سفير دمشق لدى الدولة يعلن انشقاقه ويتجه إلى قطر

تواصلت الاشتباكات الضارية في مدينة حلب، ثاني كبرى المدن السورية، امس، بين عناصر الجيش الحر، المكون من جنود منشقين، وقوات النظام، توازيا مع استقدام كلا الطرفين لمئات وآلاف المسلحين استعدادا لما وصف بأنه «معركة حاسمة»،

في وقت حاول الجيش الحر اعاقة امدادات قوات الاسد بالهجوم عليها في مدينة ادلب المجاورة، وسط استمرار آلة القتل بالدوران لتحصد 100 قتيل في عدة مناطق، في حين كرت سبحة الانشقاقات بإعلان سفير دمشق لدى الدولة عبداللطيف الدباغ انشقاقه.

وقال مراسل صحيفة سورية في مدينة حلب امس ان «مئات المسلحين القادمين من كل شمال سوريا يتدفقون الى حلب في ما يبدو انه تحول الى المعركة الحاسمة».

واشار الى ان «المتمردين يسيطرون على حوالى عشرة احياء في اطراف حلب»، وان «اصوات القصف والرشقات الرشاشة تتردد في كل انحاء المدينة».

واكد مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن لوكالة «فرانس برس» ان «الثوار يعززون مواقعهم بالتأكيد، وسبق لهم ان اعلنوا ان معركة حلب هي معركة حسم وتحرير»، مضيفا «هي كذلك معركة مصيرية بالنسبة الى النظام».

ورأى ان «حلب بالنسبة الى الثوار هي عاصمة الشمال وتمثل بنغازي سوريا، خصوصا ان معظم المناطق شمال المدينة باتت خارجة عن سيطرة النظام».

بدوره، قال قائد المجلس العسكري للجيش الحر في محافظة حلب العقيد عبد الجبار محمد العكيدي ان الاوامر اعطيت الى «كل عناصر الجيش الحر بالزحف في اتجاه المدينة من كل الاتجاهات بهدف تحريرها ورفع علم الاستقلال فيها».

وفي الوقت ذاته، يستقدم الجيش النظامي تعزيزات الى ثاني اكبر المدن السورية حيث دارت لليوم السادس على التوالي اشتباكات عنيفة اسفرت امس عن مقتل 13 شخصا،

هم ثمانية عناصر نظاميين واربعة مدنيين ومقاتل من الجيش الحر. وقال عبد الرحمن ان القوات النظامية «تواصل منذ 48 ساعة ارسال تعزيزات بآلاف الجنود في اتجاه مدينة حلب من مناطق عديدة. وتسلك هذه التعزيزات طريق دمشق-حلب الدولي».

واشار الى ان عناصر الجيش الحر «نفذوا هجومين لإعاقة وصول التعزيزات، احدهما بين معرة النعمان وخان شيخون في محافظة ادلب والثاني على قافلة عسكرية بالقرب من مدينة اريحا في ادلب».

وذكر ان «الثوار استهدفوا ايضا بعبوات ناسفة موكب سيارات للأمن على طريق الراموسة في منطقة الحمدانية غرب مدينة حلب ما ادى الى مقتل ما لا يقل عن ثمانية عناصر».

وقال المرصد ان حيي بستان القصر وصلاح الدين في مدينة حلب شهدا «اشتباكات عنيفة»، وأن القوات النظامية «استخدمت الطائرات الحوامة في قصف أحياء الصاخور وطريق الباب والشعار وقاضي عسكر وصلاح الدين».

وشملت الاشتباكات أحياء سيف الدولة والميرديان والجميلية، مترافقة مع حركة نزوح كثيفة للأهالي وقصف جوي استخدمت فيه للمرة الأولى طائرات «ميغ».

ورأى الناشط الحقوقي ان النظام يحاول منع سقوط «اي من رموز السلطة في المدينة مثل مقار الامن وحزب البعث والادارات الرسمية».

وضع دمشق

وفي العاصمة دمشق، تعرض حي الحجر الاسود الى قصف طائرات حوامة ورشاشات ثقيلة من القوات النظامية. وقال نشطاء سوريون قدموا تسجيلا مصورا لرجال مصابين بثقوب في رؤوسهم إنهم عثروا على 11 جثة لرجال أعدمتهم القوات الموالية للرئيس السوري بشار الأسد في حي القابون بدمشق.

وافادت لجان التنسيق المحلية ان أحياء القدم والعسالي وجورة الشريباتي في دمشق «تعرضت الى قصف عنيف».

كما ذكر سكان وناشطون ان القوات النظامية أطلقت وابلا من نيران المدفعية والصواريخ على مدينة التل بريف دمشق في محاولة للسيطرة عليها، ما أثار حالة من الفزع وأجبر مئات الأسر على الفرار من المنطقة.

مناطق متفرقة

وفي محافظة حمص، ذكر المرصد ان القوات النظامية حاولت الليلة قبل الماضية اقتحام السجن المركزي لـ«إنهاء عصيان مستمر» منذ أيام، ما اسفر عن سقوط قتلى وجرحى.

ولفتت الهيئة العامة للثورة الى قصف عنيف على احياء الخالدية وجورة الشياح والقرابيص بقذائف الهاون والمدفعية، بينما شهدت مدينة الرستن في الريف الحمصي قصفا عنيفا ومتواصلا منذ ساعات الصباح الاولى بالمدفعية وراجمات الصواريخ والطيران المروحي. وفي محافظة ادلب،

قتل اربعة مدنيين بقصف تعرضت اليه بلدة كفرومة. وفي دير الزور، قتل ثلاثة أشخاص بينهم طفلة إثر إطلاق رصاص على سيارة كانت تقلها. وفي حماة ، قتل أربعة أفراد من عائلة واحدة إثر القصف الذي تعرضت له بلدة قلعة المضيق.

انشقاق سفير

ورداً فيما يبدو على مجازر النظام، افاد ناطقان باسم المجلس الوطني السوري المعارض إن السفير السوري لدى الدولة عبداللطيف الدباغ انشق ولحق بزوجته السفيرة المنشقة في قبرص لمياء الحريري وتوجها إلى قطر.

وقال الناطق باسم المجلس محمد سرميني لوكالة «رويترز» عبر الهاتف في إشارة إلى سفير سوريا لدى الإمارات إن الدباغ «موجود الآن في قطر». والحريري هي ابنة اخت نائب الرئيس السوري فاروق الشرع.

آل مخلوف

قالت مصادر مطلعة في مدينة اسطنبول التركية لوكالة الأنباء الألمانية امس إن محمد مخلوف خال الرئيس السوري بشار الأسد وأبناءه أجروا اتصالات مع دول أجنبية سعيا للعثور على ملاذ لحمايتهم في حالة سقوط نظام الأسد.

وأضافت هذه المصادر أن آل مخلوف أجروا اتصالات بهذا الشأن في كل من العاصمة الروسية موسكو والعاصمة الفرنسية باريس. اسطنبول- د.ب.أ

اجتماع تركي

بحث المسؤولون الاتراك امس انشطة حزب العمال الكردستاني والذي قالت الصحافة التركية انه يسيطر على العديد من المناطق في سوريا. وافاد مكتب رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان في بيان ان «التطورات الاخيرة في سوريا وانشطة المنظمة الارهابية الانفصالية في بلادنا وفي الدول المجاورة تم تناولها خلال الاجتماع».

واضاف البيان: «تمت مناقشة الاجراءات الاضافية الواجب اتخاذها على كل الصعد في ما يتصل بأمننا القومي»، من دون توضيح هذه الاجراءات. اسطنبول- ا.ف.ب

الأكثر مشاركة