يبدو المشهد في أمسيات رمضان في جامع الشيخ سليمان بن عبدالعزيز الراجحي في الرياض كخلية نحل، تشهد حركة دائبة؛ فالكل منهمك في تلاوة القرآن الكريم والتسبيح والتهليل وأداء النوافل في نهار رمضان، وإذا ما انتهت صلاة العشاء ترى المصلين يصطفون خلف إمام المسجد في صلاة التراويح وصلاة القيام خلال الأيام العشر الأواخر من رمضان، وبعد صلاة التراويح يبدأ العديد من المصلين صلاة التهجد كل على حدة، وغالباً ما يكون لكل واحد منهم سارية من سواري المسجد قد اعتاد الصلاة أمامها؛ فيقال هذه سارية فلان من شدة ملازمتهم للصلوات والطاعات.
وفي الجامع الشامخ الذي يعد أحد أكبر المنارات الإسلامية في العاصمة السعودية يقبل عشرات الصائمين للاعتكاف بداخله خلال العشر الأواخر من رمضان للإمكانيات المتوفرة فيه ولجمال أصوات أئمته وتوفر حلقات الدروس الدينية وحلقات التلاوة ليلا ونهاراً.
ويعد مسجد الراجحي من أبرز المعالم في مدينة الرياض، حيث يدخل في تصنيف أكبر المساجد العربية، ولهذا تم إدراجه كمعلم مهم من معالم العاصمة الرياض، الذي يرتاد زيارته عدد كبير من ضيوف المملكة العربية السعودية المسلمين. ويقع جامع الراجحي في مدينة الرياض بحي الجزيرة الواقع شرق العاصمة على الطريق الدائري الشرقي، وإضافةً إلى خدماته الأساسية من دورات مياه، وأماكن وضوء، ومواقف سيارات يحتوي على خدمات أخرى كالمكتبة التي ضمت ما يقارب الــ 3000 كتاب عند افتتاحها في عام 1426هـ، وأصبحت بحلول عامنا الحالي ضامة لـ16494 كتاب، وما يزيد على الــ 47000 مجلداً.
أكاديمية إلكترونية
وفي ديسمبر من العام الماضي أطلق المسؤولون عن الجامع أكاديمية إلكترونية لتعليم القرآن الكريم لكل المسلمين حول العالم، وتستهدف الراغبين في حفظ القرآن الكريم «رجالا ونساء» في كافة أنحاء العالم، على أن تكون الأولوية لمن هم خارج العالم الإسلامي، لشدة حاجتهم وقلة فرص التعلم عندهم، ثم الأولى فالأولى. وتقسم الدراسة في الأكاديمية على أربع أقسام، على يكون القسم الأول لمن هو حافظ ويريد الضبط والإتقان وتعلم القراءات المتواترة، وسيكون القسم الثاني لمن يريد حفظ القرآن، وله منهج محدد يسير عليه الطالب، أما القسم الثالث فسيكون لمن يرغب بتحسين تلاوته وتحسين نطقه للقرآن مع منهج بسيط للحفظ، في حين سيكون القسم الرابع للمسلمين الجدد الذين يرغبون بتعلم الفاتحة وقصار السور.
خدماته ومرافقه
تبلغ المساحة الإجمالية للمرافق والمباني الخاصة بجامع الراجحي بالرياض 43.568 متراً مربعاً، وتعلو الجامع منارتان بارتفاع 55 مترا، وقبة رئيسة بقطر 28.8 متر، بارتفاع 37 مترا من مستوى الأرض، ويتوسط الجامع بهو داخلي بارتفاع 25 مترا، مغطى بسقف زجاجي يسمح بدخول الإضاءة، ويحتوي الجامع على مصلى للرجال مكون من ثلاثة أدوار يتسع لـ 18 ألف مصل، وكما يضم مصلى للنساء مكون من دورين يسع 2500 مصلية.
تتوفر بجوار الجامع مواقف متعددة الأدوار تتسع لـ 490 سيارة، إضافة إلى المواقف الخارجية حول الجامع. ومرفق بالجامع مكتبة تتسع لـ100 شخص وتحتوي على 20 ألف كتاب تقريباً، منها كتب خاصة للمكفوفين. وجهزت هذه المكتبة بأماكن للمطالعة والدراسة، وأماكن للبحث، إضافة إلى توفير خدمة الإنترنت، كما تم تجهيز الجامع بالتمديدات اللازمة للبث التلفزيوني المباشر، وإمكانية التسجيل للخطب والمحاضرات والصلوات من غرفة التحكم على أشرطة أو على الأقراص الليزرية. ويحتوي الجامع على نظام تحكم خاص ببرمجة الإنارة والتكييف آلياً حسب أوقات الصلاة وأعداد المصلين.
خدمات متعددة
يوجد في الجامع قاعة متعددة الأغراض مخصصة للمحاضرات والندوات تتسع 150 شخصا، بجدران عازلة للصوت، وقاعة استقبال خاصة لكبار الزوار، وملحق بالجامع فيه 49 غرفة استضافة مفروشة ومجهزة بالكامل شاملة دورات المياه والمطبخ، وأماكن إقامة للعاملين تشمل 20 وحدة بخدماتها، ووهناك مغسلتان للرجال وللنساء لتغسيل وتكفين الموتى، مجهزة بأحدث المواصفات، تتسع لـ11 جنازة في وقت واحد، وأسطول من سيارات الإسعاف لنقل الجنائز.