حذرت الأمم المتحدة من أن مدينة تعز اليمنية على شفا المجاعة مع وصول انعدام الأمن الغذائي الشديد مستوى «الطوارئ» في المدينة التي يحاصرها الانقلابيون منذ ثمانية شهور، في وقت يكافح المدنيون بمساعدة من المقاومة للحصول على مياه شرب كافية واسطوانات غاز.

وأعرب برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة عن قلقه الشديد إزاء تدهور الحالة الإنسانية في مدينة تعز جراء نقص الغذاء والدواء في ظل عدم قدرة البرنامج من الوصول إلى العائلات المتضررة في المدينة التي يحاصرها الانقلابيون منذ ثمانية شهور.


وقال المدير الإقليمي لبرنامج الأغذية العالمي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، مهند هادي، في بيان: «يناشد البرنامج جميع أطراف النزاع السماح بالمرور الآمن للمساعدات الغذائية من أجل جميع المدنيين المحتاجين للمساعدة في كل المناطق بمحافظة تعز»، وأضاف أن الوضع غير المستقر في تعز يعيق جهود برنامج الأغذية العالمي للوصول إلى الفقراء المعوزين، خصوصاً في المناطق المحاصرة بالمدينة، الذين لم تكن لديهم إمكانية الحصول على الغذاء لعدة أسابيع.

مستوى الطوارئ

وأوضح المسؤول الدولي أن البرنامج أرسل مساعدات غذائية إلى محافظة تعز على أمل الوصول إلى كل شخص محتاج ولكن حتى الآن لم نتمكن من الوصول إلى معظم هؤلاء الناس.

وذكر برنامج الغذاء العالمي أن تعز واحدة من المحافظات العشر التي تعاني انعدام الأمن الغذائي الشديد الذي وصل إلى مستوى الطوارئ – وهو المستوى الذي يسبق المجاعة مباشرة، وذلك وفقاً لمقياس مكون من خمس نقاط في التصنيف اﻟﻤﺮﺣﻠﻲ اﻟﻤﺘﻜﺎﻣﻞ ﻟﺤﺎﻟﺔ اﻷﻣﻦ اﻟﻐﺬاﺋﻲ.


وقال مهند هادي: «يوجد في اليمن 6ر7 ملايين شخص لا يجدون ما يكفي من الغذاء للتمتع بحياة صحية كما فقدوا سبل كسب الرزق ويواجهون معدلات من سوء التغذية الحاد تهدد حياتهم».
وتسببت الحرب التي شنتها ميليشيا الحوثي والمخلوع على عدد من المحافظات إلى تدهور حالة الأمن الغذائي السيئة بالفعل ليزداد عدد الأشخاص الذين يعانون الجوع بأكثر من ثلاثة ملايين شخص في أقل من عام.

رصد الوضع الإنساني

ورصدت «البيان» الحالة المعيشية الكارثية في ظل الحصار الحوثي في تعز، حيث يتأزم الوضع يوماً بعد يوم، فالأسواق شبه فارغة، والمحال والمطاعم مغلقة، والمستشفيات تعاني نفاذ الأكسجين، والأدوية نفذت من الأسواق، والمصارف مهددة بالإغلاق، وفوق كل هذا الحصار المفروض على المدينة ومنع كل سبل العيش عنه.

ويستمر القصف المتواصل من قبل ميليشيا الحوثي وصالح على المدينة ليسقط المزيد من المدنيين بين قتيل وجريح، وكأن من لم يكتب له الموت في هذه المدينة بالقذائف تكتب عليه الميليشيا الموت جوعاً.

أسطوانة غاز

ويقول الناشط الحقوقي عبدالرحمن الشوافي: «تعز مدينة محاصرة يقطنها ملايين الأشخاص يُمنع عنهم كل مقومات الحياة من ماء ودواء وغذاء حتى أنابيب الأكسجين التي تساعد في إنقاذ حياة المرضى والجرحى تمنع ميليشيا الحوثي والمخلوع دخولها المدينة». ويضيف: «أن تملك أسطوانة غاز وكيلو من الدقيق أو الأرز وتحصل على شربة ماء فهذا يعني أنك أسعد إنسان في تعز!، وفي حين يصرخ أهالي هذه المدينة المنكوبة لطلب العون والمساعدات، تأتي هذه المساعدات والإغاثات لتصل إلى أطراف المدينة، حيث تتمركز الميليشيات لتقوم باحتجازها ونهبها».

ويضيف الشوافي أن ما يجري عقاب جماعي تنفذه الميليشيات ضد المدنيين في مدينة تعز، ومع هذا تبدو مقايضة مربحة لأبناء تعز. ويوضح الشوافي ذلك بالقول: «نخسر الغذاء والأكسجين ونكسب كرامتنا وحريتنا بل ونكسب تعز».

وضع مأساوي

بدوره، يقول الإعلامي عزوز السامعي إن تعز أشبه بزنزانة مــع إغــلاق كل المنافذ ومنع سائر المواد الغذائية والدوائية والنفطية، ومعظم المستشفيات باتت مهددة بالإغلاق نتيجة الشح في مستلزمات الدواء وانعدام الأكسجين.

نزوح


أكد الإعلامي محـمد مارش أن أبناء تعز يعيشون وضعاً مأساوياً نتيجة الحصار المفروض على المدينة، ما أدى إلى نزوح معظم السكان إلى الأريــاف وإلى المحافظات الأخرى، كــما يعانون غياب الخدمات والمواد الغذائية والدواء الذي تفــتقر إلــيه مستشفيات المدينة، مع امتناع المستشفيات عن إجراء العمليات الجراحية نتيجة انعدام الأوكسجين.