الحيرة في قراءة الواقع والتطورات في مناطق النزاع العربي، وبالتالي غموض مآلات هذه النزاعات، أمر مبرر جداً على المستوى الشعبي، وحتى على مستوى التحليل الإعلامي، خصوصاً في ظل غياب شفافية المواقف لكثير من أطراف النزاعات، والتبدلات السريعة لهذه
تبشر التطورات الأخيرة في سوريا لمصلحة المعارضة بقرب نهاية كارثة استمرت أربع سنوات. وصبر المعارضة طوال هذه الفترة الطويلة تأكيد لمدى إرادتها، ولكن ما يُنتظر أن يتحقق خلال فترة أشهر وجيزة مقبلة قصرت عن تحقيقه أربع سنوات، ليس مرده بالتأكيد
الرغبة الكبيرة في الاستقرار، تأتي في إفراز حتمي لما عايشته الشعوب من ويلات النزاعات والفوضى التي وصمت المرحلة الأخيرة، ولكن الرغبة وحدها مهما كانت شديدة، ومهما كان محفزها وقف الدم والعودة إلى الحياة الطبيعية، غير كافية لتكون محركاً للمرحلة
الأثر البالغ الذي يصنعه الإعلام، قد لا يخفى علينا حجمه، وإن كنا عربياً لم نستطع يوماً الإمساك بأدنى آليات اشتغاله، إلا أن هذا الاشتغال بات الآن متفلتاً من العالم بأسره، حتى من يد أولئك الذين اخترعوا هذا الوحش «الفرنكشتاين» الذي فقد صانعه
داعش وهو في طريقه إلى أن يصبح أسطورة، بالمعنى الكامل الذي وسمه الوهم الجماعي الخارق للعادة، لم يكن وليد قطيعة تاريخية في فضاء مبتسر، كما يراد من كثافة ظهوره المفاجئ في كل مكان يشتعل فيه نزاع، أن توحي. أكبر منه خطأ الظن والتسرع في حشد كل ما
لا شيء.. فقط كانت تحلم! تلك هي بائعة الأحلام كما صورها غابرييل غارسيا ماركيز، في إحدى روائع قصّه القصير. كانت تكسب لعيشها من أحلام اقنعت الجميع بقدرتها على التنبؤ من خلالها بما سيحدث معهم، لذا كانت كل قراراتهم تتخذ بناء على ما تحلم لهم به.
التشويق هو العنصر الأهم في لغز داعش الذي يبقي على جذوة الانجذاب نحوه مشتعلة، بل أكثر أهمية من التصميم المتقن لهذا «الكرت الفرار» مرن الاستثمار من قبل جميع اللاعبين، أو بلفظ أدق، المتلاعبين، سواء ظهروا كحلفاء أو خصوم. الأسئلة المحيرة حول
ظهور الحلفاء كأعداء للإيقاع بالفريسة، نوع جديد من حروب الخديعة يمكن أن نشخص تشكله الآن، وسيان إن كان ذلك بتخطيط مسبق أو بارتجال من يمسك بالأحداث ويعيد ترتيبها، وسواء أيضاً إن كان بين هؤلاء الحلفاء تواصل مباشر وترتيب مجدول متفق عليه، أو
تحسين القبيح، وتقبيح الحسن، لعبة الشعراء الذين يتبعهم الغاوون، منذ القدم، لذلك رفضتها الديانات، وحرضت ضدها فلسفة العلم. نصيرتها العاطفة القادرة على استمالة الهوى، وعدوها العقل الذي لا يرضى بالعدول عن المنهج القويم استرضاء للاستعارة الفارغة
التفاؤل قد يسهم في خلق واقع أفضل، لكنه وحده لا يستطيع إحداث أدنى تغيير في عالم على هذا السوء الذي نراه اليوم. ومن روح «إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم»، يمكن لقليل الدراية أن يستشرف مستقبلاً أسوأ، لعالم يكرر سياساته، ويستمر
هجمة تزييف حضارية كبرى يتحالف فيها من ينسبون أنفسهم إلى الإسلام زوراً، ويأتون باسمه أفعالاً تشوه ولا تنزّه، مع الذين يجاهرون بعدائهم للإسلام في الوقت ذاته بهدف تكريسهم صورة للإسلام ملطخة بالدم والعنف والتطرف والجهل. قد يستدعي واقع الطرف
أن نبقي أسماء اللاجئين في قيود الأحياء، أمر يقصّر كثيراً عن سقاية قلوبهم بالحياة الحقيقية لتنبض بالأمل. الشعب السوري الذي أصبح نصفه من النازحين في الداخل أو اللاجئين إلى دول الجوار الفقيرة، لا يجد حماساً من المجتمع الدولي إلا في درء
حرامٌ على قلبي السرور فإنني أعد الذي ماتت به بعدها سمّا ليس شعراً أبدعه المتنبي تخييلاً حتى يوهم بأن السرور سمٌ قاتل، بل موت عاجل به الفرح جدته وهي تقرأ رسالة وصلتها منه. وليس كثيرا، كما أن السرور سمّ، أن تتحول الشمعة من كناية للنور، إلى
«ليس في العربي أفضل من فكرته السيئة عن نفسه».. عبارة قد تحمل الكثير من الحقيقة، خصوصاً أن صورة العربي النمطية السلبية، يسهم العربي في صناعتها واستمرارها بنفسه عن نفسه، أكثر مما يسهم الآخر في تكريسها. والعبارة في الأصل هي جملة مقتبسة مع
في مشهد بالغ التعقيد تصعب قراءته، اختلطت أسباب النزاع داخل دول المنطقة، بين نزاع من أجل السلطة أو الانفصال أو مصادر الثروة أو أحلام حكم المجتمع المدني، لتضاف إلى ملفات الصراع الرئيسة، سواء في القضية الفلسطينية أو الملف الإيراني. ووسط هذا
الحرية مفهوم ولد مع الإنسان، ولا يوجد مفهوم يولد دون نقيضه، فالحرية لا تعرف إلا بحضور ما يقيدها، على أن الحرية اختلفت كمفهوم مع اختلاف العصور والقيود التي كيف الإنسان معها مفهومه عن الحرية للتخلص منها. وقد لا نبتعد عن الحقيقة إذا ما
يتزايد الآن عدد من تلوح في سيماهم الشجاعة للاعتراف بأن ثقافتنا قضت قروناً طويلة وهي مصابة بعمى الخوف، وهو خوف من ثقافة الآخر التي جوبهت في أول أدوات رفضها بوصمها بـ«الدخيلة»، وكذلك خوف داخلي، بعيداً عن الآخر، في عرض مفردات ثقافتنا على حوار
الأحداث الجسام التي تمر بها المنطقة العربية بأسرها، وخصوصاً في دول كانت محورية، سواء بما تمثله من ثقل سياسي أو عسكري أو بشري أو حتى ثقافي واجتماعي، لا يظهر في استشراف مستقبلها سوى أنها انتكاسات تسير بنا جميعاً نحو الهاوية. وقد لا يبتعد عن
كثيرة هي الخيارات غير المرغوبة التي يمضي أصحابها في طريقها تحت مبرر الضرورة القاسية التي ألجأتهم إليها مكرهين. والحرب، على شدة قسوتها، لم يسلم العقل من أن يحشد لها مبررات كثيرة، تسوقها من خانة الكراهة إلى الضرورة التي لا بد منها. وإذا
الأوهام مريحة، لذلك تسود فترات طويلة، ولا تنقطع إلا عند ظهور أشخاص تندر بهم العصور، يشمرون عن سواعدهم لجدّ وجهد يحتاجهما الاحتكام للعقل. أما أوهام زماننا فقد أصبحت على كثرة وإحكام سيطرة، أعصى على التفكيك، فهو زمان الركون إلى راحة الوهم دون
إذا كانت حمى التفاصيل، وتعميات التحايل والتلاعب، لم تثمر بعد تغييباً كاملاً للعقول، فلنا أن نستقري بوضوح مسارات النزاعات الأخيرة في العالم التي إن كان جلّها بدأ بنهضات من الشعوب في وجه الطغيان، فإنه تم تحويلها في معظمها إلى حالات من الفوضى
كثافة الدم المسفوك بجرأة غير مسبوقة، أصبح العنوان الوحيد الذي يسم الأحداث على امتداد العالم العربي والإسلامي، وفي ظل التشابك الكبير للمجريات وتسارعها أصبح العقل لا يلتفت إلا إلى لون الدم الذي يعيب على الضمير أن يلتفت إلى سواه لحرمته
لم يعد في جرأة أحد أن يستشرف مقبلات الأحداث وما سترتبه حروب قادمة لا محالة، من أوضاع في المنطقة، ليس فقط على مستوى الخريطة السياسية، وإنما أيضاً على المستويات الثقافية والاجتماعية، وربما الاقتصادية كذلك، داخل خطوط هذه الخريطة. وكيف لأحد أن
من المعيب أن يتفاجأ ملايين البشر باختفاء الطائرة الماليزية، التي تبخرت دون أن يعرف العالم أي شيء عن مكانها وأسباب ما حدث لها على مدى أسبوعين، فأساطين التقنية والعلم كانوا مشغولين في ذلك الوقت بما هو أجدى وأهم، وتلسكوباتهم كانت موجهة نحو
نُظم كثيرة من تلك التي أسس لسلطتها قمع التعبير، وستر المعرفة، وتقييد نظر الرأي العام لما تراه هي فقط، لا تزال تكابر بمحاولة الإبقاء على احتكارها هذه السلطة، رغم مهزلة الاستمرار على ذلك، بعد أن أسقطت ثورة التقنية الجديدة خادمة التواصل بين
التصريحات الصادرة عن الإدارة الأميركية أخيراً، وتحديداً على لسان وزير خارجتها جون كيري، عن تجنب الدخول مع الروس في مواجهة حول أوكرانيا على نمط الحرب الباردة، أمر مثير للضحك والسخرية، فما ينذر به العبث الأميركي الروسي، في إدارة المواجهة
تتوالى البشائر لأبناء الإمارات من قيادتها الرشيدة، وعلى رأسها صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وإخوانهما أصحاب
أصواتٌ غير مقنع سوى أنها مغرضة، تجهد أن تكرس لصورة مثقف تخاذل عن ثورة شعبه، وتغادر أقوالها مجتزأة دون أن تفصل المحمود عن المذموم، وتكتفي بالحالة لتعمم ظاهرة.