السنة السيئة وأثرها على المجتمع

السنة السيئة وأثرها على المجتمع

ت + ت - الحجم الطبيعي

قال صلى الله عليه وسلم: «من سن سنة سيئة، كان عليه وزرها، ووزر من عمل بها من بعده إلى يوم القيامة من غير أن ينقص من أوزارهم شيء». وربما يسأل سائل: لماذا يؤاخذ الإنسان بعمل غيره؟ مع العلم أنه من المقرر في الشريعة الإسلامية أن الإنسان لا يؤاخذ بعمل غيره «ولا تزر وازرة وزر أخرى».

والإجابة أن من سن سنة سيئة كان بمثابة المتحدي لأحكام الله تعالى ولشريعته، فقد تعمد القصد من وراء تلك السيئة وأراد تعديه تلك السيئة ومجاوزتها إلى غيره لنشر الضلالة والفساد بين المجتمع الطاهر. لذلك حمله سبحانه وزر من عمل بتلك السيئة، وكأنها أعماله ومما كسبت يداه، وهي عدالة الله في خلقه، «وما ظلمناهم ولكن ظلموا أنفسهم».

ونحن لو نظرنا للواقع التاريخي لوجدنا أن هذه البدع، وهذه المنكرات الشائعة اليوم بسبب وجودها أشخاص من أبناء الإسلام ممن تثقفوا ثقافة غربية ونادوا بالتحرر من الماضي ونبذ تعاليم الاسلام ليسيروا في متاهات الضلال، وليفتحوا الطريق أمام غيرهم ممن لا يعلمون شيئاً من ذلك ليوقعوهم في المهالك وليبعدوهم عن دينهم وماضيهم، وأسلافهم.

أما السنة الحسنة فإن الله تعالى قد كرم صاحبها وضاعف له الثواب أضعافاً مضاعفة مستمرة ما استمرت تلك الحسنة وإلى أن تنتهي بقول عليه الصلاة والسلام: «من سن سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة». ولكن بشرط الإخلاص في العمل بأن يكون ذلك العمل خالصاً لله تعالى، ومن هذه الأعمال افتتاح مدرسة لتحفيظ القرآن فبقيت تلك المدرسة يعمل بها غيره فله أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة.

فإن هذه الأعمال من كسب يده فكتب له سبحانه الثواب ما دامت على وجه الأرض، وفي حديث الرسول عليه الصلاة والسلام: «إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له».

رجاء علي

Email