حذرت دراسة تربوية عن المشكلات التي تواجه الطلاب في المدرسة من إلقاء تبعة هذه المشكلات على العلم وحده مؤكدة ان الأسرة والمدرسة بل والطالب نفسه شركاء في المسئولية عن هذه المشكلات التي تعد من أخطر القضايا والهموم التي تواجه الميدان التربوي وتمتد آثارها إلى المجتمع أيضا. ففي دراسة أعدتها الاختصاصية الاجتماعية مهلة أحمد عثمان بمدرسة أمامة بنت أبي العاص بخورفكان. عن المشكلات التي تواجه الطلاب في المدرسة استعرضت الباحثة عدداً من المشكلات كالتخلف الدراسي الذي يعتبر من أبرز المشكلات التربوية والتعليمية والاجتماعية ويحتل مكانة واضحة عندالمشتغلين بالتربية والتعليم في جميع أنحاء العالم باعتباره مشكلة تؤرق الآباء والمعلمين وأهل التربية. وشرحت الباحثة موقف الأطراف التربوية من هذه المشكلة بقولها: ان الآباء ينزعجون عندما يرون أبناءهم والفشل الدراسي يحالفهم بسبب التخلف الدراسي كما ان ادارة المدرسة تعاني من فئة المتخلفين دراسيا لأنهم يعرقلون سير الدراسة ويعوقون عملية التقدم التعليمي ويسيئون إلى نتيجة المدرسة. وأوردت الدراسة بعض العوامل المؤثرة في عملية التحصيل الدراسي والمسببة في كثير من الأحيان لظهور مشكلات التخلف الدراسي ومن هذه العوامل سوء توزيع التلاميذ على الفصول دون مراعاة التناسق والتجانس في ذلك مما يؤدي إلى شعور جميع التلاميذ بالحرمان ويلتمسون الاشباع الذي يعوضهم النقص في نواح أخرى قد يكون ذلك بالتمرد أو العبث أو الهروب من المدرسة نتيجة فقدان الحافز مما يؤثر بالتالي على مستوى التحصيل الدراسي. وأشارت الدراسة إلى سبب آخر هو عدم انتظام الطالب في الدراسة نتيجة التأخر أو الغياب مما يجعله متأخراً دراسيا عن زملائه. وقالت الباحثة في دراستها ان الادارة الديكتاتورية والتنظيم السيئ في المدرسة يؤثر حتما على مسيرة التلميذ دراسياً ولا يتيح الفرصة للتلاميذ لكي يحققوا قدراً من النجاح، علاوة على أن طرق التدريس التقليدية والأنشطة المدرسية الروتينية، ونظم الامتحانات الجامدة، والمنهاج غير الحديث، والإدارة المدرسية المتزمتة تؤثر على تحصيل الطلاب وتصيبهم بالتخلف الدراسي. وأوضحت الباحثة ان أسباب التخلف الدراسي قد ترجع إلى أسباب أسرية كعدم الاستقرار العائلي، والمستوى الثقافي المتدني للأسرة، وضعف المستوى الاقتصادي. وفي سردها للعوامل الذاتية أو الشخصية المؤثرة في التخلف الدراسي قالت الباحثة ان العوامل العقلية أي ضعف الذكاء العام للطفل قد يكون أقوى أسباب التأخر الدراسي، أما العوامل الجسمية فإنها تؤثر كذلك في التحصيل حيث تكون الإصابة باضطراب النمو الجسمي وضعف البنية والصحة العامة، والأمراض الطفيلية والمزمنة واضطراب افرازات المعدة والعاهات الجسمية، وحالات اضطراب اللسان وأجهزة الكلام من أبرز العوامل المؤثرة صحيا على مستوى تحصيل الطلاب. وأشارت الباحثة إلى ان العوامل الانفعالية لها دور أيضا في تأخر الطالب دراسياً لأن شدة الحياء والقلق يوجدان لدى الطالب صعوبة في التكيف مع الجو المدرسي أو في مواجهة المواقف التعليمية المختلفة داخل الصف، مما ينتج عنه اضطراب يسبب التأخر الدراسي. ودعت الباحثة إلى ضرورة التعرف على المتأخرين دراسيا عبر اجراء اختبار ذكاء فردي لكل تلميذ واعداد مسجل تتبعي يدون فيه مدى التقدم الدراسي في كل مرحلة من مراحل العلاج عند القيام به. واقترحت الدراسة بعض الحلول لعلاج هذه المشكلة وذلك بالاهتمام بالفروق الفردية بين التلاميذ ووضعهم في فصول متجانسة حتى يكون عمل المعلم قائما على أساس مستوى كل جماعة وقدراتها، كما يجب الاقلال من عدد التلاميذ في الفصول التي تضم ضعاف المستوى نظراً لحاجاتهم الشديدة إلى زيادة الجهد وبذل المعونة والاهتمام الفردي بكل واحد منهم، مع الاهتمام بالتوجيه التربوي بمساعدة الطالب بوسائل مختلفة للوصول به إلى أقصى نمو ممكن في مجال الدراسة. وحول اثر المواد الدراسية ومناهجها في ضعف مستوى التحصيل لدى البعض، أشارت الباحثة إلى ان تنوع مادة الدراسة وطرقها ومراعاة الفروق الفردية عوامل تدفع لتحصيل جيد مما يجب ان يحرص واضعو المناهج الدراسية على مراعاته عند اعدادها كما يجب على المعلم ادراك حقيقة الفروق الفردية عند تطبيق هذه المناهج إلى جانب أهمية ادراك ميول التلاميذ ومطالب نموهم العقلي.