هزّ انفجار ضخم لسيارة مفخخة منطقة المنارة الساحلية في العاصمة اللبنانية بيروت مساء أمس ونسف سيارة النائب وليد عيدو من تيار المستقبل، الذي لقي مصرعه على الفور مع نجله الأكبر واثنين من حراسه، وستة مدنيين آخرين تناثرت جثثهم بفعل الانفجارالذي كان من القوة لدرجة أنه قذف بجثمان النائب وابنه إلى ملعب نادي النجمة المجاور لمكان الحادث وتسبب في قتل اثنين من لاعبي النادي .

وسارعت رموز الأغلبية إلى توجيه أصابع الاتهام إلى سوريا، إما مباشرة مثلما فعل وليد جنبلاط أو ضمناً على طريقة سعد الحريري زعيم تيار المستقبل الذي طالب الجامعة العربية بحماية لبنان ومقاطعة دمشق.وقال مصدر أمني إن عشرة قتلى وأحد عشر جريحاً سقطوا في الانفجار الذي استهدف موكب عيدو، أحد أبرز نواب تيار المستقبل وهو خارج من مسبح يرتاده عادة في منطقة المنارة. وأضاف أن عيدو ونجله واثنين من مرافقيه قتلوا في سيارة النائب الذي ينتمي للأكثرية البرلمانية المناهضة لسوريا، بينما قتل ستة أشخاص آخرين وجُرح احد عشر كانوا متواجدين في المكان.وأكد الحاج اسعد سبليني عضو مجلس إدارة نادي النجمة في تصريح هاتفي لوكالة فرانس برس: «أدت عملية التفجير إلى مقتل اللاعبين حسين نعيم وحسين دقمام اللذين توجها مباشرة بعد انتهاء مباراة تجريبية إلى خارج الملعب في سيارة الأخير».

وأضاف: «دقمام يلعب في الفريق الأول، أما نعيم فكان الموسم الفائت في فريق الشباب لكن تم ترفيعه إلى الأول». وتابع «كادت عملية التفجير تؤدي إلى مجزرة لأن مدرب الفريق فادي اليماني كان قد أنهى مباراة اختبارية مع أحد فرق الشمال قبل دقائق معدودة من الانفجار، والمدرج الذي انهار بفعل قوة هذا الانفجار كان مليئاً بالجمهور».

وقال المصدر انه حسب التقارير الأولية فإن الانفجار ناجم عن عبوة ناسفة تزن 75 كيلوغراماً كانت موضوعة في سيارة مركونة إلى جانب الطريق الذي سلكه موكب عيدو.وصرح متطوع بالشرطة بأنه جرى إجلاء عدد من الجرحى من موقع الحادث تتراوح إصاباتهم بين الخطيرة والمتوسطة.

وأقامت قوات الجيش نقاط تفتيش حول المنطقة حيث أفادت تقارير الشرطة الأولية أنه جرى تفجير السيارة المفخخة بالتحكم عن بعد.وهذا الانفجار هو السادس الذي يهز بيروت منذ اندلاع المواجهات بين الجيش اللبناني ومسلحي حركة فتح الإسلام في شمال البلاد في 20 مايو الماضي.

كما أنه الانفجار الأول الذي يقع في وضح النهار بينما كانت الانفجارات السابقة تقع قرب منتصف الليل وتتسبب في خسائر اقل.وترأس عيدو لجنة الدفاع والأمن النيابية، وهو عضو في لجنتي الإدارة والعدل النيابية، ولجنة الشؤون الخارجية النيابية.وبدأ عيدو حياته البرلمانية مع رئيس الحكومة الأسبق رفيق الحريري الذي قضى بانفجار ضخم في بيروت في فبراير من العام 2002 .

وسارع وزير الاتصالات اللبناني مروان حمادة، من الأكثرية النيابية المناهضة لسوريا، باتهام النظام السوري باغتيال النائب وليد عيدو. وقال إن هذا الانفجار يأتي في إطار مخطط تنتهجه سوريا للانتقام من إنشاء المحكمة الدولية التي ستتولى محاكمة المشتبه في تورطهم في اغتيال رفيق الحريري. واتهم النائب الدرزي وليد جنبلاط النظام السوري بالوقوف وراء الانفجار.

وقال جنبلاط إن النظام السوري يقف وراء هذا الاغتيال. أما سعد الحريري زعيم الأكثرية النيابية فقد اتهم سوريا ضمناً في كلمة متلفزة وقال «الأصابع نفسها التي اغتالت الشهيد الرئيس رفيق الحريري وسائر الشخصيات، أصابع الشر وأجهزة الشر التي تزرع الرعب في كل لبنان، هي نفسها ارتكبت جريمة اغتيال وليد عيدو».

ودعا الحريري «الجامعة العربية بشكل خاص إلى تحمل مسؤولياتها تجاه النظام الإرهابي الذي يخل بأمن لبنان ويقتل رجاله». وأضاف «إما أن تتمكن الجامعة من حماية لبنان، البلد المؤسس فيها، وإما أن تقاطع نظام الإرهاب الذي يعتدي على لبنان بدون هوادة أمام أعين العالم كله».

من جهته دعا رئيس الحكومة فؤاد السنيورة الليلة الماضية المحكمة الدولية لتوسيع تحقيقها ليشمل الجرائم التي تلت تشكيلها ومجلس وزراء الخارجية العرب للانعقاد «استثنائياً» لمناقشة اغتيال النائب وليد عيدو.وقال السنيورة في كلمة متلفزة تلاها اثر اجتماع طارئ للحكومة «قررنا دعوة مجلس وزراء الخارجية العرب للانعقاد استثنائياً حتى تتحمل الجامعة العربية مسؤوليتها تجاه لبنان».

كما قررت الحكومة «طلب توسيع التحقيق الدولي ليشمل الجريمة الإرهابية التي ارتكبت بعد دخول المحكمة الدولية حيز التنفيذ».وأضاف «وسنطلب من الأمم المتحدة المساعدة التقنية والأمنية اللازمة».وأعلن السنيورة الخميس يوم حداد عام.

وقد أجرى السنيورة اتصالات أبرزها مع الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى والرئيس المصري حسني مبارك وأمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح من اجل انعقاد مجلس وزراء الخارجية العرب كما أفاد مصدر حكومي.كما أجرى السنيورة اتصالات بوزراء خارجية كل من السعودية ومصر والإمارات وقطر .

من جانبه قال الرئيس إميل لحود في بيان إن «هذه الجريمة النكراء التي تزامنت مع تقدم المساعي والاتصالات لإيجاد حل للأزمة السياسية الراهنة في لبنان تدفعنا مرة أخرى إلى الدعوة بإلحاح إلى توحيد الصف وتفويت الفرصة أمام أعداء لبنان الذين يستهدفون امن هذا البلد واستقراره وراحة أبنائه».

في واشنطن أعرب البيت الأبيض عن أسفه لاغتيال عيدو وكرر دعمه للحكومة اللبنانية برئاسة فؤاد السنيورة.وقال المتحدث باسم البيت الأبيض غوردن جوندرو إن «الولايات المتحدة تأسف للاعتداء الأخير في بيروت ». وأضاف « نحن إلى جانب الشعب اللبناني وحكومة رئيس الوزراء فؤاد السنيورة في معركتهما ضد المتطرفين الذين يحاولون تعطيل مسيرة لبنان نحو السلام والازدهار وديمقراطية دائمة».

وأعلن الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي انه «يدين بكل حزم جريمة الاغتيال البشعة» التي استهدفت النائب وليد عيدو»وجاء في بيان لرئيس الوزراء الايطالي رومانو برودي انه «يدين بأشد العبارات الاعتداء الجبان الذي شهدته بيروت».