور الشرقية فاتحة خير على الأبيض في مستهل مشواره في التصفيات، وأن نتمكن من تحقيق الفوز، وبرغم أن المباراة خارج ملعبنا ومع منافس غامض بعض الشيء إلا أننا نحترمه كثيراً وندخل المواجهة بكل جدية من أجل حصد أول 3 نقاط في التصفيات.
بعيداً عن المنتخب لماذا تراجع الوحدة الموسم المنقضي بعد أن كان متصدراً للدوري لفترة طويلة؟
الفريق بدأ الموسم وكان يملك طموح الفوز بدوري الخليج العربي وكأس رئيس الدولة، وفي الدور الأول وصلنا للقمة واعتلينا الصدارة ولكننا للأسف لم نحافظ عليها بسبب الإصابات والغيابات وظروف صعبة مر بها الفريق، إلا أننا استفدنا مما حدث، وأعتقد أن الوحدة قادر على العودة لمنصات التتويج خصوصاً وأن الوحدة يملك ذخيرة واعدة من اللاعبين الشباب والذين لهم مستقبل جيد في السنوات المقبلة.
لكن الفريق لم يحصل على بطولات منذ خمس سنوات؟
بالتأكيد نشعر بالحزن والضيق كلاعبين لعدم تحقيق أية بطولة طوال هذه الفترة مما سبب غضباً من جمهور الوحدة، ولكننا سنحاول تحقيق أهدافنا في الموسم المقبل والعودة إلى البطولات.
هل كانت المشكلة في أجانب الوحدة أم في رحيل بعض الأسماء الكبيرة عن الفريق؟
لا أعتقد أن المشكلة في رحيل لاعبين أو الأجانب ولكن ما يحدث شيء طبيعي في كرة القدم ومعروف أن الفريق بعد ما وصل للدوري قبل خمس سنوات تراجع شيئاً فشيئاً وقد يتعرض أي فريق لهذا الأمر، ومثال ريال مدريد الموسم الماضي حقق كل شيء و«كسر الدنيا»..
ولكن في الموسم الأخير لم يحرز أي بطولة برغم أنه بنفس مجموعة اللاعبين والمدير الفني، المهم أن الوحدة مستواه تطور في آخر موسمين، ففي الموسم الماضي وصلنا للمركز الثاني بعد أن كنا في العاشر، وهذا الموسم نافسنا لفترة طويلة وتراجعنا بعد نهاية الدور الأول.
وهل تغيير المدير الفني بيسيرو كان أحد الأسباب؟
لا أحب التحدث عن تغيير المدرب أو اللاعبين وهذا الأمر بيد الإدارة، ونحن كلاعبين نسعى لتقديم كل ما لدينا في الملعب، أكيد هناك أمور تؤثر على مسيرة الفريق مثل التوقفات والإصابات والغيابات المؤثرة.
يقولون إنه كانت هناك مشكلات بين بيسيرو واللاعبين؟
لا لم يكن هناك مشكلات، وكل مدرب له طريقته وأسلوبه في عمله والاحترام متواجد دائماً بين لاعبي الوحدة والمدربين.
هل كنت تتمنى استمرار سامي الجابر مع الوحدة؟
سامي الجابر أسطورة كلاعب ويمكن كمدرب ليس له خبرة تدريبية طويلة ولكنه يتمتع باحترام كبير في تعامله مع اللاعبين وبطريقة احترافيه ..
ولا فرق لديه بين لاعب كبير ولا صغير، ولكن لا يمكن الحكم على سامي الجابر لأنه لم يمض وقتاً طويلاً مع الفريق، وأكيد أي لاعب يتمنى استمرار سامي الجابر في تدريبه لأنه أسطورة في الملاعب العربية وقدم مستوى طيباً مع النادي في آخر الموسم ولم يخسر الفريق في المباريات الأخيرة، واستفدنا منه كثيراً ومن خبراته في الملاعب.
ما ردك على ما تردد كثيراً بأن الوحدة لديه مشكلة في حراسة المرمى؟
في أي نادي إذا تعرض الفريق للتراجع والخسائر الجماهير تغضب وتنتقد الجميع وتبدأ في ترديد أن الفريق يحتاج إلى حارس أو مهاجم أو مدافع ومثل هذا الكلام..
وهذا طبيعي أن يحدث، وأقول إن نادي الوحدة يملك حراساً للمستقبل ولا يعاني من مشكلات في حراسة المرمى، وشيء طبيعي أن يلوم الجمهور اللاعبين في كرة القدم، وفي بداية الموسم كنت أغضب من ذلك ولكن مع توالي المباريات صرفت ذهني عن التفكير في مثل هذه الأقاويل وركزت في أدائي في الملعب حتى استعدت مستواي.
الوحدة خرج أمام دبي في الكأس بصورة غير متوقعة في واحدة من أكبر المفاجآت فما السبب؟
أعتقد أننا واجهنا فريقاً قوياً وليس معنى أنه يلعب في الدرجة الأولى أن الفوز كان في متناول يد الوحدة خاصة وأن المنافس كان يملك الطموح وقاتل في الملعب واحترمنا المنافس بالفعل وقدمنا أداءً جيداً إلا أن التوفيق غاب عنا في ركلات الجزاء لأنها في النهاية ضربات حظ مثلما حدث أمام السد القطري في الدور التمهيدي لدوري أبطال آسيا.
كيف ترى شكل المنافسة في الموسم المقبل؟
أندية عدة تملك الرغبة والطموح لإحراز بطولة دوري الخليج العربي، وكل الفرق تعمل بجدية منذ الآن للاستعداد بأفضل صورة للموسم المقبل، والفرص بالتأكيد متساوية بين أندية عدة للوصول للقب.
بطاقة
الاسم: عادل الحوسني
تاريخ الميلاد: 23/08/1989
الطول: 180 سم
الوزن: 68 كغ
المركز: حارس مرمى
لعب للوحدة من المراحل السنية وتدرج بكل مراحل الفريق حتى وصل إلى الفريق الأول
ذياب بن زايد وراء تألقي مع العنابي
أكد حارس الأبيض، أن ثقة سمو الشيخ ذياب بن زايد آل نهيان رئيس نادي الوحدة هي التي منحته الإرادة للتألق في الموسم الأخير، وقال: هناك أسباب عدة قادتني لاستعادة مستواي والظهور بشكل جيد مع الفريق في الموسم المنتهي أول هذه الأسباب ثقة سمو الشيخ ذياب بن زايد آل نهيان رئيس النادي، ثم ثقة الجهاز الفني واللاعبين وإدارة النادي..
وأحمد الله أنني تمكنت من تقديم أداء أفضل من المواسم السابقة وأتطلع لبذل أقصى جهد في المرحلة المقبلة مع الفريق من أجل مساعدته على تحقيق الألقاب، خصوصاً وأن عقدي مازال مستمراً مع الفريق لمدة 3 سنوات مقبلة بعد أن جددت في الموسم الأخير الذي كان ينتهي فيه عقدي مع الوحدة.
حزن لفقدان فرصة اللعب في دوري أبطال آسيا
أعرب عادل الحوسني حارس مرمى العنابي عن حزنه لعدم مشاركة الفريق في دوري أبطال آسيا الموسم المقبل، مؤكداً أن الوحدة سعى لعدة أهداف في الموسم الأخير ولكن الظروف الصعبة ساهمت في ابتعاده عن البطولات وفرصة التواجد في البطولة الآسيوية.
وقال: بلا شك أشعر بالحزن فقد كان هدفنا بطولة دوري الخليج العربي ولم ننجح، وكذلك في كأس رئيس الدولة، وعولنا كثيراً على فرصة اللعب في دوري أبطال آسيا إلا أن التراجع للمركز الرابع أفقدنا هذه الفرصة تماماً ونأمل أن ننجح في اللعب في البطولة القارية في المواسم المقبلة ولكن ينبغي علينا أولاً ضمان التواجد بالحصول على لقب الدوري أو الكأس.
مهدي علي من أفضل المدربين
أكد حارس الوحدة، أن مهدي علي المدير الفني لمنتخبنا الوطني الأول لكرة القدم واحد من أفضل المدربين المواطنين الذي عمل تحت قيادتهم، مشيراً إلى أن المنتخب حقق العديد من الإنجازات تحت إشراف مهدي علي سواء مع منتخب الشباب أو الأولمبي أو المنتخب الأول الذي أحرز لقب بطولة الخليج في البحرين وثالث آسيا في استراليا.
وقال: مهدي علي مدرب طموح ويملك تطلعات كبيرة وأهدافاً محددة ويكفي أنه حقق إنجازات كثيرة في وقت قصير مع المنتخبات الوطنية التي قاد تدريبها، وهو قادر على مواصلة تلك الإنجازات وتحقيق الحلم بالجيل الحالي بالوصول إلى نهائيات كأس العالم المقبلة في روسيا عام 2018.