قتل تسعة أشخاص وأصيب أكثر من 250 آخرين في زلزال ضرب بلدة لوركا جنوب شرق إسبانيا أول من أمس وبلغت قوته 5.2 على مقياس ريختر، وأدى إلى أضرار مادية كبيرة، بينما قضى أكثر من 20 ألف شخص ليلتهم خارج منازلهم، في وقت تعهد رئيس الوزراء الإسباني خوسيه لويس ثاباتيرو بإعادة بناء سريع للبلدة المنكوبة.

وكان مركز الزلزال يبعد سبعة كيلومترات فقط عن لوركا، وجاء في أعقاب زلزال بلغت قوته 4.5 درجات على مقياس ريختر، وأسفر فقط عن إلحاق الضرر بواجهات بعض المباني، بينما تسبب الزلزال الثاني القاتل في انهيار العديد من المباني وبرج إحدى الكنائس في البلدة، بينما حطمت الصخور المتساقطة السيارات المتوقفة في الشوارع المليئة بالأنقاض، وجرى إخلاء دار مسنين ومجلس المدينة ومستشفى، وسجلت أغلب الأضرار في الأحياء القديمة حيث المباني أقل متانة.

ومن بين القتلى التسعة الذين قضوا في الزلزال سيدتان حاملان، وتلقى أكثر من 250 شخصاً العلاج من إصابات لحقت بهم منهم ثلاث حالاتهم حرجة، وقام الصليب الأحمر بإعداد أربعة مستشفيات متنقلة، بينما قامت فرق الإنقاذ بتمشيط الأنقاض للبحث عن مزيد من الضحايا.

وقضى أكثر من 20 ألف شخص ليلتهم خارج ديارهم، وأعدت الخيام لنصفهم تقريباً في منطقة آمنة، بعد إجلائهم من منازلهم، ولجأ الباقون للنوم في السيارات أو الأكشاك أو على الأرصفة، وأمدتهم السلطات بأغطية، وكان الكثيرون من هؤلاء المشردين من المهاجرين من أميركا اللاتينية أو المغرب الذين ليس لهم أسر يلجؤون إليها في المنطقة، وروى الشهود مدى «الكابوس» الذي مر به السكان خلال التجول في الشوارع المليئة بالأنقاض والاصطفاف في طوابير للحصول على إمدادات غذائية.

من جانبه، تعهد رئيس الوزراء الإسباني خوسيه ثاباتيرو بإعادة إعمار البلدة المنكوبة، وقال في حديث من مدريد: «لا ينبغي أن نبخل بأي موارد اقتصادية تسهم في مهمة إعادة بناء المدينة»، بينما صرح نائبه ألفريدو روبالكابا خلال زيارته لبلدة لوركا بأن الحكومة ستوافق اليوم على إجراءات تمكن المتضررين من استئناف حياتهم الطبيعية بأقرب وقت ممكن.

وبدت بلدة لوركا التي يبلغ عدد سكانها مئة ألف نسمة، وكأنها مدينة أشباح بعدما هجر آلاف السكان بيوتهم خوفاً من حدوث انهيارات صخرية أو هزات تابعة، وسجلت بالفعل عشرات من التوابع ليلة أمس، ولكن لم يسفر أي منها عن خسائر كبيرة.

ويعد الزلزال هو الأكثر تسبباً في خسائر بشرية في إسبانيا منذ عام 1956، عندما لقي 12 شخصاً حتفهم في إقليم غرناطة، وتشهد إسبانيا نحو 2500 زلزالاً سنوياً، ولكن الأغلبية العظمى طفيفة للغاية، لدرجة أن السكان المحليين لا يشعرون بها.