د. سيف الغيص: الاستنزاف الجائر يهدد أسماك القرش والشفافين واللخمة بالانقراض

د. سيف الغيص: الاستنزاف الجائر يهدد أسماك القرش والشفافين واللخمة بالانقراض

ت + ت - الحجم الطبيعي

يعرف الخليج العربي بتنوع الأحياء البحرية، التي تنتشر في بيئات مختلفة مثل بيئة نباتات القرم وأنظمة الشعاب المرجانية وحصائر الحشائش البحرية. فهي ميراث الماضي وما نعيش عليه تحالياً وما سوف يرثه أبناؤنا في المستقبل، لكن هناك فرقا شاسعا بين وقتنا الحاضر والماضي حول كيفية حماية البيئة من الملوثات.

حيث نلاحظ حالياً أنه يوجد اهتمام أكثر، لكن يفتقر هذا الاهتمام إلى النظرة التركيبة الجينية للأحياء البحرية التي تهدف إلى حماية النوع. وإذا ما نظرنا إلى أسماك الغضروفية مثل «القرش والشفافين والقوابع ـ اللخمة» في أعلى الهرم الغذائي فهي تتعرض لاستنزاف جائر يهدد بقاءها ويعرضها للانقراض.

وللحديث عن هذا الموضوع التقت «البيان» الدكتور سيف الغيص عضو هيئة تدريس جامعة الإمارات والمدير التنفيذي لهيئة حماية البيئة في رأس الخيمة والذي قال: إن الأسماك الغضروفية في مياه الدولة لا تتعدى 26 نوعا منها أسماك القرش واللخمة، حيث تتعرض أسماك القرش للصيد غير المقنن والتجفيف ليتم تصديرها إلى بلدان شرق آسيا، كما يتم اصطياد أحجام صغيرة بهدف استهلاك لحومها في الأسواق المحلية.

أما القوابع أو اللخمة فهناك أعداد كبيرة منها يتم التخلص منها بعد موتها، كونها أسماكا غير مرغوب فيها وليس لها قيمة تسويقية عالية، وتتم هذه الظاهرة من خلال طرق الصيد بالجرف المعروفة محلياً بالعاملة، وهي طريقة يتم من خلالها جرف الشباك إلى الشاطئ وجرها.

وأضاف الغيص أن أسماك القرش تتربع على قمة الهرم الغذائي فهي تتكاثر بأعداد كبيرة مثال الأسماك العظيمة التي قد تضع الأنثى في بعض الأنواع أكثر من مليون بيضة، أما أسماك القرش فهي بيوضة ولودة أي تبيض وتبقي بيوضها داخل جوفها وعند تفقيس البيض تضعها السمكة الأم، وتلد الأنثى من أربع إلى 14 سمكة قرش صغيرة في الموسم الواحد وبعضها بيوض محوصلة في كيس البيض تضعها الأم بين الشعاب المرجانية والأجسام الصلبة في قاع البحر ليفقس منها الصغار وتسبح مباشرة في العمود المائي.

وبين الغيص أن أسماك القرش تتكاثر ببطء لا تستطيع تعويض ما يتم اصطياده منها لذا تتعرض للانقراض، وهي ذات قيمة بيئية عالية حيث تساعد الإنسان في الحصول على أسماك صحية ونظيفة، وكذلك تساعد على بقاء الأنواع ذات التركيبة الجينية القوية، لأنها تصطاد الأنواع الضعيفة والمريضة من الأسماك البحرية وتبقي لنا الأنواع القوية التي بدورها تنقل الصفات الوراثية القوية لصغارها.

أما الأسماك ذات الصفات الوراثية الضعيفة فأسماك القرش تكون قد قامت بدورها المنوط به في النظام البيئي، كما لوحظ تغير مخزون أسماك القرش، والدليل على ذلك اختفاء أسماك القرش الكبيرة على المستوى المحلي، وهذا يدل على عدم إتاحة الفرصة للأسماك الصغيرة أن تواصل النمو وتصبح كبيرة، حيث يتم اصطيادها وهي في طور النمو، لذا لا تستطيع أن تتدخل الخزون وتنمو، حيث أنها تكون صغيرها، ولم تصل إلى سن البلوغ.

وأشار الغيص في نهاية حديثة إلى طريقة الحافظ على أسماك القرش، وقال إن الإنسان من أذكى المخلوقات وتقع عليه المسؤولية والأمانة التي أوكلت إليه لحماية البيئة والأنواع الأخرى التي تشاركنا في الحفاظ على توازن الأنظمة البيئة، فلا بد من تحديد مواسم الصيد والأحجام والأنواع التي يتم اصطيادها وإلا فإننا نساهم في دمار البيئة التي ورثناها من أجدادنا وآبائنا، ولن يكون هناك فرصة للأجيال القادمة.

Email