لا أحد يملك رداً شافياً على الدكتور عبد الرحيم مصطفوي استشاري اول جراحة الاطفال والمدير الطبي لمستشفى لطيفة، بشأن قضية الطفل الخديج الذي دخل في غيبوبة تامة منذ 139 يوما ويعيش على الاجهزة الصناعية في العناية المشددة، لان مسألة رفع الاجهزة تعتبر بمثابة قتل للنفس البشرية وهذا محرم في الاديان السماوية كافة.
تقارير الاطباء تفيد بأن الطفل لو كتبت له الحياة والنجاة فلن يعيش طويلا، ما دفع بالأم والاب لتوقيع إقرار باحتسابه عند الله، ولكن المشكلة تبقى في الجوانب الاخلاقية والدينية والقانونية ومن سيجرؤ على اتخاذ القرار.
حالة نادرة
هذه الحالة النادرة التي وضعت المستشفى وأطباءه في مأزق دفعهم لطرح المسألة على اهل الاختصاص من رجال الدين والقانون ، علما بانه كان بالإمكان تجنب عدم حدوثها لو تم اكتشاف تلك التشوهات والعيوب الخلقية في الاربعة اشهر الاولى من الحمل حيث يبيح ديننا الاسلامي الحنيف للام التخلص من الجنين قبل ان تدب فيه الروح، ولا ندري حقيقة هل هذا الخطأ ناجم عن عدم مراجعة الام للطبيب المختص في الاشهر الاولى من الحمل ام انها راجعت في عيادة وبالتالي يجب مساءلتها ومحاسبتها على ما تسببت به من معاناة اولا للام نفسها التي حملت في احشائها طفلا يعاني من صعوبات ومشاكل جمة حتى وان كتبت له الحياة سيحول حياة الاسرة الى جحيم.
ولا يتوقف الامر عن حد معاناة الام التي سيتضامن معها كل من يقرأ قصتها الغريبة ، ولكن بالتأكيد سيتضامن ايضا مع المستشفى واطبائه، فمن الناحية الاولى يحجز هذا الطفل سريرا في قسم العناية المشددة هم في أمس الحاجة له بسبب كثرة الولادات المبكرة نتيجة اما تناول العقاقير المنشطة للهرمونات او للرغبة في الحمل بتوأم تماشيا مع الوقع السريع للحياة. اما المشكلة الاخرى التي يواجهها المستشفى فتتمثل في من سيتحمل تكاليف بقاء وعلاج هذا الطفل في المستشفى طيلة ايام بقائه على قيد الحياة فتكلفة اليوم الواحد في هذا القسم تتراوح بين 3200 و3900 درهم وبعملية حسابية بسيطة فقد بلغت تكاليف اقامته في المستشفى لغاية الان اكثر من نصف مليون درهم، وتوقيع الاهل على اقرار احتسابه عند الله ألقى الكرة في ملعب المستشفى.
تناقضت التصريحات
حاولنا عرض هذه القصة الغريبة على اهل الاختصاص ولكن تشعبت الآراء وتناقضت التصريحات فالأطباء مثلا يرون ان هناك حالات يمكن فيها اطلاق رصاصة الرحمة على المريض في حالة الكوما في درجتها القصوى الرابعة، التي يكون فيها المريض في حالة تنفس اصطناعي بسبب غيبوية متقدمة مع أضرار قوية في الدماغ ، والحالة الثانية الأمراض المستعصية المسببة الأوجاع الأليمة، كالسرطان، وخصوصًا عند انتشاره في كل الجسم والحالة الثالثة التهاب الرئة المزمن الذي يمنع المريض من التنفس الا بواسطة الآلات (تنفس اصطناعي)، الى ما هنالك من حالات صعبة ومستعصية ولا أمل لها بالشفاء طبياً، اما رجال الدين فقد طالبوا بتوضيح اكثر للحالة وتشكيل لجنة تضم كافة الاطراف المعنية القانونية والدينية والطبية والطب الجنائي لدراسة الحالة واتخاذ القرار المناسب.