تسبّب عطل أصاب أجهزة التكييف بإحدى الطائرات الآسيوية في تدهور الحالة الصحية لمسافر من جنسية خليجية، ذلك التدهور فسره العاملون في الطائرة بالخطأ، بأن المسافر في حالة سكر شديد، ليقوموا بإبلاغ الجهات الأمنية التي قامت بإلقاء القبض على المسافر، ما انعكس سلباً على حالته الصحية ليدخل في نوبة قلبية نقل على أثرها إلى المستشفى في حالة خطرة لتلقي العلاج.
تفاصيل
العاملون في الطائرة ادعوا قبل إلقاء القبض على المسافر (أ) بأنه في حالة غير طبيعية ولا يطيع أوامرهم والإجراءات المتبعة في حالات السفر، مطالبين الجهات الأمنية بإنزال المسافر واقتياده إلى خارج الطائرة، وإحالته إلى القضاء.
فبينما كان (أ) متواجداً على متن طائرة سفره متوجها إلى خارج الدولة، استفسر من طاقم الطائرة عن سبب تأخر عملية الإقلاع لفترة طويلة تعدت الـ 3 ساعات، نظراً لشدة الحرارة وارتفاعها داخل الطائرة لكونها متوقفة ومغلقة ودون أن يكون هناك منافذ للهواء، موضحاً لهم بأن حالته الصحية حرجة وأن تأخير الطائرة سوف يعرضه لنوبة قلبية حادة ، طالباً منهم السماح له بمغادرة الطائرة، حتى يتم حل مشكلة التأخير إلا أنهم رفضوا ذلك وتم إبلاغه بضرورة المكوث لحين حل المشكلة داخل الطائرة.
وأثناء جلوس (أ) على مقعده المخصص، بدأت حالته بالتدهور نظراً لارتفاع ضربات القلب وارتفاع الضغط لدرجة أوقفته عن الحديث مع الآخرين ليدخل في غيبوبة جعلته ينام بالمقعد، بعد ذلك تفاجأ (أ) بتواجد اثنين من أفراد شركة أمن المطار يقومون بإلقاء القبض عليه.
وخلال وجود أفراد الأمن أمام مقعد (أ) حاول كثيراً تفسير حالته الصحية وأنه غير قادر على الكلام أو الحركة لما يعانيه من تدهور حالته وصحته إلا أنهم فسروا ذلك بأنه ممتنع عن المثول معهم وأنه في حالة سكر.
ونتيجة تصرف طاقم الطائرة بشكل خاطئ مع حالة (أ) أصيب بألم شديد في الصدر، وباحتشاء في عضلة القلب أدخلته إلى العناية المركزة القلبية لكون حالته الصحية العامة بليغة، ليتم إجراء قسطرة قلبية في الجانب الأيسر من القلب.
دفاع
ودفع المحامي علي الحمادي، بانتفاء أركان جريمة التعدي على أحد العاملين، وعدم معقولية تصور الواقعة وانتفاء تحققها وانطوائها في مخبرها على كيدية الاتهام وتلفيقه نظراً لخطأ العاملين بالطائرة، مضيفاً " بأنه نظراً لكون موكله غير قادر على الحركة أو الكلام فسر المحيطون حوله بأنه في حالة سكر نتج عنها حالة غير طبيعية جعله يمتنع عن تلبية أمرهم، فقاموا باقتياده وتقييده ، وهو متعب".
وقدم لهيئة المحكمة مجموعة مستندات تشير إلى وجود تضارب في أقوال الشهود، موضحاً بأن تقرير فحص عينة المتهم أشارت إلى عدم وجود مادة الكحول كما فسرها طاقم الطائرة ، وجاءت النتيجة خالية .
ليقرر قاضي المحكمة تبرئة المسافر (أ) من كافة التهم المنسوبة إليه.