سطر عبد السلام ربيع غريب، اللاعب والمدرب والطيار، اسمه مع كرة اليد مبكراً، منذ أن كان عمره 10 سنوات، وعاصر نجوم لعبة الأقوياء عبر 5 أجيال تضم جميع العصور السابقة والحالية، وكان شاهداً على مراحل تطور اللعبة منذ نهاية السبعينات، وقاد الوصل والمنتخبات الوطنية بجميع مراحلها إلى العديد من الإنجازات كلاعب مميز وخلوق، كما تولى العديد من المهام للعبة كمدرب وإداري ومشرف عام للعبة ومديراً بالقلعة الصفراء. كما أنه أحد نسور الإمارات في الجو بعمله ضابط طيار برتبة عقيد ركن، ولم يترك معشوقته كرة اليد وأشار إلى أنه «شارك نسور الإمارات بالجو وقاد اليد للتتويج على الأرض».

وأكد أن ربعه في الفريج، كان لهم الدور الأكبر في تحوله إلى كرة اليد بعد أن خطفه فايز بجبوج أول مدرب للعبة بالوصل من القدم، وكان يلعب في تلك الفترة جيل فهد خميس ومحمد عمر وزهير بخيت وأحمد محبوب.

وكشف عبد السلام ربيع، الماضي والحاضر عبر حديثه عبر «البيان الرياضي»، عن 38 عاماً قضاها في ساحات كرة اليد، وتطرق إلى العديد من المحاور مؤكداً أن جماهير زمان شجعت كرة اليد بلا حدود ومن دون محفزات، كما اعتبر الإعلام شريك النجاح ويمثل غيابه عن دعم اللعبة عاملاً سلبياً ومشيراً إلى ضرورة حل مشكلة تفرغ اللاعبين، وحاجة المنتخب إلى مدرب عالمي لاستعادة الإنجازات.

البداية

وتطرق عبد السلام ربيع إلى بدايته مشيراً إلى أن حضوره لمتابعة ربعه (وكان عمره 10 سنوات) وهم يلعبون كرة اليد جعلته يحب اللعبة، وقال: لم أكن أتصور نفسي لاعب كرة يد ولكن ربعي قالوا «تعال تمرن معنا» وكان الطلب من المدرب الأول بنادي الوصل فائز بجبوج، فقلت في نفسي اتمرن وبعدها اسير ألعب كرة قدم وخاصة أنني كنت لاعب قدم ممتازاً. وأكد عبد السلام أن أبناء حارب ومن خلال عبد الله حارب الذي كان بتلك الفترة الأمين العام لنادي الوصل وإخوانه حمد وسعيد وسيف وأحمد وعمهم خالد حارب كانوا شغوفين باللعبة ومارسوها بالملعب في النادي القديم بزعبيل منذ بداياتها في الوصل، إلى جانب عدد من الشخصيات وفي مقدمتهم الشيخ محمد بن حمدان آل نهيان بجانب العديد من اللاعبين القدامى والجدد ومنهم الحكم المونديالي بوجسيم، وعبد الرزاق السيد وغيرهم، وكلهم شجعوا الشباب لممارسة اللعبة.

وعن كرة القدم قال: كنت أمارس كرة القدم في الفريج ونلعبها في النادي مع الربع، واشار إلى أن كرة اليد لم تعجبه في البدايات وفكر في تركها وخاصة وأنه يحب القدم، ولكن تمسك مدرب اليد به، ووجود زملائه ومعظمهم من الفريج شجعوه على الاستمرار بكرة اليد، التي تميز بها بعد حصوله على إشادة وتحفيز من الجميع.

ذكريات

وعاد عبد السلام بذكرياته العديدة في عالم اللعبة عبر 38 عاما وتحدث عن أهم المحطات في مشواره وقال: الخطوة الأولى لي كانت في 1977 لاعبا في الوصل وحتى 1998، وعملت بعدها مدرباً حتى 2008 ثم بدأت العمل الإداري مساعد مشرف ثم مشرف ألعاب حتى أصبحت مدير عام النادي حتى ابتعادي في 2014.

وأشار إلى أنه عاصر 5 أجيال لكرة اليد ولكنه يفتخر بالجيل الأولى للعبة في الوصل، وخاصة مع وجود ملك الدائرة خليفة غانم، وأحسن باك يسار في الخليج محمد راشد حمدون، إلى جانب كل من مطر أمان القطب الوصلاوي السابق، وعبد السلام بلال وعبد الله غلوم ونبيل سالم وحفيظ سالم والحارس محمد الهاملي وغيرهم من اللاعبين.

ابتعاد

وعن سر ابتعاده عن نادي الوصل قال: لم أكن لأبتعد عن بيتي الثاني بإرادتي، لكن جاء القرار بسبب التغيرات التي طرأت على قيادة النادي وبإدارته الجديدة الأخيرة، التي أكن لهم كل الاحترام والتقدير وأدى اختلاف وجهات النظر وراء ابتعادي بجسدي فقط عن النادي، ولكن عقلي وقلبي دائماً مع بيت الأمة الوصلاوية التي يقودها ويدعمها سمو الشيخ أحمد بن راشد آل مكتوم.

الإعلام

وتناول عبد السلام ربيع دور الإعلام مؤكداً أنه شريك أساسي في نجاح مسيرة الرياضة في ظل عصر التكنولوجيا واعتبر غيابه عن الألعاب الشهيدة، عاملاً سلبياً في ظل عدم الاهتمام والتوعية بأهمية الرياضة، وقال: كرة اليد لا تكاد تذكر في الإعلام ويجب منحها جزءا من الاهتمام الإعلامي.

وأشار ربيع إلى تأثير عدم الاهتمام الإعلامي باللعبة، بشكل سلبي على الحضور الجماهيري لمباريات اليد، وقال: الجماهير تتابع الإعلام، ولا بد من وجود محفزات للجماهير للحضور إلى ملاعب اليد وتشجيع اللاعبين من المدرجات. وأضاف: الجماهير في الماضي كانت حاضرة ومحبة للنادي وحضورها أكثر من الآن وشجعتنا بلا محفزات.

تراجع

وتناول عبد السلام ربيع تراجع الوصل في الألعاب المختلفة ومن ضمنها كرة اليد التي كانت تسيطر على معظم البطولات، وقال: السبب هو الاهتمام الزائد بالقدم والاستغناء أو بيع لاعبين مميزين في الألعاب الأخرى بجانب عدم الاهتمام بقواعد اللعبة، حيث فقدت الألعاب حلقات التواصل بين الأجيال.

وابتسم ربيع وهو يقول بتفاؤل: شعرت بسعادة بالخطوة الأولى لعودة الفريق الأول لكرة اليد إلى منصات التتويج بعد أن حقق نتيجة ممتازة بفوزه بكأس نائب رئيس الدولة، عقب الاستعانة بلاعبين مميزين من أندية منافسة ووجود نبيل عبد الكريم ومتابعته للعبة في النادي.

رحلة المنتخبات

وعن رحلته مع المنتخبات قال: كانت البداية، اختياري ضمن صفوف منتخب الناشئين ولم أكن أرغب بذلك الانضمام للوهلة الأولى حتى تم إقناعي وذهبت مع المنتخب في معسكر خارجي، وتم اختياري قائداً لمنتخب الناشئين، وتدرجت مع المنتخبات وكنت الكابتن حتى المنتخب الأول. وحقق منتخب الناشئين نتائج ممتازة في فترة وجودي ونال المركز الثاني على المستوى العربي في 1980، وكما حقق المنتخب الأول المركز الرابع على المستوى الآسيوي بدورة هيروشيما 1992.

تقييم

وتطرق عبد السلام ربيع إلى تقييم المنتخب الأول الحالي وقال: يتواجد بالمنتخب حاليا عدد كبير من اللاعبين الجيدين لكن ينقصهم الاحتكاك والخبرة، ولا بد من وجود مدرب على مستوى عالمي ليكرر الإنجاز العالمي الذي حققه منتخبنا في السنة الماضية.

تطور

أكد عبد السلام ربيع أنه لا يمكن أن تتطور لعبة كرة اليد ولا يمكن أن تحقق نتيجة إيجابية إذا لم تحل مشكلة عدم تفرغ اللاعبين والتي تمثل أحد الأسباب الرئيسية في تراجع نتائج منتخباتنا.

مشوار

بدأ عبد السلام ربيع مشواره الرياضي في نادي الوصل عام 1977 مع فريق الأشبال، وفي عام 1978 حقق مع النادي المركز الأول على مستوى الناشئين والشباب تحت 17 سنة وتم ضمه لمنتخب الناشئين في 1980 واختير قائداً للمنتخب، وبدأ اللعب للمنتخب الأول عام 1982 في دورة الألعاب الآسيوية في نيودلهي، وفي عام 1984 تم اختياره أفضل لاعب على مستوى الإمارات، وشارك في بطوله العالم العسكرية الرابعة لكرة اليد في الرياض في عام 1987، وفي عام 1990 شارك في بطولة الألعاب الآسيوية في الصين وكان قائداً للمنتخب الأول.

المدرب المواطن مظلوم

تناول عبد السلام ربيع موضوع غياب المدرب المواطن عن ساحات اللعبة بشكل ملحوظ على مستوى الأندية والمنتخبات، وقال: المدرب المواطن مظلوم، نظراً لعدم منحه الثقة وعدم الاهتمام به، ويجب تواجده بساحات اللعبة، وشواهد النجاح كثيرة بوفرة العديد من أبناء الدولة الذين أكدوا كفاءتهم عندما منحت لهم الثقة ولو لفترة وجيزة كبديل لمرحلة مؤقتة أو خاصة على مستوى منتخبات المراحل السنية، وأيضاً على مستوى بعض الأندية ومنتخب الرجال ومنهم خالد أحمد ومحمد شريف وسعيد غريب وخليفة غانم.

الاتحاد يحتاج توفير الموارد المالية وتفعيل التسويق

أبدى عبد السلام ربيع تفاؤله بمجلس إدارة اتحاد اليد الحالي وقال: الاتحاد بدأ بشكل جيد، ومعظم عناصره من أبناء اللعبة، لكنه يحتاج توفير الموارد المالية لتنفيذ خطط الارتقاء باللعبة، كما أن دعم هيئة الشباب والرياضة والمسؤولين في الدوائر والمؤسسات مهم لتسهيل تنفيذ متطلبات عمل الاتحاد، وأتمنى ألا نرى اختلافاً بين الأعضاء مثل المجالس السابقة.

وأضاف: لا بد من تفعيل عملية التسويق التي توفر العديد من الحوافز لعودة اللعبة لسابق عهدها من حيث الحضور الجماهيري.

دور مهم للحكام في النجاح

نوه عبدالسلام ربيع إلى أن اتحاد اليد يسعى إلى الاهتمام بالحكام، لقناعته بأهمية دورهم في إنجاح مسيرة اللعبة وقال: تزخر دولتنا بالمميزين، ولكن مشكلة كرة اليد تكمن في أن بعض حكامها لم يلعبوا كرة يد إنما كانوا متابعين لها، أو مارسوها بشكل بسيط، فتكون شخصيته ضعيفة في اتخاذ قرار قد يؤثر في نتيجة مباراة، وهذا ما تشهده ساحات اللعبة حالياً.

اللاعب الأجنبي ضروري

أشار عبدالسلام ربيع إلى أن تواجد اللاعب الأجنبي المحترف ضروري وقال: استفدنا الكثير من مشاركة اللاعبين الأجانب خلال البدايات ومعظم عناصر المنتخبات الوطنية السابقة استفادت منهم، ولكن يجب أن يتم اختيار الأفضل لكونه يمثل قدوة للأجيال القادمة.

وأضاف وجود «الأجنبي» لا يمنع الأندية من الاهتمام باللاعب المواطن وهو الأهم من اجل تطوير عناصر اللعبة.

12

شارك عبدالسلام ربيع في عام 1992 مع المنتخب في البطولة الآسيوية لكرة اليد في اليابان وتم اختياره من بين أفضل 12 لاعباً على مستوى القارة، وفي عام 1993 شارك في بطولة العالم العسكرية في القاهرة، كما شارك في عدة بطولات على مستوى الدول العربية والبطولات الخليجية، واعتزل اللعب في عام 1998.