يعاني سكان تعز من مشكلة انقطاع التيار الكهربائي بسبب المليشيات الحوثية، إذ إنه بانتهائي من كتابة هذه المادة أكون استنفدت ثلاث بطاريات هاتف تم شحنها من بطارية سيارة تستمر في مد بطاريات هاتفي بالطاقة لثمانية أيام.
ذلك مقتطف بسيط لمعاناة صحفيي وإعلاميي تعز جراء استمرار انقطاع التيار الكهربائي في المدينة بفعل قصف الميليشيات الحوثية والتابعة للرئيس المخلوع علي عبدالله صالح لمحطة توليد كهرباء عصيفره والمحطة التوليدية المجاورة، حيث يعاني الكثير من الصحافيين من عدم امتلاء بطاريات هواتفهم وبحثهم اليومي عن مكان يوفر لهم خدمة الشحن في ظل تعطل كثير من محلات الإنترنت عن العمل بفعل الحصار المفروض على المدينة وشح المشتقات النفطية اللازمة لتوليد الطاقة الكهربائية من مولدات كهربائية خاصة.
استهداف
وقال نائب مدير فرع مؤسسة الكهرباء بتعز نبيل جامل: تم استهداف محطة الحوجلة التوليدية ثلاث مرات، وهي محطة التحويل الرئيسية التي تستقبل الطاقة الكهربائية من محطة توليد المخا ومن محطة مأرب الغازية في حالة صلاحيتها، أما في آخر مرة فتم اقتحامها من قبل ميليشيات الحوثيين والمخلوع صالح والعبث بها ونهب براميل الديزل منها.
وأضاف جامل: كذلك تم قصف محطة عصيفره التوليدية ثلاث مرات، والتي كانت تنتج من ستة إلى سبعة ميجاوات، وكانت كمساعد للطاقة المرسلة من محطة المخا، وحتى بعد خروجها من الخدمة تم استهداف خزانات الوقود وأحد محولات التحويل فيها.
وأكد جامل أن أضراراً مباشرة وغير مباشرة ترتبت على قصف واستهداف محطات الكهرباء، مشيراً إلى أضرار في الشبكة والمحولات بما يصل قيمته عشرة ملايين دولار، خلافا للأضرار في المباني ووسائل النقل التابعة للمؤسسة، وإحراق مقر المؤسسة لمرتين متتاليتين.
وأضاف: ترتب على ذلك انقطاع للتيار وضياع ملايين الريالات من اشتراكات المشتركين وارتفاع تكاليف الوقود، فضلاً عن تأثر المستشفيات وغيرها.
إنترنت
ويواجه معتز الشرجبي، وهو احد العاملين في قناة «يمن شباب» الفضائية الخاصة كثيرا من عدم انتظام خدمة الانترنت في حاسوبه المحمول الذي يقوم بإرسال الصور والأفلام منه. كما يعاني العديد من الصحفيين والإعلاميين من ضعف بالغ لخدمة الإنترنت بسبب قصف الميليشيات الانقلابية بقذائف الدبابات والمدفعية لسنترال الاتصالات الواقع في وسط مدينة تعز.
في سياق متصل، تأثرت الخدمات المصرفية التي تقدمها البنوك في المدينة بسبب انقطاع التيار الكهربي اللازم لتشغيل أنظمتها وأجهزتها وكذا بسبب ضعف خدمة الإنترنت، ما أثر على صرف مرتبات الموظفين والحوالات المالية.
في حين تبرز المستشفيات كخاسر أكبر من انقطاع التيار، بتضرر المرضى في غرف العناية المركزة ومرضي الفشل الكلوي وغرف العمليات بمستوياتها الصغرى والمتوسطة والكبرى، حسب أطباء وعاملين في القطاع الصحي بالمحافظة.
خسائر
تسبب انقطاع التيار الكهربائي بتأثر العديد من المهن كمحلات الجزارة والمطاعم والمتاجر المتعددة والبقالات وغيرها. وقال الجزار محسن العديني: «نضطر الآن لذبح العجول الصغيرة حتى نبيع لحومها وإذا تبقى القليل نضطر لطهوه أو توزيعه لأنه لا تتوفر الطاقة لثلاجات حفظ اللحوم».