قد يبدو العمل في المطبخ أمراً ممتعاً وعفوياً، وملاذاً للهروب من ضغوط وتوترات الحياة، من خلال ممارسة فنون الطبخ والإبداع في إعداد أطباق جديدة وشهية، إلا أن سلامة المهيري مقدمة نشرات رياضية في «نشرة أخبار علوم الدار» في قناة أبوظبي، ترى أن الدخول إلى المطبخ لإعداد وجبة جيدة ولذيذة، يتطلب خطة تكتيكية، واستعداداً مسبقاً، تماماً كمباريات كرة القدم، التي تحتاج إلى خطة هجوم ودفاع محكمة، ولاعبين محترفين، لإحراز الأهداف وتحقيق النصر.

ولأنها كانت مستعدة لهذه المشاركة، ومتحمسة لها، فقد ارتأت المهيري إعداد طبخة كبة مع اللبن بالكمأة، وكعكة التمر بالأيس كريم بمساعدة الطباخ (الشيف) في مطعم «بلاي» الكائن في فندق اتش، الواقع على شارع الشيخ زايد.

حدث لا ينسى

رمضان هو الشهر الوحيد الذي تدخل فيه المهيري إلى المطبخ لمساعدة والدتها وأختها في إعداد مختلف الأكلات، ومنها المكبوس والبرياني والباستا ومختلف أنواع السمك، ولا تنسى البتة حينما تسببت في حريق بالمطبخ، عندما كان عمرها 14 عاماً، حيث وضعت الزيت على النار لعمل الفاصوليا الحمراء، ونسيته مما أدى إلى اشتعال النار، وتقول إن عائلتها لا تزال تذكِّرها بهذا الحدث كلما دخلت إلى المطبخ، وتقلقُ مخافة تسببها في حريق ثانٍ لا قدَّر الله.

وتبتعد المهيري عن إعداد الأكلات التي قد تحتاج إلى كسر البيض الذي اضطرت إلى فعله أثناء تصويرها في المطعم، نظراً لأنه يدخل في مكونات الطبخة، كما استذكرت أول مرة صامت فيها وتحديداً عندما كانت في الثانية عشرة من عمرها، لكن سبق لها وأن صامت «صوم العصفورة» حينما كان عمرها سبع سنين.

أعراف

وكون العرف السائد في المجتمع هو أن تقديم النشرات الرياضية أقرب للرجال منه إلى النساء، وأن المرأة بشكل عام تفضل الابتعاد عن هذا المجال وربما الابتعاد عن المجال الرياضي برمته، فإن المهيري ترى في هذه المهنة تحدياً كبيراً، وأمراً لا يستهان به، وتقول: «أعتقد أن الوضع بدأ يتغير في الوقت الحالي، والرياضة لم تعد حكراً على الرجال، خصوصاً وأن اتحادات الكرة اليوم باتت توفر العديد من الرياضات النسائية وتشجعها».

وتعد ضيفتنا أول مذيعة رياضية مواطنة تعمل في الدوري الإنجليزي، وتقدم النشرة الخاصة عن «البريميرليغ» على قناة أبوظبي الرياضية، وتشير إلى أن الفترة المقبلة ستحمل الكثير من الأخبار السارة، من ضمنها أنها ستقدم في الأولمبياد المقبل برنامجاً رياضياً خاصاً بها.

روحانيات رمضان

وترى المهيري أن رمضان له روحانيات مميزة، وهو فرصة ذهبية للأهل والأصدقاء للالتفاف حول مائدة الإفطار والسحور، وتقول: «بقية العام ينشغل الجميع بأعمالهم ومسؤولياتهم المختلفة، التي قد تزيد المسافة بين أفراد الأسرة الواحدة، ليأتي الشهر الفضيل ويقربها»، وتشير إلى أنها لا تتابع الأعمال الدرامية في هذا الشهر الكريم الذي تستثمره في الاستمتاع بدفء العائلة، والعبادة من صلاة وصيام وقراءة للقرآن.

المهيري التي تخشى الأماكن المرتفعة والضيقة، توضح أنها سعدت كثيراً بهذه التجربة التي جعلتها تدخل أبواب المطبخ، لتقوم بإعداد «الكبة مع اللبن» الشهية والصحية، إضافة إلى إعداد كعكة التمر بالأيس كريم، مشيرة إلى أنها تدخل المطبخ فقط في أول 10 أيام من رمضان، ليقل بعدها الحماس، وتعود من جديد لحياتها العملية، بعيداً عن أسوار المطبخ.