أكد حقوقيون أمس أن مليشيات الحوثي والرئيس المخلوع علي صالح انتهكت بشكل صارخ القانون الدولي والمعاهدات الدولية، وأحد الأمثلة على انتهاكها اتفاقية أوتاوا لحظر الألغام ضد الأفراد حيث قامت بزرع آلاف الألغام في اليمن منذ العام 2011، وهي بذلك ارتكبت جريمة حرب، موضحين أن المليشيات الانقلابية لم تكتف بزرع الألغام المضادة للأفراد المحظورة دولياً بل قامت أيضاً بتفخيخ جثث القتلى، وزرع الألغام في منازل الذين نزحوا لتنفجر فيهم عند عودتهم إليها.

وعقد التحالف اليمني لرصد انتهاكات حقوق الإنسان اليوم ندوة في جنيف حول الألغام وضحاياها في اليمن على هامش الدورة 31 لمجلس حقوق الإنسان.

وتحدث رئيس وحدة الرصد والتوثيق في منظمة «سام» للحقوق والحريات توفيق الحميدي في كلمة له خلال الندوة عن انتهاك ميليشيات الحوثي وصالح لاتفاقية أوتاوا لحظر الألغام ضد الأفراد، التي نصت على تدمير الدول لمخزونها من هذه الأسلحة.

آلاف الألغام

وأشار إلى انتشار الألغام في اليمن منذ العام 2011 حيث قامت حكومة المخلوع علي صالح في تلك الفترة بزرع آلاف الألغام، كما أن ميليشيا الحوثي تقوم بزراعتها الآن.

وطالب الحميدي بمعاقبة المشاركين في أنشطة الاحتفاظ بمخزون الألغام ضد الأفراد في اليمن، وزرعها وتعويض ضحاياها، مبيناً أن ميليشيات الحوثي وصالح انتهكوا بشكل صارخ القانون الدولي والمعاهدات الدولية. وأوضح أن الانتهاكات التي ترتكبها الميليشيات لاتفاقية أوتاوا تمثل جريمة حرب، متطرقاً إلى تقرير لمنظمة هيومان رايتس ووتش وتوثيقه استخدام ميليشيات الحوثي للألغام من جديد في اليمن.

وأضاف الحميدي أن «ميليشيات الحوثي عندما تزرع الألغام ولا تحتفظ بأي خرائط لأماكن وجودها وهو ما سيزيد من صعوبة تطهير تلك المناطق بعد انتهاء الحرب». وقد قام الحوثي بزرع الألغام ضد الأفراد في الطرق العامة والشوارع داخل المدن وتضرر منها المدنيين أكثر من أفراد الجيش اليمني والمقاومة الشعبية.

ضحايا مدنيون

من جانبه أكد رئيس مؤسسة وثاق للتوجه المدني اليمنية نجيب السعدي أن زراعة الألغام عادت إلى اليمن منذ عام 2011، حيث نشرت قوات الحرس الجمهوري الموالية لعلي عبد الله صالح الألغام في محيط معسكراتها في نهم وأرحب وبني جرموز، وقد سقط ضحيتها العديد من المدنيين بينهم النساء والأطفال من قتلى وجرحي بترت أطرافهم السفلية.

وأضاف السعدي أن ميليشيات الحوثي لم تكتف بزرع الألغام المضادة للأفراد المحظورة دولياً بل قامت أيضاً بتفخيخ جثث القتلى، وزرع الألغام في منازل الذين نزحوا لتنفجر فيهم عند عودتهم إليها. وبين أن عام 2015 شهد قتل 201 شخص بسبب الألغام بينهم 16 طفلاً و26 امرأة و 141 رجلاً وثمانية من فرق نزع الألغام.

وأوضح أن 229 شخصاً بينهم 19 طفلاً و25 امرأة و 173 مدنياً و12 من فرق نزع الألغام جرحوا نتيجة لذلك. وأشار إلى أن ميليشيات الحوثي زرعت الألغام في عدن ولحج ومأرب والضالع وأبين والبيضاء، كاشفًا أن للحوثيين ثلاثة مصانع لإنتاج الألغام المحلية.