وفد الهلال يستقبل سناء في أبوظبي لمتابعة رحلة علاجها بأميركا

الشيخة فاطمة تتكفل بعلاج طالبة سودانية تعرضت لحروق

ت + ت - الحجم الطبيعي

وصلت إلى الدولة مساء أمس الأول الفتاة السودانية سناء الأمين عوض الكريم وذلك بناء على توجيهات سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك الرئيس الأعلى لمنظمة التنمية الأسرية التي تكفلت بعلاجها بعد ان تعرضت لحادث أدى إلى تشوه وجهها واحتراقه قبل عامين من قبل زوجها وشقيقها.

وكان في استقبال سناء وشقيقها مصطفى لدى وصولهما إلى مطار أبوظبي أمس الأول الدكتور علي عبدالله الكعبي رئيس مجلس ادارة هيئة الهلال الأحمر واحمد جعفر عبد الكريم السفير السوداني لدى الدولة وعدد من المسؤولين في الهلال الأحمر.

وأكد الدكتور علي الكعبي انه بتوجيهات سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك الرئيس الاعلى لمؤسسة التنمية الاسرية فانه سيتم علاج سناء في مستشفى جورج هوبكنز بواشنطن في الولايات المتحدة الاميركية على نفقة سمو الشيخة فاطمة مشيرا الى ان هذه المبادرة ليست جديدة على ام الامارات التي امتدت اياديها البيضاء لتقديم المساعدة الى المحتاجين والمرضى والضعفاء ليس في الامارت فحسب وانما على مستوى العالم.

وقال ان سمو الشيخة فاطمة وجهت هيئة الهلال الأحمر بسرعة اتخاذ الإجراءات اللازمة لاستقدام سناء وتوفير الرعاية الصحية والعلاجية لها حيث جاءت مبادرة سمو الشيخة فاطمة تجاوبا مع نداءات أسرة الطالبة السودانية التي أطلقتها مؤخرا لذوي القلوب الرحيمة لعلاج ابنتهم ومساعدتها على تجاوز محنتها الإنسانية. وأشار الكعبي إلى أن سناء التي قدمت الدولة برفقة شقيقها ستغادر خلال اليومين المقبلين إلى الولايات المتحدة حيث سيتم تقديم لها العلاج التجميلي والنفسي والذي قد يستغرق عاما ونصف.

وقال إن سناء التي تعتبر ضحية للعنف الأسري وجدت من يواسيها ويمسح عنها أحزانها، مؤكدا على أن الهيئة ستتابع عن كثب مراحل علاج سناء داخل الولايات المتحدة الأميركية والذي قد يستغرق وقتا طويلا وستقدم لها كافة سبل الرعاية والعناية حتى يتم شفاؤها وتعود إلى أسرتها في تمام الصحة و العافية.

ووجهت سناء الأمين عوض الكريم عميق الشكر والامتنان إلى سمو الشيخة فاطمة ( ام الإمارات) وقالت ان مبادرة سمو الشيخة فاطمة الكريمة أدخلت الفرحة إليها والى أسرتها وفتحت أبواب الأمل على مصراعيها أمامها وجعلتها تقبل على الحياة من جديد.

من جانبه أوضح عوض الكريم الأمين عوض الكريم شقيق سناء الذي يرافقها في رحلة الاستشفاء أن أسرته ظلت مهمومة بالمأساة التي أصابت سناء مع إيمانهم بقضاء الله و قدره إلا أنهم لم يفقدوا الأمل وظلوا يبحثون عن جهة تساعدهم في علاجها نسبة للتكاليف الباهظة التي وصلتهم من بعض المستشفيات في الغرب وأميركا التي عرضوا عليها حالة سناء والتي يتوفر فيها هذا النوع من العلاج، مؤكدا على أن توفير تكاليف العلاج وقفت حائلا دون تحقيق أمنيتهم في علاج ابنتهم خاصة وأنهم أسرة محدودة الدخل إلى أن جاء الفرج من إمارات زايد الخير والعطاء تحمله مبادرة سمو الشيخة فاطمة الإنسانية.

من جانبه أكد احمد جعفر عبد الكريم سفير السودان لدى الدولة على أن مبادرة سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك الإنسانية أثلجت صدور السودانيين قاطبة ، مشيرا إلى أنها ليست غريبة على ( أم الإمارات ) التي امتدت أياديها البيضاء للقريب و البعيد ، وشدد على أن سموها سباقة دائما في عمل الخير ودعم مجالاته المختلفة ، منوها في هذا الصدد إلى أن سناء تلقت العديد من المبادرات من خارج السودان لعلاجها إلا أن سمو الشيخة فاطمة كانت سباقة كدأبها وبالتالي نالت الفضل واستحقت الإحسان والثناء و التقدير.

يذكر أن سناء الأمين عوض الكريم 20 عاما تدرس بالسنة الأولى بكلية الآداب والعلوم السياسية في جامعة جوبا وتقطن مع أسرتها في قرية أم حجار المكاشفي في محافظة المناقل بولاية الجزيرة وسط السودان وتعرضت لمأساة إنسانية نتج عنها إصابتها بحروق شديدة في الوجه و الرأس، وحددت التقارير الطبية أنها تحتاج لزراعة قرنية وعدسات ورموش وشعر الرأس إلى جانب جراحة تجميلية للوجه. وكانت القنوات الفضائية العربية قد عرضت على شاشتها مأساة الطالبة سناء وتداعياتها الإنسانية على مستقبلها ومسيرتها التعليمية، وتابعت معاناتها مع المرض التي دامت أكثر من عامين وجعلتها طريحة الفراش وسجينة أسوار المنزل.

سناء ... مأساة عروس سودانية

ما حدث مع سناء تلك الفتاة البريئة من السودان، والتي تسابقت معظم المحطات الفضائية لنقل قصتها يعتبر حكاية مأساوية لعروس سودانية سكب أخوها على وجهها لترين من ماء النار «التيزاب» وهي نائمة، ليشوه وجهها الجميل ليكتشف الأخ انه أقدم على تحطيم حياة شقيقته دون أن يعلم لأن الزوج الحاقد أوهمه أن الماء الموجود في العبوة عبارة عن ماء مقروء عليه آيات قرآنية لأن سناء مسحورة ويجب ان يسكب عليها هذا الماء لتعود إلى رشدها.

يقول عوض الكريم الأمين شقيق سناء الذي يرافقها في رحلة علاجها من الإمارات إلى أميركا إن شقيقه الآخر الذي أقدم على صب مادة حارقة على سناء لم يكن يعلم ماهية تلك المادة وان الزوج أقنعه بذلك خاصة وان سناء كانت رافضة لزوجها ورفضت البقاء معه وعادت إلى بيت أسرتها وحاول الزوج إعادتها ألا أنها كانت رافضة له منذ البداية.

ويضيف لقد اجبرت شقيقتي على الزواج من هذا الرجل الذي يكبرها بعشرين عاما لانه استطاع ان يخدع عائلتي بانه انسان ملتزم ومتدين، وبعد عام من عقد القران لم تتجاوب شقيقتي مع عريسها، وكانت ترفضه طالبة منه الطلاق، وبعد مضي نصف العام علي الزواج المعلق بدأ العريس المرفوض يخطط للجريمة البشعة بدهاء ومكر، ولأنه يعلم تمام العلم أن زوجته المتمردة تملك وجهاً ملائكياً فكان أول ما يفكر فيه هو تشويه هذا الجمال الأخاذ.

وذهب الزوج إلى محل لبيع البطاريات بالقرب من مكان عمله في مدينة الخرطوم، فطلب من صاحبه ماء النار «صودا كاوية» وهو أشد فتكاً وحرقاً من ماء النار العادي، و قام بحبك رواية انطلت على مصطفى وهو اخ سناء، حيث أخبره بأنه ذهب إلى أحد الشيوخ فقال له: إن الشيخ كتب له تعويذة للصلح تشترط ان يقوم اخ الفتاة بسكب هذا الماء على وجه سناء أثناء نومها وشرط أن يكون ذلك عند الثالثة صباحاً. وحول مصير زوج سناء السابق أكد لنا شقيقها أن المحكمة قامت بتطليقها منه وانه لا يزال في المحاكمة وان القضية ما زالت أمام القضاء.

أبوظبي ـ ماجدة ملاوي

Email