يعد مسجد أبان التاريخي من أقدم المساجد في الجزيرة العربية ومدينة عـدن على وجه التحديد، وبناه عام 105 هـجرية الحكم بن أبان بن عثمان بن عفان حاكم عـدن، وأطلق عليه اسم والده الذي كان من أشهر التابعين وأحد فقهاء المدينة المنورة.
واختلفت أقوال المؤرخين في بعض التفاصيل إلا أنها اتفقت في أول مسجد شيد بمدينة عدن ومن أقدم المساجد في الأرض، ووفق أقوال المؤرخين فإنه وفي عهد النبي صلى الله عليه وسلم، جاء الصحابي أبو موسى الأشعري الى عـدن فأسس مسجدا في الموقع ثم جاء من بعده معاذ بن جبل فحدد معالمه، وقال للمسلمين صلوا في هذا المكان فاستمروا يقيمون الصلاة فيه.
والحكم بن أبان بن عثمان بن عفان والذي ولي أمر عدن، بحث عن موقع لمسجد جامع.. فوقع اختياره عليه وقام بتشييده وسماه باسم والده، ومن ذلك عرف انه أول جامع أسس في عـدن. ويعد «أبان» من المعالم الإسلامية القديمة ذات البناء البسيط، وفق الذي كان سائداً في القرون الإسلامية الأولى، وتم ترميمه مرات عدة، ثم أعيد بناؤه كليا في عام 1998م، لكن طمست جميع معالمه القديمة.
وتقول المصادر التاريخية ان الإمام أحمد بن حنبل أقام فيه أثناء زيارته الى عَدَن للقاء إبراهيم بن الحكم حفيد أبان، للأخذ منه والنيل من معارفه وعلومه الدينية، وكان ذلك في سنة 170هـ، ولم تكن توجد للمسجد منارة «مئذنة» أو قبة، والزخارف التي تزين أبوابه وأعمدته ونوافذه ذات شكل بسيط. وشهدت الفترة الماضية إعادة بنائه وفق الطابع المعماري الحديث الذي يعد أقرب الى النمط التركي.
ومسجد أبان لايزال من أهم معالم مدينة عدن المدينة وأشهرها ومنه تنقل صلاة الجمعة مباشرة عبر محطات الإذاعة والتلفزيون. وحلقات تعليم القرآن الكريم لا تنقطع فيه ويحيي المئات ليالي شهر رمضان فيه بتلاوة القرآن، وأداء الصلوات وخاصة التراويح والقيام.