محمد حسان في محاضرة بجائزة دبي: الإسلام يساوي بين الأبيض والأسود وبين العربي والأعجمي

القرآن الحجة البالغة والدلالة الدامغة والنعمة الباقية

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

برعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي راعي جائزة دبي الدولية للقرآن الكريم تواصلت مساء أول من أمس فعاليات المحاضرات للجائزة بغرفة تجارة وصناعة دبي لليوم الرابع على التوالي بمحاضرة ألقاها الشيخ محمد حسان وكانت بعنوان «إعجاز القرآن الكريم» أكد خلالها أن القرآن الكريم هو الحجة البالغة والدلالة الدامغة والنعمة الباقية وهو شفاء لما في الصدور.

وتحدث الشيخ حسان عن صور الإعجاز في القرآن ومنها الإعجاز البياني والإعجاز التشريعي والإعجاز العلمي والإعجاز الغيبي، مؤكدا أن الإسلام لا يقلل من شأن العلوم بأنواعها إلا أن أعلاها شأناً وقدراً وأوضحها دليلاً هو القرآن الكريم.وقال إن القرآن هو كلام الله عز وجل وهو مصدر كل فضيلة والموصل إلى سعادة الدنيا والآخرة مشيرا إلى أن القرآن هو كلام الله المعجز المنزل على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم والمتعبد بتلاوته والمتحدى بأقصر سورة منه والمكتوب في المصاحف من سورة الفاتحة إلى سورة الناس، والمنقول إلينا بطريقة التواتر.وأوضح أن أشهر أسماء القرآن هي القرآن مصداقا لقول الله سبحانه «شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان»، والذكر والفرقان «تبارك الذي نزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيرا»، ومن أشهر الأسماء أيضا الكتاب «ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين».

وعن الإعجاز البياني قال الشيخ محمد حسان إن القرآن الكريم كنز حقائق وبحر درر ودقة نظم وجمال أسلوب وعذوبة لفظ، وأضاف أن مصدرية القرآن دليل إعجازه، فهو كلا م الله عز وجل تحدى به أساطين البلاغة وفرسان اللغة، وجعله معجزة خالدة إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، وجعله رسالة باقية خالدة في عصر الذرة وعصر الفضائيات وعصر العلم، ومازال التحدي قائما إلى قيام الساعة.

وقال الشيخ محمد حسان إن الله سبحانه وتعالى تحدى بهذا القرآن قريشا بأن تأتي بمثله «قل لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا»، ثم تحداهم أن يأتوا بعشر سور فقال سبحانه «فأتوا بعشر سور مفتريات»، ثم خفف عنهم فتحداهم أن يأتوا بسورة واحدة «وإن كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا فأتوا بسورة من مثله».

وذكر الشيخ حسان قصة الحوار الذي دار بين رسول الله صلى الله عليه وسلم وبين عتبة بن ربيعة ورجوع عتبة إلى قومه يدعوهم ليخلوا بينهم وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكلام الوليد بن المغيرة عن القرآن «إن له لحلاوة وإن عليه لطلاوة وإنه ليعلى ولا يعلى عليه». وأضاف أن من إعجاز القرآن البياني الاتساق بين اللفظ والمعنى، ولو تم حذف كلمة والإتيان بكلمة مرادفة لا يمكن أن يستقيم معناها.

وعن الإعجاز التشريعي قال إن القرآن الكريم سبق الإعلان العالمي لحقوق الإنسان منذ أربعة عشر قرنا من الزمان، فالإسلام ساوى بين الأبيض والأسود وبين العربي والأعجمي، وساوى بين الآدمية والإنسانية «يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم».

مؤكدا أن الأمة سعدت بهذا التشريع يوم أن حولته إلى واقع عملي، وتحولوا على سادة وقدموا حضارة راقية لا تعدلها حضارة في مبادئها وأخلاقها، «كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر».

وقال إن تشريف الأمة يقابله تكليف ومسؤولية أمام الله سبحانه وتعالى، مؤكدا أنه لا توجد فضائية على مستوى هذا الدين لتبلغه للناس كافة. وقال إن الخطوة العملية لتحقيق ذلك لا تأتي إلا بالتوحيد الخالص بصفائه ونقائه وشموله، فالإسلام عقيدة تنبثق منها شريعة «قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين»، والعبادة اسم جامع لكل ما يحبه الله «وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون».

وحول الإعجاز العلمي قال إن العلماء انقسموا حيال هذا الأمر إلى ثلاثة أقسام، فمنهم من لا يقر بعملية الإعجاز العلمي، ومنهم من يريد إثبات النظريات العلمية بآيات من القرآن الكريم ولو بلي تفسيرها ومعناها، وهناك فريق وسط يرى أن القرآن كتاب هداية وعقيدة ، ولكنه يشتمل على آيات للإعجاز تدل على عظمته.

وهو كتاب أخلاق وعبادات ولكنه به مئات الآيات التي تحدثت عن أمور علمية لم يثبتها العلم إلا حديثا، منها وجود مراكز الأعصاب في الجلد «كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلودا غيرها ليذوقوا العذاب»، ومراحل تكوين الجنين من النطفة ثم العلقة ثم المضغة. وعن الإعجاز الغيبي قال إن هناك ثلاثة أنواع من الغيب وهي: غيب ماض وهو غيب الأمم السابقة، وغيب في حياة النبي صلى الله عليه وسلم، وغيب مستقبلي.

وتطرق الشيخ محمد حسان إلى كل نوع من هذه الأنواع، مؤكدا أن الله سبحانه وتعالى أطلع نبيه على غيب المستقبل وأخبر أن المستقبل لهذا الدين «يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم والله متم نوره ولو كره الكافرون»، داعيا المسلمين للأخذ بكتاب الله وعدم الانهزام النفسي أمام تحديات العصر.

دبي ـ السيد الطنطاوي

Email