قدم نجم منتخبنا الوطني عمر عبد الرحمن دروسا كثيرة في خليجي 21 داخل وخارج الملعب، ففي الملعب لم يختلف اثنان على تميز مستواه وعلو كعبه كأفضل لاعب مهاري يسخر امكانياته للمجموعة، وخارج لملعب ظل يكرر للصحافة الخليجية وغير الخليجية تصريحه الثابت "لا أهتم بالألقاب الشخصية بقدر ما أهتم بما يجب أن يحققه المنتخب"، كلمات ذات معانٍ كبيرة جعلت "عموري" يكبر في نظر كل من يسأله ومن يقرأ أو يستمع لما يقوله، واستحق عن جدارة النجومية المطلقة لخليجي 21.
وتوج عمر عبد الرحمن نجم منتخبنا الوطني بلقب أفضل لاعب في خليجي 21، واستحق "عموري" أن يكون أحسن لاعبي البطولة بعد الأداء الراقي والرائع الذي قدمه طوال مباريات البطولة، وأثبت أنه موهبة الكرة الإماراتية وأحد المواهب في عالم الكرة ليس في الإمارات فحسب. وقدم عمر عبد الرحمن أداء ومهارات استحق عليها الإشادة من الجميع، سواء من الجماهير أو اللاعبين.
ومن جميع المنتخبات التي شاركت في البطولة، والتي أكدت أنه أفضل لاعب في خليجي 21 ويستحق هذا اللقب. وأجمع الكل ان عمر عبد الرحمن يعد القلب النابض لمنتخبنا لما يمثله كصانع العاب من أهمية فنية في تشكيلة المدرب مهدي علي.
تألق كبير
تألق عمر عبد الرحمن بشكل لافت في الدور الاول من البطولة وساهم بفعالية كبيرة في تأهل منتخبنا الى الدور نصف النهائي بعد تصدره للمجموعة الاولى برصيد تسع نقاط من ثلاثة انتصارات متتالية، ثم واصل تألقه بقيادة المنتخب للنهائي في المباراة التي سجل فيها أحمد خليل هدف التأهل الغالي في مرمى الكويت.
وبالأمس كان "عموري" في الموعد مع الشباك بصناعته فرصة من لا فرصة وتسجيله هدفاً على طريقة ميسي، وحتى بعد هدف التعادل للعراق، واصل "عموري" سحره الكروي فأهدى اسماعيل مطر تمريرة ذهبية في الوقت الإضافي الثاني هيأ منها مطر هدف الفوز لإسماعيل الحمادي بتمريرة مماثلة.
وظهرت عبقرية "عموري" في خليجي 21 من الدور الأول، حيث سجل منتخبنا سبعة اهداف في هذا الدور كأفضل خط هجوم، حملت معظمها بصمة عبد الرحمن بتمريراته الحاسمة الساحرة، وأسهم التألق اللافت لعبد الرحمن في لفت الانظار اليه وأطلقت عليه الصحافة الخليجية لقب "مارادونا الخليج"، رغم ان اللقب الأحب الى قلبه يبقى "عموري" الذي عرف به منذ صغره.
مهدي معلمه
ويطبق عبد الرحمن رغم صغر سنه (21 عاما) أفكار مهدي علي على ارض الملعب، حيث ان قدرته المذهلة على الاحتفاظ بالكرة وتمريراته المتقنة وتسجيل الاهداف إذا تطلب الامر ذلك، تجعل منه القائد الذي يدير اصول المواجهة بلغة نجوميته وسطوة مهارته.
ويعرف مهدي علي "عموري" منذ ان قاد منتخب الشباب للفوز بلقب كأس آسيا 2008 في الدمام، ومن ثم اصبح لاعبا أساسيا في المنتخب الاولمبي الذي ساهم بتأهله الى اولمبياد لندن 2012 لأول مرة في تاريخه.
شهادة المدرب
وعندما طلب من مهدي علي ان يسمي نجماً لكأس الخليج الحالية لم يتردد في القول "بالتأكيد عمر عبد الرحمن يأتي في المقدمة".
وبالنسبة لعمر، فإن مسألة ان يكون نجما لا تهمه كثيرا "لأن النجومية للفريق ككل، وهدفنا ليس الالقاب الشخصية بل الفوز في كل مباراة نخوضها ومن ثم محاولة الحصول على لقب كأس الخليج الذي هو طموحنا، وخصوصا أننا نملك كل الامكانات لتحقيق ذلك".
ورغم النجومية المبكرة والشهرة الواسعة التي احاطت به والاضواء التي تطارده ولعبه لأحد اكثر الاندية شعبية في الامارات، فإن ذلك لم يصبه بالغرور، بل زاده ثقة بالنفس على العطاء اكثر.
نجومية مبكرة
ولد عمر عبد الرحمن في 20 سبتمبر عام 1991، وبدأ مسيرته في المراحل العمرية للعين، وسرعان ما صعد للفريق الاول عام 2009 في عهد المدرب الالماني وينفريد شايفر وفاز مع "زعيم الاندية الاماراتية" بلقبي كأس الرابطة والكأس في العام ذاته، قبل ان يساهم في قيادة فريقه للفوز بلقب الدوري الموسم الماضي للمرة العاشرة في تاريخه، وأيضا الكأس السوبر مع بداية الموسم الحالي.
طاردت لعنة الاصابات عبد الرحمن مرتين وكادت توقف مسيرته مبكرا بعدما تعرض لإصابة في الرباط الصليبي موسم 2009-2010 فغاب عن الملاعب ستة أشهر، كما تعرض لإصابة مماثلة عام 2011 وغاب نفس الفترة، لكنه كان يعود في كل مرة اقوى وأكثر تصميما على التألق مجددا.
أما مسيرته مع المنتخبات الوطنية فكانت حافلة أيضا، وكللها بالفوز بلقب كأس آسيا للشباب 2008 وفضية آسياد 2010 في غوانغجو والتأهل الى اولمبياد لندن 2012.
الأولمبياد
قدم عبد الرحمن افضل مستوى له في اولمبياد لندن رغم خروج منتخبنا من الدور الاول، ونال إعجاب معظم النقاد واللاعبين ومنهم ميكا ريتشاردز لاعب منتخب بريطانيا الموحد ونادي مانشستر سيتي الذي قال عنه "عمر لاعب جيد ويقدم كرة جميلة وسيكون احد اللاعبين الذين يجب متابعتهم في المستقبل".
وكاد عمر عبد الرحمن يصبح زميلاً لريتشاردز نفسه وأول محترف إماراتي في انجلترا عندما خضع للتجربة في مانشستر سيتي لفترة اسبوعين بعد نهاية اولمبياد لندن، لكن لم يتحقق حلمه.
كلمة السر
أكد لاعب منتخبنا الوطني وأفضل لاعب في البطولة عمر عبد الرحمن أن كلمة السر في الإنجاز الخليجي هو الأسرة الواحدة والروح التي يتحلى بها لاعبو المنتخب، مبيناً أن الجميع يتعامل كأسرة واحدة من تكاتف وتعاون.
وقال: نهدي الإنجاز للقيادة الرشيدة وللجمهور الإماراتي وكذلك للجمهور البحريني الذي شاركنا الفرحة.
وأضاف: فرحة الفوز التاريخي بالتتويج باللقب الخليجي للمرة الثانية لا توصف، مضيفاً: الفضل في تألقي يعود للمنتخب الإماراتي صاحب الفضل الأول والأخير في ظهوري بهذا المستوى.
تشجيع خاص
نال لاعب منتخبنا عمر عبدالرحمن الشهير بـ"عموري" تشجيعا خاصا من جماهير منتخبنا، عندما قام المذيع الداخلي للاستاد بإعلان أسماء لاعبي الفريقين الذين سيشاركون في المباراة، ويحظى عموري بشعبية كبيرة من خلال منافسات البطولة، وتألقه أثناء المباريات بموهبته العالية.
هتفت كل جماهير منتخبنا المتواجدة في الاستاد الوطني" u a e " عند نزال منتخبنا لأداء المباراة النهائية لخليجي 21 أمام العراق.