الهم الفلسطيني أمام المنظمة الدولية

أكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس تصميم الفلسطينيين على الذهاب الى مجلس الأمن من أجل الحصول على عضوية دولة فلسطين بالأمم المتحدة.

ويأتي تأكيد عباس ليدحض ما تردد في بعض وسائل الإعلام عن أن هناك نية للتراجع عن هذا التوجه، كما يأتي تعبيرا عن أن هذا الخيار الفلسطيني انما يستهدف نقل الهم الفلسطيني ومعاناته الى الامم المتحدة لتكون شريكا وشاهدا على تصرفات إسرائيل من السلام ومن مفاوضاتها التي لا تزال تبدي المزيد من التعنت والمماطلة والتسويف والاستهتار بالحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني الذي اغتصبت ارضه وشردته في بقاع الدنيا والذي ارتأت قيادته ممثلة بالسلطة الفلسطينية وبرئيسها عباس ان تخوض غمار التوجه للمنظمة الدولية لانتزاع الاعتراف الدولي بالدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية واكتساب العضوية الكاملة لهذه الدولة في الامم المتحدة على حدود 1967 وهو خيار فرضته اسرائيل على السلطة ليكون ردا على ما اظهرته اسرائيل طوال السنوات الماضية من المباحثات غير المثمرة حول الدولة الفلسطينية والحقوق المشروعة للفلسطينيين.

كما ان هذا الخطوة الفلسطينية تتجاوب مع إرادة المجتمع الدولي الذي اعترفت معظم دوله وعددها 126 دولة بالدولة الفلسطينية قبل ان يكون لها "وجود" لذلك لابد أن يكون لهذه الدولة المعترف بها "وجود".. والخطوة الفلسطينية الجديدة تجسد الاعتراف الدولي بدولة قائمة بحدود 1967 وعاصمتها القدس.

وإذا كانت مثل هذه الخطوة الفلسطينية تضع العالم أمام مسؤولياته، فإننا نرى انه من شأنها ان ترفع الغطاء عما يقال ان من شأنها ان تعزل إسرائيل.. بل إن إسرائيل بالتأكيد هي التي اخذت تعزل نفسها بنفسها منذ ان قررت المضي قدما في سياسة التعنت والمماطلة والتسويف وتجاهل الشرعية الدولية والمبادرات المتتالية لاستئناف المفاوضات حول الدولة والحقوق الفلسطينية .

وبالتالي فان من حق السلطة الفلسطينية ان تعمل كل ما يمكنها لإقامة الدولة الفلسطينية كخطوة على طريق إعادة الحقوق الفلسطينية المشروعة للشعب الفلسطيني كاملة خصوصا في ظل المتغيرات الدولية والعربية الحالية المتمثلة في ثورات الربيع العربي وما عكسته من مواقف اقليمية ودولية تجعل إسرائيل في موقف لا تحسد عليه وتجبرها على إعادة التفكير بكل سياساتها ومواقفها من الشعب الفلسطيني.


 

الأكثر مشاركة