لا يحتاج حسن علي المدرب الوطني المساعد حالياً في الجهاز الفني لفريق الشباب الأول لكرة القدم، والنجم السابق لمنتخب الإمارات الأول، والجوارح، إلى الكثير للتعريف به، كونه أشهر من نار على علم، ما جعله يحدد بعين العارف، أسباب المشكلة التي أدت إلى تراجع فريقه الأخضر في بطولات الموسم الجاري خصوصاً في الدوري بقوله: مشكلة الشباب فنية بنسبة 100%.
فإلى نص حوار «البيان الرياضي» مع حسن علي:
موسم انتهى
كيف ترى الأوضاع حالياً في فريق الشباب بعد الخروج من دائرة المنافسة على جميع ألقاب بطولات الموسم الجاري؟
موسم فريق الشباب، انتهى من حيث المنافسة على لقب أي بطولة، حالنا في ذلك، حال غالبية فرق الدولة، ونستعد للجولتين الأخيرتين من الدوري بصورة طبيعية من خلال خوض الوحدات التدريبية في ملعب النادي.
ما الذي يشغلكم الآن بعد خروج فريقكم من بطولات الموسم الجاري؟
يشغلنا كثيراً التخطيط بهدوء من الآن للموسم الجديد، حيث يتوجب علينا تصحيح الأخطاء والاستفادة منها في وضع المعالجة الحقيقية التي توصلنا إلى الأسباب التي أدت إلى تراجع فريقنا خصوصاً في بطولة الدوري.
من وجهة نظرك، ما هي أسباب تراجع الشباب؟
اعتقد أن الأسباب كثيرة، وتكاد تكون معروفة للأخوة في إدارة النادي، وللأمانة، الإدارة عازمة وجادة في وضع المعالجة الصحيحة، وتعمل بجدٍ وبأوقات متواصلة من أجل عدم السماح بتكرار الصورة الباهتة لفريق الشباب في الموسم الجديد، ورغم وجود أسباب أخرى، إلا أني ونظراً لقربي من الفريق ومعرفتي الدقيقة باللاعبين، أجد أن مشكلة الشباب في هذا الموسم فنية وبنسبة 100%.
تقصد المشكلة تكمن في المدرب، أليس كذلك؟
نعم، وبالتحديد في عدم نجاحه في كيفية استخراج أفضل ما لدى لاعبينا، وفي عدم التوفيق في وضع المعاجلة الكفيلة بإيقاف تراجع الشباب خصوصاً في المباريات الأخيرة التي خسرناها، ومنها مباراة الأهلي في نهائي بطولة كأس الخليج العربي.
أنت عضو في الجهاز الفني، لماذا لم تتحدث إلى المدرب بما تراه غير مناسب للشباب؟
أتحدث معه، ولكن في النهاية هو من يقود الدفة الفنية للشباب.
ليست مؤثرة
ألا توجد أسباب أخرى؟
نعم، توجد أسباب أخرى، لكنها ليست مؤثرة كما هو الحال في تأثير النواحي الفنية، وأنا هنا أتحدث من وجهة نظر فنية بحكم طبيعة عملي وقربي من اللاعبين.
ولكن هناك من يرى أسباباً معنوية تقف وراء تراجع الشباب، ألا ترى ذلك؟
يصمت قليلاً، «شوف» الجوانب المعنوية لها تأثير سلبي، لكن ليس إلى حد كبير جداً وحاسم في مسيرة أي فريق، وأنا أرى أن السبب الأول لما حصل للشباب في الموسم الجاري، هو فني بامتياز.
وماذا عن المحترفين الأجانب، ألا يتحملون الوزر؟
بسرعة، طبعاً يتحملون جزءاً كبيراً من المشكلة، خصوصاً في الشق الهجومي، الشباب لعب الكثير من المباريات من دون مهاجم صريح، ما أثر على وضعه في العديد من المباريات، وبالتالي على مشواره في الدوري.
أفضل رباعي
وكيف تنظر إلى اللاعبين المواطنين، كم نسبة تحملهم لمسؤولية تراجع الشباب؟
أتمنى ألا يفهم من كلامي أني أدافع عن اللاعبين المواطنين عندما أقول إن الشباب يملك لاعبين مواطنين مميزين جداً في جميع الخطوط، انظر إلى خط الدفاع، لدينا أفضل رباعي، وإن لم يتفوق على أقرانه في فرق المقدمة، فإنه لا يقل كفاءة عنهم بأي حال من الأحوال، ولكن المشكلة في عدم التوظيف الصحيح لإمكانيات عموم اللاعبين، وهذه مشكلة فنية خالصة.
ألا تعتقد أن من يقرأ كلامك هذا سوف يصفه بأنه ضد الواقع تماماً؟
بسرعة، نعم هذا صحيح، كلامي يبدو متناقضاً مقارنة مع الواقع، ووفقاً لعدد الأهداف التي لنا وعلينا، ولكن كلامي واقعي جداً عندما أتحدث عن إمكانيات لاعبين موجودين حالياً مع فريقنا، وعن حجم استثمار إمكانياتهم من قبل المدرب، ومدى المقدرة على استخلاص أفضل ما لديهم.
ولكن خط دفاع الشباب يعد من بين أضعف الخطوط، كيف يكون فيه أفضل اللاعبين؟
رقمياً نعم، هذا التقييم صحيح، ولكن من ناحية الإمكانيات الفردية والجماعية وطبيعة الواجبات داخل الملعب، التقييم ليس صحيحاً، لأن الدفاع منظومة عمل فريق كامل وليس خط دفاع فقط.
حساس وحاسم
وماذا عن خط الهجوم؟
نعم، في هذا الخط يمكن أن أقول لك، إن هجوم الشباب أحد أسباب المشكلة، وربما يكون من أكبر المشكلات، خصوصاً إذا ما راجعنا شريط مباريات الشباب ووجدنا أن فريقنا لعب الكثير من مبارياته من دون لاعب مهاجم صريح، ناهيك عن ضعف إمكانيات مَن يوجد في هذا المركز الحساس والحاسم والحيوي في مسيرة أي فريق في كرة القدم.
إلى ماذا يحتاج الشباب حتى يعود قوياً في الموسم الجديد؟
حاجتنا ماسة جداً إلى مدرب يعشق التحدي والوقوف على منصات التتويج، والتعاقد مع مهاجم هداف أو مهاجمين اثنين من الطراز الأول، وعند ذلك، سوف يعود الشباب بقوة وينافس على بطولات الموسم الجديد.
وهل تعد بعودة الشباب إلى المنافسة على بطولات الموسم الجديد؟
طبعاً، أنا ثقتي كبيرة جداً بالإدارة وبالفريق وبكافة اللاعبين المواطنين، وعند التعاقد مدرب عاشق للتحدي ويجيد استثمار إمكانيات اللاعبين الحاليين، فإننا قادمون وبقوة للمنافسة على بطولات الموسم الجديد، وشخصياً، أعد بذلك كل الخضراوية.
تعزيز «الدكة»
وهل الشباب بحاجة إلى استقطاب لاعبين مواطنين للموسم الجديد؟
الشباب بحاجة إلى لاعبين مواطنين بدلاء، بمعنى، تعزيز «الدكة» لتلافي الوقوع في المحظور عندما يغيب أي من لاعبي التشكيلة الأساسية لأي سبب، أما على صعيد اللاعبين الأساسيين، فإن لدى الشباب لاعبين على أفضل مستوى، ولا أبالغ إذا ما قــلت، إن لاعبينا المواطنين يتفــــوقون على الكثير من لاعبي فرق الدولة حتى تلك التي نافست على بطولات الموسم الجاري.
لماذا ترسم صورة زاهية للشباب على عكس واقعه الحالي؟
أنا لا أرسم صورة واهمة، بقدر ما أنى أتحدث من زاويا فنية بحتة كوني قريباً جداً من اللاعبين، ومن الإدارة، وأعرف تماماً حاجة فريقنا وطبيعة إمكانيات لاعبينا سواء المواطنين أو الأجانب، ولذلك، ثقتي كبيرة جداً، وأعد بأن الشباب قادم بقوة في الموسم الجديد في حال التعاقد مع مدرب يعشق التحدي ويجيد استثمار إمكانيات اللاعبين بصورة ممتازة، والتعاقد مع مهاجم هداف، وتعزيز بعض المراكز بلاعبين بدلاء وليسوا أساسيين.
ما المركز الذي ترى أن الشــباب يستحقه في لائحة الترتيب العام لفرق الدوري؟
فريقنا يستحق ثالث الدوري على أقل تقدير، ولكن الأسباب التي ذكرناها آنفاً هي التي أسهمت في تراجعه إلى المركز الثامن في خـــتام الجولة 23 من البطولة.
4
سرد حسن علي، حكاية معبرة له مع راشد حسن لاعب فريق الشباب الأول لكرة القدم، بقوله: قبل مباراتنا مع بني ياس بيومين في الجولة 16 للدوري، وأنا كنت مدرب الجوارح، قلت لراشد: أنت لاعب موهوب ولديك إمكانيات عالية، وبإمكانك خدمة فريقنا بصورة أفضل، وفي يوم المباراة، جاءني راشد وقال: كابتن حسن أنا جاهز، وأعدك بتقديم مستوى يليق بالشباب، وفعلاً لعب راشد، وقدم واحدة من أفضل مبارياته مع الشباب من وجهة نظري، وأسهم في فوز الشباب بـ 4 أهداف نظيفة، وهي المباراة الوحيدة التي فاز بها الشباب منذ تلك الجولة وحتى الجولة 23.
ولفت حسن علي إلى أن إجادة المدرب استثمار إمكانات لاعبي فريقه، تعد العامل المرجح الأكبر في مسيرة أي فريق في أي بطولة، مشدداً على أنه يعرف أكثر من 70% من لاعبي الشباب حالياً.
2
أفصح حسن علي عن أنه ما زال يشعر بمرارة هزيمة فريق الشباب الأول لكرة القدم أمام الأهلي في نهائي كأس الخليج العربي بهدفين نظيفين، معللاً ذلك بالأداء الذي قدمه فريقه، وحرص اللاعبين على إسعاد الخضراوية وتعويض التراجع في الدوري، كاشفاً النقاب عن أن فريقه الأخضر وقع في خطأ اعتماد اللعب المفتوح، إضافة إلى عدم المقدرة على قراءة مجريات المباراة، وعدم استثمار إمكانيات لاعبي الشباب بالصورة المثلى، منوهاً إلى أنه «كان» بالإمكان إيصال المباراة إلى الركلات الترجيحية.
وأثنى حسن علي على وقوف جماهير الشباب، داعياً إلى مواصلة مشوار دعم الجوارح في الموسم الجديد، مشدداً على أن لاعبي الشباب يسعون دائماً إلى إسعاد الخضراوية، مشيداً بخطوة اللاعبين القدامى وأقطاب النادي في دعم الفريق الأخضر في الفترة الماضية، مشيراً إلى أن الشباب يبقى أسرة واحدة.