لا يكفي الشعور بالفرح أو إقامة الاحتفالات وإلقاء الخطب النارية، حتى يتحقق إنجاز يشهد على حالة الانتصار. الفلسطينيون يحتفلون بانتصار المقاومة التي تميز أداؤها إيجابياً عن كل المواجهات السابقة، وككل الإسرائيليين أيضاً يتحدثون عن انتصارهم
بعد أسبوعين على توقف العدوان الإسرائيلي الهمجي الأخير على قطاع غزة، لم يتوقف قلق الفلسطينيين من أن تعاود إسرائيل شن عدوان جديد، لاستكمال تحقيق ما فشل عدوانها السابق في تحقيقه من أهداف. الاتفاق الذي نجحت القاهرة في توقيعه من قبل الطرفين
لا يُفيد الندم ولا الاعتراف بالأخطاء أو أفكارها، أو على الأقل من غير المناسب فتح صفحة المراجعة والنقد واستخراج الدروس والعبر، طالما أن العدوان الإسرائيلي متواصل منذ السابع من يوليو المنصرم، وتداعياته السياسية بعيدة المدى وقريبها لم تتبلور
العدوان الأخير الذي شنته إسرائيل على قطاع غزة واستمر لشهر كامل، كان الأكثر شراسة والأشد ضراوة ووحشية، ارتكبت خلاله إسرائيل جرائم حرب ضد القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني. والمحصلة كانت رهيبة من حيث عدد الوحدات السكنية المدمرة كلياً
النموذج الذي قدمته وتقدمه مصر، منذ الإطاحة بحكم الرئيس السابق محمد حسني مبارك، يستحق من المفكرين والسياسيين في الحكم وفي المعارضة، البحث المعمق والموضوعي، لاستخراج دروس من مستوى استراتيجي وتاريخي، تفيد الأمة العربية في سعيها وراء النهضة
على عكس ما خطط له وتمناه بنيامين نتانياهو، جاءت انتخابات الكنيست التاسعة عشرة في الثاني والعشرين من هذا الشهر، مخيبة للآمال، بل وتشكل صفعةً قويةً على وجه رئيس تكتل "ليكود- بيتنا". فمنذ قيام إسرائيل عام 1948، ذهب الإسرائيليون إلى صناديق الاقتراع تسع عشرة مرة، أي بمعدل ثلاث سنوات وبضعة أشهر لكل دورة كنيست.
في الوقت الذي يتحضر فيه الفلسطينيون للذهاب إلى الأمم المتحدة من أجل التصويت على طلب دولة غير عضو، يتحضر الإسرائيليون لمواجهة المرحلة المقبلة التي قد تشهد تصعيداً في نهج الاشتباك، وتحولاً عن خيار البحث عن السلام عبر مفاوضات، لم تقدم أية
بعد محاولات إسرائيلية حثيثة، اشتغلت على أولوية معالجة الملف النووي الإيراني، عادت السياسة الإسرائيلية لتنضبط نسبياً للرؤية الأميركية إزاء كيفية التعاطي مع هذا الملف، ولكن بدون أن تنجح إدارة الرئيس باراك أوباما في استبدال هذا الملف كأولوية
للمرة الثانية خلال عامين، يعتلي الرئيس الفلسطيني محمود عباس منصة الجمعية العامة للأمم المتحدة، مطالباً العالم في الأولى الموافقة على منح دولة فلسطين مقعداً كامل العضوية في المنظمة الأممية، وفي الثانية بدولة غير عضو، الأمر الذي في حال نجاحه
التحقيق الذي أجرته قناة الجزيرة ونشرته مؤخراً، حول أسباب وفاة الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات، أحيا بركاناً كان خامداً لفترة من الوقت سار خلالها شعور فلسطيني عام، بأن مثل هذا الملف، ينطوي على حساسية خاصة وأبعاد سياسية خطيرة، مما قد يؤخر لعقود،
فوز رئيس حزب الحرية والعدالة الدكتور محمد مرسي بمقعد الرئاسة المصرية ترك لدى الفلسطينيين، أسئلة حائرة، وإجابات متناقضة، انطلاقاً من حالة الانقسام الكبير الذي يميز أوضاعهم منذ أكثر من خمس سنوات. وفيما لم يبد المراهنون على فوز الفريق أحمد
تقتضي وجاهة السؤال عن طبيعة ودوافع وأهداف تشكيل حكومة وحدة وطنية موسعة في إسرائيل، أن نلاحظ التزامن بين إعلان هذه الحكومة، وخطاب حسن نصر الله أمين عام حزب الله، هذا من ناحية، والخطاب الذي أرسله نتانياهو مع مستشاره اسحق مولخو، للرئيس محمود
تؤكد التجربة النضالية الفلسطينية الطويلة مع الاحتلال أن ثمة علاقة عكسية بين طبيعة العلاقات الداخلية في الإطار الفلسطيني، وطبيعة العلاقة مع الاحتلال. في مراحل الاشتباك مع الاحتلال، على أي من الملفات أو القضايا ذات الأبعاد الوطنية، ينعكس ذلك
محير ومرتبك الوضع الفلسطيني ويدعو للأسى المناخ الشعبي العام الفلسطيني داخل الأراضي المحتلة، نظراً لما يسود الساحة الفلسطينية من انقسام بات يؤثر على تفاصيل الحياة اليومية للمواطن ويؤثر سلبياً على معنوياته، واستعداده للصمود والتضحية، فضلاً عن فقدانه الثقة بالفصائل والقيادات السياسية، التي تنقله من أزمة إلى أخرى.
لقد تلاعبت الفصائل المهيمنة على المشهد السياسي الفلسطيني بمشاعر الناس، وآمالهم، حين انتقلت بهم من خيبة أمل إلى أخرى، فيما يتعلق بإمكانية تحقيق المصالحة الوطنية واستعادة الوحدة.
الأزمة التي يعاني منها سكان قطاع غزة منذ سنوات على صعيد نقص التيار الكهربائي، وتفاقمت خلال الشهرين الأخيرين، بسبب النقص الحاد في إمدادات الوقود بكل أنواعه، تقدم نموذجاً واضحاً، وفجاً، لأبعاد وآثار الانقسام الفلسطيني ولأبعاد التنافر بين برنامجين ورؤيتين، لم تنجح الحوارات والتوسطات التي جرت خلال السنوات المنصرمة، في أن تجد لها حلاً توافقياً.
لا تزال إعلانات المصالحة الفلسطينية تتوالى، وكأن نجاحها لم يكن ينقصه سوى بصمة دولة عربية أخرى، إلى جانب الدور المصري الذي يلخصه ما يعرف بـ"الوثيقة المصرية للمصالحة الفلسطينية"، التي توجت حوارات مطولة بين حركتي فتح وحماس، وأخرى محدودة
بعد انقطاع دام لنحو خمسة عشر شهراً، يعود الطرفان الفلسطيني والإسرائيلي إلى طاولة المفاوضات المباشرة، تحت إشراف الأردن، والرباعية الدولية، وبدون أن تستجيب الحكومة الإسرائيلية للموقف الفلسطيني الذي ظل يتمسك بضرورة وقف الاستيطان، واعتراف إسرائيل بالمرجعيات الدولية، وحدود الرابع من حزيران للدولة الفلسطينية.
سلسلة الخطابات العلنية المنفردة والمشتركة لكل من الرئيس الأميركي باراك أوباما ورئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو، خلال الثلث الأخير من شهر مايو المنصرم، وضعت حداً للكثير من الأوهام التي أسست لها خطابات الرئيس الأميركي في كل من مصر
مختلف كان المشهد الفلسطيني في الذكرى الثالثة والستين للنكبة الذي يصادف الخامس عشر من مايو كل عام، فلقد جعلت رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو يصرح مذهولاً بما مضمونه أن ما جرى في داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة وعلى حدودها يؤكد أن
بعد نقاش حاد وصاخب تعودت عليه الحالة الفلسطينية، بين معارضة ذاك الزمان، والتيار الذي يقود منظمة التحرير الفلسطينية، بشأن مبادرة السلام الفلسطينية التي اقتضت في حينه إدخال تعديلات على البرنامج السياسي للمنظمة بما يسمح باعتراف الفلسطينيين
يبدو أن القاضي الدولي، الجنوب أفريقي الجنسية، واليهودي الديانة ريتشارد غولدستون قد خضع لضغوطات هائلة، حتى كتب مقالة، يدعو فيها إلى الحاجة لمراجعة التقرير الذي حمل اسمه عن الحرب الإسرائيلية المجرمة على قطاع غزة في السابع والعشرين من ديسمبر
الثورات الشعبية التي تجتاح العديد من الدول العربية، والتي لم تمارس بعد على حال لا فيما سيتصل بطبيعة وحجم وعمق التغييرات، ولا فيما يتصل بالجغرافيا، تقدم للبشرية والفكر الإنساني دروساً كبيرة، ذات أبعاد تاريخية، من المبكر استخراج كامل دروسها،
الاهتمام الشديد الذي تبديه الإدارة الأميركية للحركات الاحتجاجية أو الثورات الشعبية التي اندلعت أو تسود في عدد من البلدان العربية، هذا الاهتمام يكاد يصل إلى مستوى الانشغال اليومي، إذ لا يكاد يمر يوم دون أن يصدر عن مسئول في الإدارة أو ناطق
بين أزمة النظام وأزمة دولة، تتعرض المنطقة العربية إلى رياح عاصفة تحمل في طياتها، وفي دوافعها واستهدافاتها، سمات عصر العولمة وثورة تكنولوجيا الاتصالات. قوة هذه الرياح العاصفة، تتناسب طردياً مع درجات الثبات النسبي الطويل لبعض أنظمة الحكم
على الرغم من أن قناة الجزيرة تعتمد لبضعة أيام، لفت أنظار المشاهدين، تقديماً لحملتها كشف المستور، وبالرغم من تعمدها توزيع ألف وستمائة وثيقة من ملف المفاوضات الفلسطينية- الإسرائيلية، على حلقات متتابعة كل منها تحت عنوان محدد، إلا أن تلك
من بين وثائق قليلة عن إسرائيل بالقياس لعشرات آلاف الوثائق التي نشرها موقع ويكيليكس، ظهرت واحدة مؤخراً، تشير إلى أن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو ينظر بخطورة شديدة للرئيس الفلسطيني محمود عباس، ويرى ضرورة التخلص منه. من حيث المبدأ
مع نهاية العام الثاني بعد فوز باراك أوباما بمقعد الرئاسة، وما يقرب من سنتين على الجهد الكبير الذي بذلته الإدارة الأميركية من أجل إحياء عملية السلام، تعود الأمور إلى ما كانت عليه بين الفلسطينيين والإسرائيليين، بل أسوأ بكثير مما كانت عليه.