المعلمات يلجأن لشراء كلى ومخ الحيوانات ويتعرضن للحرج

نقص عينات التجارب يقلق معلمي الجيولوجيا برأس الخيمة

ت + ت - الحجم الطبيعي

أعرب كادر الجيولوجيا في منطقة رأس الخيمة التعليمية عن انزعاجه من نقص عينات التجارب خاصة مواد البترول الخام بنوعيها الثقيل والخفيف، المطلوبة للتجارب العلمية في مادة الجيولوجيا بالمرحلة الثانوية، ما أخر شرح الدرس المطلوب لحين توفير العينة من بئر بترول مباشرةً، واشتكت بعض معلمات الأحياء من شرائهن الأعضاء الحيوية كالكلى والمخ وقلوب الحيوانات، ما يعرضهن للكثير من الحرج لطبيعة المتواجدين في هذه الأماكن.

وكشف الأمر معاناة يتعرض لها أمناء المختبرات لإيجاد العينات المطلوبة للتجارب بعد إسناد وزارة التربية والتعليم المزيد من الصلاحيات للمدارس خاصةً بعد طرح ميزانية مستقلة لها، الأمر الذي حدا بالمدارس لتوفير الخامات من ميزانيتها السنوية ما زاد أعباءً عليها وأرهقها، خصوصاً مع استغلال شركات موردة الموضوع ورفعت الثمن.

وبينت مريم أمين أمينة مختبر في مدرسة الحديبة للتعليم الثانوي، بأنهم عانوا من عدم توفر هذه المواد، الأمر الذي اضطرهم للتصرف والذهاب بمفردهم لجلبها، ما أرهق ميزانيتهم الشخصية حيث توفر المدرسة ثمن العينة ولا توفر ثمن البترول الذي تستخدمه المعلمة للذهاب لأماكن جلب العينات، التي تكون أحيانا بعيدة عن محل إقامتها.

واشتكت مريم من صعوبة الذهاب في بعض الأحيان إلى أماكن إحضار العينات خاصةً لمادة الأحياء، التي تتطلب الذهاب للمسلخ الخاص بذبح الحيوانات لإحضار بعض الأعضاء الحيوية كالكلاوي والمخ وقلوب الحيوانات، ما يعرضها للكثير من الحرج لطبيعة المتواجدين في هذه الأماكن.وتتحدث أمينة المختبر عن المواقف الحرجة التي تعرضت لها لتوفير عينات التجارب كعينة التبغ، فاضطرت للاتصال بالبقالة المجاورة للمدرسة لشراء عبوة من السجائر.

**توحيد المصادر

أما مريم الجيري معلمة الجيولوجيا في مدرسة الحديبية، فبينت ضرورة توحيد مصادر جلب هذه العينات من قبل جهة مسؤولة كالمنطقة التعليمية أو وزارة التربية والتعليم، فتبني المسألة من قبلهما سيوفر الوقت والجهد على المدارس وسينعكس إيجابياً في سير المناهج الموضوعة من قبل مختصين في الوزارة.

وأضافت معلمة الجيولوجيا أن تولي المسؤولية من قبل جهة رسمية سيضبط عملية الأسعار ويحددها خاصةً وان الجهة المسؤولة ستتعاقد على كميات كبيرة تكفي احتياجات كل المدارس، ويحقق نسبة نجاح للتجارب من خلال توفير العينات المطلوبة بدقة.

وفي السياق نفسه قالت موجهة مادة الكيمياء والجيولوجيا في منطقة رأس الخيمة التعليمية موزة سيف بن سبت، إنهم يمرون بكثير من الحالات التي لا يمكنهم فيها توفير الخامات بالرغم من سعيهم الشخصي لإيجادها، وما مصاعب توفير عينة البترول الخام إلا مثال لهذه المصاعب.

وتشير موجهة المنطقة التعليمية إلى أنهم حرصوا على إيجاد خام البترول لأن البديل كان صعب التحقيق خاصة للطالبات، حيث يفترض أن تكون زيارات حقلية للجبال لملاحظة الصخور والخامات المتواجدة في المنطقة، ما يصعب تحقيقه لخطورة المنطقة وصعوبة الوصول إليها خاصة لمجموعة كبيرة من الطالبات.

**جهود ذاتية

وقال إبراهيم تيم مدرس الجيولوجيا في مدرسة طنب للتعليم الثانوي بنين، إنهم عادةً ما يستعينون بجهودهم الذاتية أو الطلبة لإيجاد العينات المطلوبة للتجارب، أو تقوم المدرسة بشرائها لهم إذا كانت متوفرة في الأسواق، إلا إننا حالياً لا نعرف الطريقة المثلى لحل مشكلة النفط، خاصةً وان المطلوب إيجاد نوعين من النفط والمقارنة بينهما في تجربة من حيث الصفات والملاحظات.

وذكر محمود نور الدين مدرس مادة الجيولوجيا بمدرسة رأس الخيمة الثانوية للبنين، انه يجب توخي كامل الدقة عند إجراء تجارب علمية خاصة في مادة الجيولوجيا، فأنت لا تستطيع أن تقنع الطالب بالمادة العلمية ما لم يشاهد هذه الملاحظات والمعلومات بنفسه.

**تخطيط لا تنفيذ

وأجابت هيفاء آل درويش رئيسة قسم المختبرات في وزارة التربية والتعليم عن تساؤلات الميدان التربوي، حول تولي الوزارة عملية توريد الأجهزة والعينات الخاصة بالتجارب بشكل كامل، بأنهم يتبعون توجهات الوزارة الجديدة القاضية بإعطاء مزيد من الصلاحيات للمدارس، وينحصر دورهم في عملية التخطيط لا التنفيذ.

وأضافت آل درويش أنهم حالياً يحتفظون ببعض الصلاحيات والمسؤوليات، التي سيتم مستقبلاً أيضاً تحويلها للميدان التربوي بشكل تام، ودورنا في العملية هو تهيئة الميدان لتنفيذ هذه الصلاحيات، من خلال إعطائهم المعايير السليمة لمواجهة العملية والقيام بها على أكمل وجه، بالتالي فعلى المدارس أن تقوم بتحمل أعبائها وإيجاد الطرق التي تسهل العملية لها.

وذكرت رئيسة قسم المختبرات بأنهم قد ابتدأوا فعلاً عملية إرشاد الميدان بمجموعة من الدورات وورش العمل، الموجهة لفئات معينة من موجهي المختبرات والمنسقين وعدد من موجهي المجال، إضافة لعينة مختارة من أمناء المختبرات في الدولة، حول طرق استلام المواد ومطابقتها لمعرفة صلاحيتها وغيرها من الأمور الفنية التي تجعلهم يتغلبون على مصاعب العملية.

وأضافت أن هناك استعدادات في الفترة المقبلة، لإخضاع مجموعة كبيرة من أمناء المختبرات لهذه الدورات بعد زيادة الطلبة على هذه المعلومات من قبل الميدان لمواجهة المشكلات التي يعيُشونها مع عينات وأدوات المختبرات. وحول عينة البترول الناقصة في مدارس الدولة كافة للمرحلة الثانوية، أكدت هيفاء آل درويش أنهم قد حصلوا أخيرا على أواني الحفظ التي كان نقصها يعوق إتمام تزويد المدارس بها، بعد أن قامت منطقة أبوظبي التعليمية بدور الوسيط بيننا وبين شركة العمليات البرية إدكو، لتوفير العينات مع أواني الحفظ لكافة مدارس الدولة الثانوية.

مخاطبات شخصية مع شركات النفط

بين موجه مادة الجيولوجيا في منطقة رأس الخيمة التعليمية سالم جاسم محمد السلومي، أنهم خاطبوا المعنيين بالوزارة بأهمية توفير الخامات بكميات معقولة تكفي احتياجات كل المدارس ما حدا بأحد العاملين في المنطقة التعليمية بالتخاطب بصورة شخصية مع إحدى شركات النفط لتوفير كمية من الخامات بصورة عاجلة.

وأضاف موجه مادة الجيولوجيا انه بالرغم من سد احتياجات بعض المدارس حالياً، إلا أن الكميات غير كافية لباقي المدارس، حيث تمت تغطية حاجة الطالبات فقط من الخام دون مدارس البنين، إضافة إلى أن الخام المتوافر غير مكتمل الصفات التي يجب أن يدخل بها إلى التجربة، فالمطلوب بالتجربة نفط ثقيل وخفيف، والنفط المتواجد هو نفط مختلط، مما يوصل المعلومات بصورة غير دقيقة للطلبة عند إجراء التجربة.

رأس الخيمة ـ رباب جبارة

Email