وصايا نبوية للحياة الزوجية ـ الكلمة الطيبة

الزواج في الإسلام هو رباط مقدس وعقد مبارك ورحلة حياة طويلة، والزواج الناجح هو أهم العوامل التي يعتمد عليها رقي أي مجتمع وتقدمه وهو لكي ينجح يلزمه عناصر يرتكز عليها.

وفى هذه الزاوية نتحدث عن أهم الوصايا النبوية التي تضمن السعادة والاستقرار لأفضل حياة زوجية إن شاء الله.

والوصية النبوية التي نتناولها اليوم هي «الكلمة» التي يجب أن يتبادلها كل من الزوجين لبعضهما البعض مهما كانت الظروف التي يمران بها.... وقد أمرنا المولى عز وجل أن نحرص على كل كلمة تخرج من أفواهنا لأننا محاسبون عليها فيقول تعالى: «ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد» سورة ق آية 18.

ويقول صلى الله عليه وسلم: «من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت».

ويقول الإمام الشافعي رحمه الله: «إذا أراد أحدكم الكلام فعليه أن يفكر في كلامه، فإن ظهرت المصلحة تكلم وإن شك لم يتكلم، حتى تظهر». فإنك إذا تكلمت بالكلمة ملكتك ولم تملكها.

والكلمة الطيبة كذلك صدقة، فإن من حُسن تبعل المرأة لزوجها أن تسمعه الكلم الطيب الذي يغبطه ويسره، وأن تتحين الفرص المناسبة التي تُثنى فيها على أفعاله، وعلى مشترياته حتى لو كانت بسيطة، وكذلك من حُسن خلق الزوج أن يٌثنى على زوجته وأن يسمعها دائما الكلام الطيب الذي يغبطها ويسرها فيمتدح طبخها، وحٌسن صنيعها، ويا حبذا لو أشاد بها أمام أحد أفراد أسرتها فإن ذلك يجعل من رصيد محبته في قلبها مالا يُمكن أن يتخيله أو يحلم به.

ويؤكد الكثير من خبراء علم النفس أن للكلمة تأثير كبير في قلب وعقل الأشخاص الذين نتعامل معهم، أكثر مما نتوقع بكثير، فمثلا عندما تنادى الزوجة زوجها بكلمات محببة إلى قلبه ودالة على بعض من صفاته «كأن تقول له مرحبة به»: أهلا بالموظف المثالي، أهلا بزوجي الحبيب،أهلا بالبطل الرياضي، فإن هذه الكلمات تختزل في العقل الباطن، وتؤدى إلى نتائج ايجابية لمن قالها ولمن سمعها أيضا.

وكذلك الزوج الناجح إذا ما التقط بعض الصفات والكلمات الجميلة لزوجته فناداها، بأحب الصفات إليها كأن ناداها يا حبيبة، أو يا جميلة، فإنه بذلك يدخل السرور على زوجته التي بدورها سوف تنقله إليه.

وفى حالات الهدوء والاستقرار، لابد أن تكون الكلمة الطيبة هي سلاحنا ووسيلتنا المثلى التي نستخدمها فيما بيننا كوسيلة راقية من وسائل إنماء المحبة بين كل أفراد الأسرة، أما في حالات الغضب... فعلينا أن نتماسك ونتعلم أدب الكلمة من الهدى الإلهي عندما يعلمنا القرآن الكريم القول اللين حتى مع أخبث بني آدم وهو فرعون الذي ادعى إلوهيته ورغم ذلك عندما ابتعث إليه سيدنا موسى وأخيه هارون أمرهما معه بالقول اللين معه، فيقول تعالى في سورة طه آيتي 42 .43:

«اذهبا إلى فرعون إنه طغى فقولا له قولا لينا لعله يتذكر أو يخشى» فثورة الغضب عندما تتملك من الإنسان ربما أصبح لا يدرى ما يقول لذلك على المرء أن يحافظ على كلمته حتى في وقت الغضب، لأن الخلاف يزول والموقف ينتهي ولكن تظل للكلمة وقع وأثر على النفس.

جيهان محمود متولي

الأكثر مشاركة