سطر اسمه مع لعبة الأقوياء مبكراً، وعاصر جميع مراحل تطور كرة اليد منذ السبعينيات، رافق المنتخب لاعباً وإدارياً، وتولى تدريب فرق بارزة أهمها الوصل والأهلي، خليفة غانم العبار، يفتح قلبه للـ «البيان الرياضي»، ويتحدث عن هموم كرة اليد في السطور التالية، مبدياً استياءه من الحضور الإعلامي الباهت للمباريات إلى جانب عدم اهتمام الإعلام «السلطة الرابعة» بأخبار اللعبة.
وعزوف الجماهير عن حضور منافسات اللعبة الذي قال بأنه «صفر»، مؤكداً في الوقت نفسه، أن الصخب والضوضاء في داخل أروقة اتحاد اللعبة، مصدره الأعضاء المختلفون، ليتحدث عن قصة رحيله من قلعة الفهود بعد أكثر من 20 عاماً، إلى جانب العديد من المحاور الأخرى تطرق إليها في الحوار التالي:
بدايات
كيف كانت البداية، مع كرة اليد أم القدم؟
البداية كانت مع الساحرة المستديرة في نادي دبي «الشباب حالياً»، لم يكن هناك كرة يد، ولعبت ضد النصر نصف شوط في دوري كرة القدم مطلع السبعينيات، إلى جانب كرة الطائرة، التي كان لها نصيب من الاهتمام.
ما سرّ التحول إلى لعبة الأقوياء؟
توجهي إلى اليد، جاء عن طريق المدرسة، حيث استقطبت وزارة الشباب والرياضة مدربين لجميع الألعاب، وأسسوا مراكز في مختلف إمارات الدولة، وقام هؤلاء المدربون بجولة على المدارس التي تضم مباريات في حصة الرياضة و«الفسحة»، إلى جانب المسابقة الكبرى وهي بطولة المدارس، ورشحني أحد المدربين لكرة اليد عند زيارة المدرسة في منتصف السبعينيات.
رحلة المنتخب
كيف كانت رحلة الذهاب إلى المنتخب؟
لم أتدرج مع المنتخب، واستغرقت وقتاً قصيراً للانضمام مع أبيض اليد، وشاركت ببطولة في سوريا، لكن بعد العودة، كان نادي الشباب يفتقد كرة اليد، واقترح علي مطر أمان القطب الوصلاوي، الالتحاق بالإمبراطور الذي استهل آنذاك مشوار اليد مبكراً، ليكون انتقالي بمثابة إعارة من الجوارح إلى قلعة الفهود.
وماذا حدث بعد انتهاء مدة الإعارة؟
أذكر حينها الإعارة كانت لمدة موسم، لكن تجاوز بقائي هذه الفترة، وأحرزنا بطولة في السنة الثانية، إضافة إلى العديد من البطولات الأخرى مع جيل ذهبي من اللاعبين، لا أعلم في الحقيقة تفاصيل ما حدث بعد ذلك بين إدارة ناديي الشباب والوصل، حيث استمر بقائي مع الإمبراطور أكثر من 20 عاماً.
كرة الطائرة
متى مارست كرة الطائرة؟
مارست كرة الطائرة في نادي الشباب قبل كرة اليد، حيث كان نادي الشباب مستأجراً بيتاً في الحمرية، صنع أمامه ملعب طائرة.
هل تركت الطائرة بسبب الميول إلى اليد بشكل أكبر؟
ليس بسبب الميول أو الرغبة، لكن بسبب رؤية المجال الذي يناسب قدراتي بشكل أكبر، وفقاً لرؤية أصحاب الخبرة في اليد.
متى رحلت عن الإمبراطور؟
في مطلع التسعينيات اعتزلت اللعب، وتوليت مهمة تدريب فريق شباب الوصل لليد، ومساعد مدرب للفريق الأول، ثم مديراً للجهاز الفني، ثم رحلت إلى نادي الأهلي.
20 عاماً
بعد أكثر من 20 عاماً مع الوصل، انتقلت إلى النادي الأهلي، لماذا؟
هناك الكثير من علامات الاستفهام والتساؤلات طرحت جراء قرار الرحيل إلى القلعة الحمراء، ولكن كانت مجرد تجربة أردت التعلم واكتساب المزيد منها، واستفدت خلال بقائي لسنتين هناك، توليت خلالها مهمة تدريب فريقي الناشئين والشباب، وأفتخر اليوم برؤية بعض العناصر في الفريق الأول كنت قد حرصت على ضمها أثناء تدريب الفرق السنية المبكرة، وكانت تلك الفترة مسك ختام مهمة التدريب بالنسبة لي.
ألم يكن الخلاف مع الإدارة سر خروجك من الوصل؟
لم يكن هناك خلاف، ونحن أبناء اليوم، و«اللي فات مات.»
هل كان خروجك مفاجئاً من اتحاد كرة اليد؟
خرجت بسبب تغير مجلس الإدارة، وأعتقد أنه تم إلغاء منصب مدير المنتخبات.
إنجازات المنتخب
ما أبرز إنجازات المنتخب في تلك الفترة؟
حصلنا على المركز الرابع في تصفيات كأس العالم، وهناك بعض الإنجازات الأخرى.
كيف تقيم منتخب كرة اليد الآن؟
لا أستطيع وصف حالة المنتخب بالتفصيل، لأنني بصراحة لست متابعاً بدقة، ولكني أكثر قرباً من أحداث الدوري وتحديداً نادي الوصل، وأتمنى التوفيق لأبيض اليد في الفترة المقبلة.
ابتعاد الإعلام
ألا ترى أن كرة اليد تشكو من الضمور؟
طالما كان الإعلام بعيداً، حتماً ستتأثر الرياضة أياً كان نوعها.
يبدو أن هناك الكثير من العتب على السلطة الرابعة بداخلك؟
لدينا محطات رياضية في دولة الإمارات كثيرة، لم أر نقلاً مباشراً لمباراة يد أو سلة إلا إذا كانت نهائي بطولة أو ما رحم ربي باستثناء قناة رياضية واحدة، ناهيك عن تأجيل الأخبار بالنسبة للصحف، إضافة إلى الحضور الإعلامي الباهت للمباريات.
وتابع: دليل تهميش كرة اليد أو سواها من الألعاب، وضع الأخبار في الصفحات الأخيرة من الجريدة.
لكن هناك أخبار غير قابلة للتأجيل، تنشر في عدد اليوم الذي يلي المباراة؟
اللعبة بحاجة إلى دعم إعلامي أكبر، يجب تنشيط ذاكرة الشارع الرياضي في كرة اليد، وهل يعقل أن أشاهد دوري خارجي عبر محطاتنا الرياضية المحلية، ولا أشاهد دورينا، أناشد الإعلام «الأقربون أولى بالمعروف.»
اللاعب الأجنبي
في ما يتعلق باللاعب الأجنبي، هل وجود المحترف الأجنبي ضروري؟
نحن بحاجة لهم، ووجود لاعب في الملعب جيد من أجل الاستفادة، يساهم في الارتقاء بالمستوى.
وأضاف: في بطولة كأس نائب رئيس الدولة، نرى بوضوح مستويات بعض الفرق، كونها تقام بدون لاعب أجنبي، مما يجعل الجهازين الفني أو الإداري يبتعد عن الاتكالية أو الاعتماد على المحترف الأجنبي الذي يمكنه إحداث فارق مع الفريق، وتتجلى الرؤية بشكل أكبر عن واقع الفريق.
تراجع الجماهير
كرة اليد تعاني من قلة أعداد الجماهير، كيف تصف المشهد بين الأمس واليوم؟
تراجع الجماهير مشكلة تعاني منها جميع الألعاب بما فيها كرة القدم اللعبة الشعبية الأولى، وجماهير كرة اليد «صفر»، بينما كان في السابق عدد المشجعين أكبر.
وتابع: هناك تنافس كبير في السابق بالنسبة لكرة اليد، كنا نلمس ذلك في المدارس.
اتحاد كرة اليد مقبل على دورة انتخابية جديدة، من الأكثر حظاً من المترشحين؟
هناك كفاءات متميزة، ولكن عذراً لا يمكنني ذكر أسماء، وأتمنى التوفيق لجميع المترشحين في الدورة الانتخابية الجديدة.
هل أنت متفائل بالدورة المقبلة؟
نعم متفائل، لكن أتمنى أن لا نرى ضوضاء في اتحاد كرة اليد أو اختلافاً بين الأعضاء مثل المجالس السابقة، والدليل استقالة رئيس اتحاد كرة اليد.
ما الذي يحتاجه اتحاد اليد في الفترة المقبلة؟
لا توجد أي مشاكل بالنسبة لانتخابات رئاسة اللعبة، ويبدو أن المشكلة في انتخابات الأعضاء، والأفضل العمل بالقوائم، بحيث تكون قائمة الأعضاء جاهزة مع الرئيس المنتخب، شرط الخضوع لمبدأ الثواب والعقاب من اللجنة الأولمبية أو الهيئة العامة لرعاية الشباب والرعاية أو الجهات المختصة.
واستطرد: مشكلة الأعضاء مستمرة، تراهم يختلفون على توزيع المهام في الاجتماع الأول، والضحية تكون اللعبة، وحري بنا منح حرية الاختيار للرئيس الجديد.
مشكلة التسويق
معنى كلامك أن هناك مشكلة في التسويق؟
100 %، نحتاج إلى صاحب الاختصاص، لإيجاد الرعاية من الشركات عبر التسويق المناسب، وهذا تخصص وعلم قائم بذاته، يحتاج إلى الرجل المناسب للمكان المناسب.
الوصل متراجع على صعيد الألعاب، هل انتقلت العدوى إلى اليد؟
فهود اليد تراجعوا فعلاً، هناك مشكلة نقص العدد في القاعدة السنية، لا يمكن النظر إلى النوع أو الكيف قبل أن يكون الكم موجوداً، المدارس هي منجم ذهب لكرة اليد وسواها من الألعاب، يجب تسليط الضوء على فئة الطلاب، لاستكشاف المواهب الواعدة.
تفريغ اللاعبين من المشاكل التي واجهناها
ذكر خليفة غانم أبرز المشكلات التي واجهته عندما كان مديراً للمنتخبات، وقال إن تفريغ اللاعب للمعسكر أو البطولة من أبرز المشكلات التي عانى منها.
وأضاف: كنت أذهب للمسؤول مباشرة في مكان العمل من أجل تفريغ اللاعب، حقاً كانت عقبة تقف أمام اللاعبين، وأعتقد أن هناك قرارات صدرت مؤخراً في هذا الصدد لحل المشكلة.
وتابع: الإعداد مهم جداً، هناك دول تستغرق 4 سنوات من أجل إعداد المنتخب لدخول التصفيات، ويجب إيجاد حلول مناسبة في تفريغ اللاعب، لمنح المنتخب مساحة كافية في الإعداد، كنت أنقل معسكراً بأكمله إلى أبوظبي، من أجل مشاركة لاعبين لم يحصلوا على تفريغ من أماكن العمل.
وعن حاجة لعبة الأقوياء إلى المزيد من الدعم المادي، رد خليفة غانم قائلاً: بالطبع، اللعبة بحاجة إلى المال، كنت مديراً للمنتخبات، والرقم الذي شاهدته لتجهيز المنتخب، متواضع لا يمكن أن أصرح به، ويجب أن يكون هناك حراك تسويقي لرعاية اللعبة.
حلقة النقاش مفقودة مع المدرب المواطن
تحدث خليفة غانم عن أهمية فتح باب الحوار والنقاش بين إدارات الأندية مع المدرب المواطن، وقال: النقاش مطلوب مع المدرب المواطن، يجب التحدث معه في حال الفوز أو الخسارة، وانتقاده ليس عيباً، وأنا عندما تركت الوصل كان الإمبراطور حينها متصدر الدوري في نصف البطولة، وهناك مدربون عالميون تم استبعادهم رغم تحقيق البطولات.
واستطرد: بعد الخروج من الأهلي، استدعاني اتحاد كرة اليد، وتوليت إدارة منتخبات كرة اليد، ثم رجعت إلى نادي الوصل مديراً للعبة.
التحكيم
تحدث خليفة غانم العبار، عن تجربته في التحكيم، وقال: خضت التجربة حباً في اللعبة، أردت التشعب أكثر في لعبة كرة اليد، وكنت حكماً في دوري المنطقة العسكرية الوسطى، كنت عاشقاً لكرة اليد، حرصت على خوض جميع فروعها، أردت الإلمام بشكل أكبر باللعبة، خاصة مع تولي مهام التدريب أو إدارة المنتخب.