وجه الحكم المونديالي السابق علي بوجسيم، رسالة إلى المهندس مروان بن غليطة رئيس اتحاد الكرة، يقول فيها: اعتمد على المعاونين الأقوياء، فلن تنجح إلا بهم، لأن الاعتماد على معاونين دون المستوى، والذين يتخذون قراراتهم بشكل عشوائي، أو بمجرد السمع وترديد جملة «قيل لي أو سمعت»، أو يسعى لعمل توازن معين، العمل مع هؤلاء، لن يحقق الطموح الكبير الذي تنشده لتطوير العمل والارتقاء به خلال الفترة المقبلة، وإذا كان لديك نقص في وجود كفاءات إدارية، فعليك الاستعانة بالأقوياء والأكفاء للعمل بمختلف اللجان، حتى تطمئن على قدرتهم في تسير العمل بشكل متميز، لا يسبب لك إحراجاً مع الجمعية العمومية والشارع الرياضي بمختلف ميوله.

التمسك بمدرسته

وأضاف المونديالي علي بوجسيم قائلاً: أرجو من الأخ العزيز مروان بن غليطة، ألا يمنح من ليس لديه قدرات لإدارة العمل، فرصة اتخاذ قرارات بشكل شخصي أو هوائي، لكونه هو المسؤول الأول في النهاية، والواجهة الرئيسة للعمل، وأتمني ألا يتخلى مروان عن المدرسة الإدارية المتميزة التي تعلم منها فن الإدارة.

فأنت رئيس دائرة حكومية، تعتمد في عملها على المعايير والحوكمة والنظام الإداري الدقيق والعدالة، لذلك، عليك أن تسعى جاهداً لتطبيق تلك المبادئ خلال توليك مسؤولية رئاسة اتحاد الكرة، وأن تقف في وجه كل من يتخذ قرار بشكل هوائي دون أسس ولا معايير ومسببات، مع ضرورة دراسة الإيجابيات والسلبيات قبل اتخاذ القرار بشكل نهائي، حتي لا تتصعب الأمور عليك أمام الشارع الرياضي.

الكلمة للفنيين

وأشار المونديالي السابق علي بوجسيم، إلى أن هناك لجاناً لا بد أن تكون الكلمة الأولى فيها للفنيين، وليس الإداريين، مثل المنتخبات والحكام والقانونية، لذلك، الاعتماد على أصحاب الخبرة الفنية والمعرفة الإدارية، أمر واجب لصالح العمل وتطوره، وعند اتخاذ القرار، لا بد من توضيح مسبباته بكل شفافية، وإذا كان السبب إدارياً، يتم توضيح ذلك أمام الجميع، حتى لا تتعرض للانتقادات، لأن أي أمور غير ذلك، سوف يكون لها توابع سلبية، أنت من ستدفع ثمنها.

الحكم الإضافي

وبنبرة غاضبة، تنم عن الضيق، عبّر المونديالي علي بوجسيم، عن استغرابه من قرار أو توصية لجنة الحكام بإلغاء الاستعانة بالحكم الإضافي خلال الفترة المقبلة، وقال بوجسيم، لا أتصور أن تكون بداية عمل لجنة الحكام الجديدة بمثل هذا الأداء، فقد خرجت تصريحات لرئيس اللجنة.

يوضح فيها أن الدراسات الفنية، أثبتت عدم جدوى الاستعانة بالحكم الإضافي، والجدوى من عدمها ليس بالكلام، وإنما بنشر تفاصيل تلك الدراسة التي استند إليها في قراره، وعليه إظهار تلك الدراسات التي قام بها فنيون مختصون، ولكن أن يسوق رئيس اللجنة مبررات واهية لقراره، دون دراسة واقعية، فهذا أمر غير مقبول.

لأن كل الإحصاءات والتقارير الفنية التي خرجت من البلدان التي طبقت الحكم الإضافي، تشير إلى نجاح الفكرة، قد يكون لها بعض السلبيات، ولكنها سلبيات تقنية وتدريب وآلية التقييم، نعم، صارت أخطاء للحكام لا تتجاوز نسبتها 10 %، هل نقف عن تلك النسبة، ونتجاهل النسبة الإيجابية، والمتمثلة في 90 %، وللعلم.

كانت للجنة السابقة حلول عديدة للأخطاء التي حدثت، لقد تعلمت أن رفع التوصيات، لا بد أن يتضمنها المسببات، والإحصاءات التي تعزز من قبول التوصية، فأين تلك المسببات والإحصاءات المقدمة من الفنيين المختصين التي رفعها رئيس لجنة الحكام لمجلس الإدارة.

وكشف علي بوجسيم، النقاب عن حوار دار بينه والحكم الدولي السابق الإيطالي كولينا، وهو يتولى منصب مدير تطوير الحكام في الاتحاد الأوروبي، حيث أشاد بالتجربة بشكل عام، وبحسن تطبيقه في أوروبا، وقال كولينا إن تطبيق التجربة في الإمارات وقطر، جاء بشكل جيد، وعزز النجاح من أهميتها وتطبيقها في العديد من دول العالم.

وكنت أتمنى أن يجلس عدد من الفنيين ويدسون التجربة بشكل علمي، ويرفعوا توصية بالقرار، ويتم العرض، فإذا تم الأخذ بتوصيتهم، فيكون القرار وفق دراسات فنية، وإذا لم يتم الموافقة على توصيتهم لأسباب إدارية، يتم إعلان ذلك بكل شفافية، أما أن يتم اللجوء لإصدار قرارات مهمة بشكل عشوائي، فهذا أمر غير مقبول، ولا نرضى به، ولن نسكت عنه.

الخطأ الثاني

وأبدى المونديالي علي بوجسيم، استغرابه من قرارات رئيس لجنة الحكام، وقال للمرة الثانية، يتخذ الرجل قرارات بشكل عشوائي، في المرة الأولى، اتخذ قراراً بمنح حكم لقب أفضل حكم خلال الموسم، دون الاستناد على أسس أو معايير، وللعلم، هي موجودة في الاتحاد من 6 سنوات، وحينما سأل رئيس اللجنة عن المعايير التي استند إليها في قراره، قال «سمعت أنه حكم جيد»، والحمد لله، تدخل رئيس الاتحاد شخصياً، وأوقف القرار، ولولا تدخل الرئيس، لنال حكم لقباً لا يستحقه.

وللمرة الثانية، نطالب رئيس الاتحاد بالتدخل في قرار إلغاء الحكم الإضافي، حتى لا يصدر قرار عشوائي يكون له تأثير سلبي، إلا إذا كان القرار لسبب إداري يجب توضيحه، لأن إصدار القرارات بشكل عشوائي أو هوائي.

سوف يفتح الباب على مصراعيه لإصدار العديد من القرارات مستقبلاً بهذه الطريقة، وهذه أمانة لا بد من المحافظة عليها، بعيداً عن الأهواء الشخصية، لأن القرارات العشوائية لن تسهم في التطور الذي ينشده رئيس الاتحاد، خاصة أنه شخص متميز، خريج مدرسة إدارية متمرسة وحكيمة، وتعتمد على الأسس العلمية والمعايير الدقيقة.

حمل ثقيل

ويشير المونديالي علي بوجسيم، إلى أن الحمل سيكون ثقيلاً على الحكام الفنيين في لجنة الحكام، خاصة المعتزلين في فترة وجيزة، مثل محمد الجنيبي وصلاح أمين، لكونهما تركا التحكيم من فترة قليلة، وعليهما بالوجود الفني القوي، خاصة أن رئاسة اللجنة لا تعتبر فنية، بل إدارية، نظراً لعدم ممارسته التحكيم فعلياً، فقد انضم لدورة وخرج منها دون أن يزاول التحكيم، ولا بد أن يكون للحكام الذين مارسوا التحكيم بصمة مميزة، ودور قوي عند اتخاذ القرارات، خاصة الفنية منها، ولا يسكتون عن الحق مهما كلفهم ذلك، لأن عملهم أمانة، ولا بد أن يكونوا على قدر تلك الأمانة.

والأمر نفسه ينطبق على إبراهيم الأعماش، الذي يملك خبرة، عليه توظيفها لصالح التحكيم، وكذلك ناصر عبد الله، الذي عمل في التحكيم حكماً ومقيماً، ويجب عليهما أن يكون لهما مواقف ثابتة في القرارات الفنية التي تتخذ، لأن ترك الأمور للأهواء الإدارية والخجل وتفويت بعض الأمور، سيكون له عواقب وخيمة على التحكيم، مع التمسك بالرأي الفني، ولا بد من تسجيل موقف في حال الاعتراض على قرار إداري، لأن السكوت على مثل هذه القرارات، سيتبعه قرارات أخرى متعددة خاطئة.

تصنيف المقيمين

وعن رأيه في أزمة مقيمي المباريات، يقول المونديالي علي بوجسيم: خلال فترات سابقة، ما كنت راضياً عن تقييم الحكام، وخلال تولينا المهمة، نظمنا عدداً من الدورات والمحاضرات، ومثل هذه الدورات مهمة للغاية، والاتحاد الآسيوي ينظم دورات كذلك لمقيمي الحكام.

وأعرف أن هناك جهداً كبيراً خلال المرات الماضية لتطوير نظام المراقبة، ولكني أرى أنه لا بد من عمل تصنيف للمقيمين وفق أهمية المسابقات، وتطوير دور المقيمين، يحتاج إلى جهد ووقت وميزانية، ولا بد أن ينال دور المراقبين أهمية، لأن من غير المعقول ألا يكون هناك مراقب لأداء الحكام.

واسترسل علي بوجسيم قائلاً: في وقت سابق، قرر الاتحاد الآسيوي، الاستغناء عن دور مقيم الحكام في مسابقات بعينها، دون المساس بدورهم في المسابقات الرئيسة، وأسند الدور لمراقب المباراة، ولكن التجربة لم تنجح، وعاد الآسيوي لدور مقيمي الحكام بكل قوة خلال الفترة الأخيرة، ورصد ميزانية جيدة للاهتمام بهم، وتطوير أدائهم، وفق معايير دقيقة للتقييم في النظام، وكتابة التقارير، وغيرها من أمور فنية تسهم في توحيد نظام المراقبة.

وقال بوجسيم إن الاتحاد الآسيوي يعتمد الآن نظام مراجعة التقييم عن طريق الفيديو، فمثلاً، يراجع تقرير المقيم، ثم يشاهد فيديو المباراة، ويتم مواجهة المراقب بالحالات المثيرة للجدل، والتي يكون قد أغفلها تقريره، أو كان هناك لبس في توصيف الحالة، كل هذا من أجل دور أفضل للمقيم، نظراً لأهميته.

وضرب بوجسيم مثلاً عن أهمية المقيم، بقوله طلبت يوماً أن أراقب أداء حكم شاب، كان مشهوراً بتعدد إصدار البطاقات الملونة، خاصة الإنذار، فكل مباراة معدل بطاقاته حوالي 10 في المباراة الواحدة، وحينما علم الحكم أنني المقيم، اهتم بأدائه، وزاد من تركيزه، ويومها أصدر 5 بطاقات فقط، وكان أداؤه طيباً، بارتفاع معنوياته، وهنا، الأمر يتطلب أن يكون للمقيم دور في رفع معنويات الحكم، ويمنحه الطمأنينة لتقديم أداء طيب.

نقص

كشف علي بوجسيم، النقاب عن أن اللجنة الجديدة للحكام، يوجد بها نقص كبير في العلاقات الخارجية الدولية، والتواصل مع قيادات التحكيم في العالم والاتحادات العالمية، وهذا مؤشر سلبي، خاصة أن للعلاقات الدولية دوراً كبيراً في تسيير العمل عند الحاجة.

حرص

يقول علي بوجسيم: حينما أتحدث مع مروان بن غليطة بقلب مفتوح، فهذا من باب الحرص على نجاحه، خاصة وأنه تربطني به علاقات قوية ومتميزة، وأتمنى له من كل قلبي، النجاح في مهمته في قيادة اتحاد الكرة في السنوات المقبلة، ونحن على تواصل دائم، سعياً للارتقاء بالمنظومة الكروية.