«البيان الاقتصادي» يرصد تفاعل الشركات مع العرض والطلب

مطورون يستجيبون للتصحيح بأسعار ما قبل 10 سنوات

■ المستثمر النهائي يبحث عن المميز بأسعار منافسة | البيان

ت + ت - الحجم الطبيعي

استجمعت شركات عقارية شجاعتها لتخرج على المستثمرين بأسعار بيع تنافسية يصعب تصديقها بعد 10 سنوات من سماع أرقام (فلكية) لا تقل عن 2.5 مليون درهم. وينظر المراقبون للأسعار الجديدة التي تقل عن مليون درهم كأسعار بيع لوحدات سكنية متنوعة بين الفيلا والشقة بتقدير كبير، لأن تلك الشركات لم تكابر وتتمسك بأسعار ما قبل التصحيح الذي يشهده السوق.

وطبقاً لرصد «البيان الاقتصادي» فإن الخطوة كانت من إعمار قبل نحو عام لكن شركات مثل ديار والمزايا الكويتية وتنميات السعودية ونشاما وداماك الإماراتيتين تصدرت المشهد العقاري خلال الأسابيع الماضية بعدما تيقنت بأن السوق اليوم ليس الذي عرفته في أعوام الطفرة التي شهدت تلاعبا من جانب المضاربين فارتفعت الأسعار الى الدرجة التي كان يصعب معها على أي محترف أو خبير معرفة التوقيت الذي ستتوقف فيه وتتراجع أو تستقر على الأقل.

من ناحية أخرى على المستثمرين أن يقعوا في فخ الانتظار الطويل أملاً بتراجع أكبر في الأسعار، فما يشهده السوق صحي ومبني على تفاعل العرض والطلب وليس بناء على المزاج أو القرارات الفردية لبعض المطورين.

ويمكن الاستدلال على ذلك في تأكيدات أدلى بها أول أمس سمو الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم، رئيس هيئة الطيران المدني في دبي، الرئيس الأعلى الرئيس التنفيذي لطيران الإمارات والمجموعة عندما قال إن السوق العقاري في الإمارات يستند إلى أسس قوية تمكنه من جذب الاستثمارات وتوليد الطلب على نحو مستمر.

وأضاف أن دولة الإمارات وبخاصة دبي تمثل الوجهة المميزة للاستثمار العقاري في منطقة الشرق الأوسط، مستفيدة من جودة الحياة، وتطور البنى التحتية، والحفاظ على حقوق الإنسان، وهي العوامل التي تنعكس بشكل إيجابي على أداء القطاع العقاري.

وقال سموه على هامش حفل افتتاح طيران الإمارات للخط الجديد «دبي أورلاندو» إن حركة التصحيح الإيجابي التي يمر بها القطاع العقاري في الوقت الراهن متوقعة، حيث تسهم في الحفاظ على مستويات سعرية مقبولة تضمن استدامة النمو وتسرع من وتيرة نضوج السوق.

وأضاف سموه انه لم يكن متوقعاً أن يستمر السوق العقاري في دبي في تحقيق القفزات المتتالية في الأسعار والتي يصعب أن تبقى على الوتيرة نفسها في أي سوق عالمي.

مؤكدا على أن التصحيح الإيجابي الراهن يأتي بعد أن قامت العديد من الشركات العقارية في الدولة بطرح المزيد من المشروعات، أي أنه تصحيح هادئ ناجم عن تفاعلات العرض والطلب وليس نتيجة خلل ما في مقومات السوق والأسس القوية التي يستند إليها.

وإن العديد من الشركات العقارية الكبرى ستقوم منفردة أو مجتمعة في إطار شراكات طويلة الأمد بطرح المزيد من المشروعات العملاقة المبتكرة التي تؤكد على قدرة دبي الدائمة على الابتكار والتجديد.

إعمار

أول من بدأ بطرح وحدات سكنية بأسعار تقل عن مليون درهم كانت إعمار العقارية التي دشنت العام الماضي 2014 بعشرات الفلل السكنية في مجمعات تقع في إطار المرحلة الثانية من مشروع المرابع العربية. وكان بينها وحدات طرحت خصيصا لموظفي الحكومة، لا سيما في وحدات مجمع «ميرا» التابع لمشروع «ريم»، وذلك من خلال التسجيل المسبق عبر موقع الشركة الإلكتروني.

وقال العضو المنتدب لشركة «إعمار العقارية»، أحمد المطروشي، إن إعمار تحرص بشكل كبير على تلبية احتياجات السوق العقارية في دبي، وتوفر للمتعاملين معها طرقاً متعددة ومتنوعة للحصول على تلك الوحدات، والوصول إلى فئات وشرائح المجتمع كافة».

وأضاف أن «إطلاق مبيعات حصرية لموظفي الحكومة من مواطنين ومقيمين جاء ضمن إجراءات التسهيل على المتعاملين، والوصول إلى الفئات كافة، مؤكداً أن فكرة التخصيص ستُطوَّر خلال الفترة المقبلة، إذ تدرس الشركة الفئات التي ستكون في حاجة إلى هذه الوحدات.

وأكد أن «الشركة ستلبي المتطلبات كافة للموظفين الحكوميين، إذ ستسعى لتوفير الوحدات المطلوبة، كما ستوفر لهم مرونة وتنوعاً في المساحات التي ستعرض».

وأشار إلى أن «(إعمار) طرحت العام الماضي مجمع (ميرا) خطوة أولى، وتقوم بدراسة فتح الباب في مشروعات أخرى مستقبلاً، بناء على نتائج التجربة». وشدد المطروشي على أن إعمار تسعى دائماً إلى تحسين مستوى خدماتها، وبحث أفضل آليات البيع، وطرح وحدات جديدة، فضلاً عن اتباع أفضل الطرق لتحسين عملية البيع، للتسهيل على المتعاملين والمستثمرين.

وذكر أن الشركة ستنوع الوحدات السكنية التي تطرحها، كما ستنوع المتعاملين معها، إذ ستقدم عقارات فاخرة ومتوسطة تتنوع بين وحدات سكنية وشقق وفلل.

وقال إن «الشركة قدمت من خلال مشروع (ريم) مفاهيم جديدة لأنماط الحياة العصرية الراقية التي تركز على العنصر الترفيهي»، لافتاً إلى أن المشروع يسهم في تلبية الطلب المتنامي على شراء الفلل ومنازل «تاون هاوس» في دبي، وتم تصميم عناصره بدقة فائقة ليوفر لسكانه أجواء مستوحاة من طبيعة الواحات الصحراوية.

ديار

أكد سعيد القطامي، الرئيس التنفيذي لشركة «ديار للتطوير» أن التكلفة الاستثمارية لمشروع مجمع «ميدتاون» في المنطقة العالمية للإنتاج الإعلامي تقدر بين 2.5 مليار وتصل الى 3 مليارات درهم في حالة إقامة فندق ضخم داخل المشروع.

وكانت الشركة أطلقت خطة تطوير المشروع في سبتمبر 2014 وقالت حينها إن تكلفته قد تصل 3.5 مليارات درهم، لكن يبدو أن تراجع تكلفة الوقود ومواد البناء والسياسات المالية للشركة خفضت مجتمعة التكلفة الإجمالية.

ويضم «أفنان ديستركت» وحدات عقارية مختلفة بأسعار تنافسية تبدأ من 397 ألف درهم.

وقال القطامي إن الشركة ستسلم «أفنان ديستركت » في سبتمبر 2018، مشيرا الى أن العائد على الاستثمار من المشروع تقدر بـ11-12% بالأسعار الحالية، لكنه قال بأن حركة التصحيح الصحية التي يعيشها السوق لن تؤثر كثيرا على العائدات والتي لن تقل ساعتها عن 7-8 % وهي من بين الأعلى عالميا.

مشروع الريان

شهد مشروع الريان، أول مشروع تطوير عقاري متعدد الاستخدامات وفق معايير عالية الجودة في الشارقة، تحقيق ارتفاع في مبيعات وحداته مع انطلاقة معرض «سيتي سكيب غلوبال» في دبي، حيث تشير أرقام المبيعات إلى بيع أكثر من 18% من إجمالي المرحلة الأولى في البرج «ج»، بينما استقطبت الشقق المكونة من غرفتين أعلى نسب الإقبال وتم بيع أكثر من ربعها.

وبدأت أسعار البيع في المشروع من 750 ألف درهم. وقال جي راماكريشنان، المدير التنفيذي لشركة الريان العالمية للاستثمار والتطوير العقاري: شهد مشروع الريان المتميّز إقبالاً كبيراً على مدى الأيام القليلة الماضية، حيث جذب عرضنا بتقديم خصم 2% على أسعار الشقق للمشترين خلال معرض سيتي سكيب، اهتمام المستثمرين وزوار المعرض.

شركة نشاما شاغلة المستثمرين

 

 لم تحظ شركة عقارية في القطاع الخاص بسمعة قوية وانتشار واسع كما حظيت بهما شركة نشاما. ولم تستطع شركة عقارية في السوق المحلي أن تدفع شركات الطوير العقاري بإعادة خططها التسويقية ..

كما فعلت (نشاما). بين ليلة وضحاها أصبحت (نشاما) حديث السوق العقاري وتلكم السمعة القوية وذلك الانتشار والتأثير أصبحوا مثار حسد وإعجاب الشركات على حد سواء. فإسعار هذه الشركة تبدأ من أقل من مليون درهم للفيلا و350 ألف درهم للشقة.

وفي حواره الوحيد مع صحيفة محلية قال فريد ديوري الرئيس التنفيذي للشركة بعدما سألته (البيان الاقتصادي) حول ما إذا كان سعر الفيلا الذي يقل عن مليون درهم ودأبت الشركة على طرحه في وقت يصل فيه متوسط السعر 2.5 مليون درهم عادلًا، فقال لم لا..؟ ليس شرطاً أن تبيع بأسعار عالية ما لم تكن السلعة التي تبيعها تستحق ذلك السعر..

هذه بديهيات في عالم الاقتصاد .. شركة نشاما أجرت دراسة جدوى للسوق وقررت أن تتجه لشريحة معينة وحصدت نجاحاً كبيراً لأنها باعت العقار على أساس أنه (خدمة) وليس (سلعة) فقط .. الشركة وضعت لنفسها خطاً واضحاً يعنى بمشاريع الحياة العصرية الراقية والمتكاملة التي تمتاز بتركيزها على تحقيق قيمة مميزة للمستثمرين بأسعار تنافسية.

والذي يجعلها قادرة على فعل ذلك إمكاناتها في تطوير المشاريع عبر فريق عمل عالمي يضم نخبة من الخبراء والمتخصصين المخضرمين من ذوي المعارف المعمقة. نحن في النهاية نخدم المدينة والسكان ونحقق عائدات جيدة حتى وأن بلغ متوسط سعر القدم المربع في المشروع مابين 500 درهم و600 درهم مقارنة بجودة ما نبنيه في إطار مجمعات متكاملة ذكية مستدامة تقدم أحدث حلول الاتصال والشبكات والخدمات التقنية.

وقال ديوري، الرئيس التنفيذي لشركة نشاما: تعكس الاستجابة القوية التي قوبل بها إطلاق المجمعات السكنية ضمن تاون سكوير من قبل المستخدمين النهائيين مدى تنامي الطلب في السوق على المنازل ذات التصاميم المبتكرة التي تتوفر بأسعار تنافسية للغاية.

وأضاف «نحن على ثقة بأن الوحدات السكنية التي يحتضنها المشروع تلاقي تطلعات الجيل الجديد من المهنيين ورجال الأعمال الراغبين في التحول من نمط الحياة القائم على الاستئجار والتوجه نحو تملك المنازل في مجمعات توفر لهم مرافق متكاملة على مسافة قريبة من المساكن».

Email