أجريت أمس الجولة الأولى للمرحلة الثالثة للانتخابات البرلمانية المصرية وسط حالة من الارتباك من جانب الحزب الحاكم وانتقادات حادة من جانب القضاة ومنظمات حقوقية محلية ودولية ورفض من جانب المعارضة لأساليب الحكومة في تعاملها مع المرشحين والانتخابات.
شهدت هذه الجولة أحداث عنف وشغب نتج عنها مقتل مواطن بكفر الشيخ شمال القاهرة من أنصار المرشح الناصري حمدين صباحي أحد أقطاب الجبهة الوطنية للتغيير (المعارضة) واعتقال ما لا يقل عن 700 من جماعة الإخوان وأنصارهم. ومن المقرر إعلان النتائج النهائية لهذه الجولة الانتخابية خلال ساعات.
واحتجزت سلطات الأمن خلال عملية الاقتراع عدداً من مراسلي التلفزيون والفضائيات العربية والأجنبية في حين تم اعتقال عدد آخر من ممثلي وسائل الإعلام المحلية بحجة التعاون مع مرشحين من المعارضة أو البلطجة
واتلفت عدداً من أجهزة التصوير والتسجيل، كما منع عدد من مراقبي منظمات حقوق الإنسان الدخول للجان الانتخاب خاصة في محافظة سوهاج جنوب مصر التي أكد القضاة أن عدداً كبيراً من اللجان تم اغلاقها في وجه الناخبين بعد ساعة واحدة من فتح الباب للتصويت واتهمت منظمات حقوقية بعض الأجهزة الأمنية بمنع الناخبين بل وتسويد بطاقات بعض اللجان لصالح مرشحي الحزب الوطني، وأوضح المراقبون أن السمة الأبرز في هذه الجولة حتى الآن كانت إغلاق قوات الأمن لبعض مراكز الاقتراع، ومنع مؤيدي جماعة الإخوان المسلمين من الإدلاء بأصواتهم.
وفي لجنة مدرسة المعهد الثانوي بالحامول ـ وهي لجنة مخصصة للسيدات ـ قامت عناصر من الأجهزة الأمنية بالاعتداء بالضرب والسب بأقذع الشتائم على الناخبات، كما تم إطلاق قنابل مسيلة للدموع لمنعهم من دخول اللجان وانتخاب المرشح الناصري حمدين صباحي عضو مجلس الشعب السابق ووكيل مؤسسي حزب الكرامة العربية، كما قامت نساء تابعات للحزب الوطني بإجبار الناخبات على انتخاب مرشح الحزب الحاكم والتحرش بالسيدات خاصة المحجبات أو المنتقبات بالإضافة لإحضار الأمن أجهزة الكشف عن المفرقعات.
ووقعت اشتباكات بين الناخبين والشرطة في العديد من المدن حيث قتل شخص يدعى جمعة سعد الزفتاوي في دائرة البرلس والحامول بمحافظة كفر الشيخ شمال مصر إثر إطلاق قوات الأمن أعيرة نارية وقنابل مسيلة للدموع مما أسفر أيضاً عن إصابة عشرات الناخبين.
وقالت وزارة الداخلية المصرية في بيان أصدرته مساء أمس إن «مشاحنات بين أنصار المرشح المستقل حمدين صباحي ومرشح الحزب الوطني تطورت الى مشاجرة نقل على اثرها المواطن جمعة الزفتاوي وهو من مؤيدي الأخير الى المستشفى حيث توفي».
وأضاف البيان انه «إزاء اشعال المجتمعين النار في اطارات كاوتشوك ومحاولة اشعال اسطوانات غاز بادرت قوات الأمن الى اطلاق غازات مسيلة للدموع لوقف أعمال الشغب وتدارك تطور الأمر الى التعدي على مقار اللجان وتأميناً للسادة أعضاء الهيئات القضائية» الذين يشرفون على الانتخابات.
وكان نادي القضاة المصريين دعا أعضاءه بعد الظهر الى الانسحاب من اللجان اذا تأكد لهم انهم لا يستطيعون القيام بعملهم وتأمين سير العملية الانتخابية بشكل سليم نتيجة منع الشرطة للناخبين من دخول مراكز الاقتراع.
ومن جانبه كشف المستشار هشام البسطويسي عضو مجلس إدارة نادي القضاة أن نفس أسلوب البلطجة واستخدام المال ساد في المرحلة الثالثة وهو ما يؤثر على نتائج الانتخابات النهائية ويشكك في شرعيتها خاصة في كفر الشيخ والشرقية والمنصورة وسوهاج. وطالبت المنظمة المصرية لحقوق الإنسان والحملة المصرية لمراقبة الانتخابات و16 منظمة حقوقية مصرية بالتحقيق الفوري في مقتله.
وأشارت مصادر إلى أنباء عن حالتي وفاة بلجنة مدرسة جمال عبدالناصر الإعدادية بنات بدائرة الحامول، كما وردت أنباء عن إصابة حمدين صباحي ونقله إلى المستشفى مع 50 من أنصاره أصيبوا في اشتباكات مع قوات الأمن.
وأفاد المركز العربي لاستقلال القضاء والمحاماة بأن المراقبين رصدوا في العديد من الدوائر قيام البلطجية بضرب الناخبات ونزع أغطية رأسهن (الحجاب) وتمزيق ملابسهن وفرض حصار أمني على العديد من الدوائر رغم محاولة العديد من رؤساء اللجان كسر الحواجز الأمنية في مواجهة الناخين.
وكشفت غادة شهبندر الناطقة باسم حركة (شايفينكو) لمراقبة الانتخابات أن دوائر محافظة الشرقية وكفر الشيخ شهدت انتهاكات وتدخلات أمنية وصلت لحد إغلاق كامل للجان واعتصام أنصار مرشح جماعة الإخوان في دائرة ههيا بالشرقية بسبب اعتداءات الأمن وتدخلات الحكومة. وقالت وزارة الداخلية إن مؤيدي الإخوان المسلمين أثاروا الشغب وإن أجهزة الأمن فرقت تجمعاً ضم نحو 1500 منهم.
القاهرة ـ «البيان» والوكالات: