ضمن فعاليات جائزة دبي الدولية للقرآن الكريم

الداعية الإسلامي الخرشاف يثبت بالعلم تسبيح المخلوقات

ت + ت - الحجم الطبيعي

أكد الدكتور إدريس الخرشاف الداعية الإسلامي المغربي في محاضرته التي ألقاها في غرفة تجارة وصناعة دبي، ضمن فعاليات جائزة دبي الدولية للقرآن الكريم، عن «التسبيح من الذرة إلى المجرة» أن جميع المخلوقات تسبح الله سبحانه وتعالى سواء كانت هذه المخلوقات إنسانا أو حيواناً أو طيراً أو جماداً، ولكن كما قال القرآن «ولكن لا تفقهون تسبيحهم».

وقال إن خطابنا موجه إلى فئة الشباب الذي لا يؤمن بأية قضية إلا من خلال العصر الحديث ومن خلال تقنياته كما قال الله عز وجل «قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين «وقوله سبحانه» هل عندكم من علم فتخرجوه لنا.

وأشار إلى أن طرح الأسئلة عبارة عن 30% من البحث العلمي ولذا فسوف نطرح بعض الأسئلة في موضوع التسبيح وتتضمن: لماذا التسبيح في الألفية الثالثة ونحن نعيش في عصر التكنولوجيا ؟ كيف نقرأ موضوع التسبيح ؟

وهل نقرأه فقط على المستوى النظري أم على المستوى التطبيقي والتجريبي أي على مستوى الفيزياء والكيمياء والرياضيات ؟ هل يمكننا اعتبار أركان الإسلام تسبيحا ؟ وما هي الاستراتيجية المتبعة من أجل قراءة متوازنة؟

وأشار الدكتور إدريس الخرشاف إلى أن فهم الآيات القرآنية لا يتأتى إلا من خلال التأني والترتيل مصداقا لقول الله عز وجل « ورتل القرآن ترتيلا» أي التعمق في أعماق الحرف، «قل سيروا في الأرض»، ولم يقل سيروا على الأرض، وإذا اتبعنا ذلك المنهج في قراءة القرآن قراءة ثاقبة واضحة لظهرت لنا أشياء كثيرة لم تكن لتظهر إلا بهذه القراءة.

وعن القراءة الاستنتاجية قال إن الله سبحانه وتعالى يقول في كتابه العزيز عن سيدنا إبراهيم عليه السلام «فلما جن عليه الليل رأى كوكبا قال هذا ربي فلم أفل قال لا أحب الآفلين» إلى آخر الآية .. فهو يستخدم عقله ويرصد بعينيه منطقة معينة وهي السماء، والعقل يقول له هذا هو ربك فلما غاب هذا الكوكب قال لا أحب الآفلين، ومن خلال قراءته الاستنتاجية علم أن هذا الكوكب لن يكون ربه.

وأكد الدكتور الخرشاف أن النظرية الحديثة في بداية الكون والتي تقول إن الكون في بدايته نقطة مادية صغيرة جدا وفي لحظة انفجر نظرية خاطئة وإنما الصحيح هو ما ذكره القرآن الكريم «أو لم ير الذين كفروا أن السماء والأرض كانتا رتقا ففتقناهما».

وقال إن الحياة تأتي بعد الفتق وعندما تفتق الكون بدأت الأجسام الصغيرة من النيترونات والبروتونات تتركب مع بعضها ثم بدأت في الدوران حول النواة وهذه الحركة دائرية من اليسار إلى اليمين.

وأضاف أن الكون ينطلق بحركة دورانية من اليسار إلى اليمين، ولم تكن حركة مستقيمة وأعطى الدكتور الخرشاف مثالاً آخر في الآية الكريمة «قالوا يا أخت هارون ما كان أبوك امرأ سوء وما كانت أمك بغيا فأشارت إليه...»، وقال إن الإشارة حركة عصبية تنتقل من المخ بفعل الأعصاب وهي عبارة عن حركات للذرات والالكترونات.

وأضاف أن البويضة والحيوان المنوي كل منهما يتحرك من اليسار إلى اليمين، وكذلك الأرض وهي تدور حول الشمس فهي تدور من اليسار إلى اليمين، وكذلك الشمس، والمجرة التي تحتوي على المجموعة الشمسية وتسمى بدرب التبانة تدور حول نفسها من اليسار إلى اليمين، والأعاصير تفعل الشيء نفسه، ونصل إلى عبادة الحج فنجد الحجاج يدورون حول الكعبة من اليسار إلى اليمين، وهذه الحركة عبارة عن تسبيح.

وقال الدكتور الخرشاف إن الله سبحانه وتعالى بين لنا بطريقة غير مباشرة أن هذه المخلوقات تسبح الله، وفي القرآن الكريم «وما من شيء إلا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم».

وأضاف أن هذه القضايا توضح لنا أنه ليس هناك صدفة كما قال «سبحانه والسماء بنيناها بأيد وإنا لموسعون» وقال سبحانه « لو كان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا ».

وقال إن الحجر يسبح الله وخلايا الجسد بما تحتويه من جزيئات وذرات وحمض نووي وهي في حركة دائمة، وكذلك النبات والطير التي تسير مهاجرة من اليسار إلى اليمين «ألم تر أن الله يسبح له ما في السماوات والأرض والطير صافات» و«ألم يروا إلى الطير فوقهم صافات ويقبضن ما يمسكهن إلا الرحمن ».

كتب السيد الطنطاوي:

Email