تمكنت القيادة العامة لشرطة دبي من استعادة ماسة من نوع «برلنت» تقدر قيمتها بنحو 20 مليون دولار، سُرقت من خزنة إحدى الشركات العاملة في مجال نقل وتأمين الأموال، في عملية أطلقت عليها شرطة دبي اسم «عملية برلنت»، وبذلك تكون هذه القضية أكبر عملية ضبط من حيث قيمة المسروقات تقوم شرطة دبي بضبطها، وتعد إنجازاً نوعياً جديداً يضاف إلى سجل الإنجازات المشرّفة لشرطة دبي، ما يبرهن على مدى يقظة وحرفية فرق البحث والتحري في الإدارة العامة للتحريات والمباحث الجنائية.

وثمّن اللواء عبد الله خليفة المري، القائد العام لشرطة دبي، دعم صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، اللامتناهي، والمتابعة المستمرة من سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي رئيس المجلس التنفيذي للإمارة، ومتابعة الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الداخلية، المباشرة لجميع القضايا الأمنية من أجل ترسيخ الأمن والطمأنينة، وجعل الإمارات واحة أمن وأمان واستقرار لكل ساكنيها.

وأشاد اللواء عبد الله خليفة المري بالجهود التي تقوم بها فرق العمل في الإدارة العامة للتحريات والمباحث الجنائية، مؤكداً أن الأمن الذي ينعم فيه المواطنون والمقيمون على أرض الإمارات هو ركيزة الاستقرار والحياة الكريمة، وأساس التنمية والريادة والسلم الاجتماعي، بما يحفظ الأمن ويحدّ من وقوع الجريمة، ويسرع من القبض على الجناة وتقديمهم للعدالة، ومساعدة المجني عليهم على استعادة حقوقهم.

وأوضح اللواء عبد الله خليفة المري أن استخدام تقنيات التحليل الذكي ضمن أدوات البحث والتحري عزّز من إمكانية شرطة دبي في عملية الكشف عن الجريمة، إضافة إلى الحس الأمني والخبرات التراكمية لفرق البحث والتحري التي مكّنتهم من مواجهة أكبر الجرائم تعقيداً وتخطيطاً.

تفاصيل

وتعود تفاصيل القضية، حسب إفادة العقيد محمد عقيل أهلي، نائب مدير الإدارة العامة للتحريات والمباحث الجنائية لشؤون البحث والتحري، إلى ورود بلاغ إلى إدارة مركز القيادة والسيطرة في الإدارة العامة للعمليات، يفيد بسرقة ماسة زرقاء نادرة تزن 9.33 قراريط من مقر إحدى شركات نقل الأموال، حيث تبين أن مجهولاً تمكّن من تعدي 3 بوابات أمنية، علماً أن عدد الموظفين المصرح لهم بالدخول إلى البوابات الأمنية يقل بعد مرور كل بوابة، وعند البوابة الثالثة والأخيرة تقع الخزنة المذكورة، التي تُفتح بمعايير أمنية محكمة، وتتطلب مسؤولين لفتحها في الوقت نفسه، بحيث يكون الموظف الأول لديه مفتاح الخزنة، والثاني لديه الرقم السري، والثالث لديه رمز سري إلكتروني يتغير تلقائياً بعد كل دقيقة، وعلى الرغم من كل هذه الإجراءات الاحترازية، فإن مجهولاً تمكن من تعدي كل تلك الإجراءات وسرقة الماسة النادرة.

تحليل

وقال العقيد محمد أهلي إنه فور تلقي البلاغ، وجّه القائد العام لشرطة دبي، ومساعد القائد العام لشؤون البحث الجنائي، بتشكيل فريق بحث وتحرٍّ، اعتمد في اختياره على أفضل الكوادر الجنائية المدربة التي لديها كفاءة عالية وقدرة على ربط وتحليل الأحداث للتعامل مع مثل هذه البلاغات، حيث تمكن الفريق من تحليل نحو 8620 ساعة تصوير، والتدقيق في أكثر من 120 شخصاً، ومن ثم تمكّن فريق العمل من تحديد هوية مرتكب الجريمة، الذي تبيّن أنه آسيوي الجنسية، ويعمل في الشركة نفسها، إذ إن المشتبه فيه وضع خطة محكمة للسرقة قبل ارتكابها بـ14 يوماً، استطاع من خلالها سرقة الماسة النادرة وتهريبها بمعرفة أحد أقربائه، وشحنها في صندوق حذاء رياضي إلى موطنه، ظناً منه أن شرطة دبي لن تنال منه وتكشف خطته، لكن شرطة دبي كانت له بالمرصاد، وتمكنت من إلقاء القبض عليه في مخبئه بإحدى الإمارات المجاورة.

وبيّن العقيد محمد أهلي أن المتهم، أثناء التحقيق معه، أفاد بتنفيذه للجريمة قبل أسبوع من بدء إجازته، وأنه اتفق مع أحد أقربائه على تهريب الماسة، بإخفائها في حذاء رياضي، وشحنها إلى موطنه عن طريق البحر. وأكد العقيد محمد أهلي أن المتهم مهما بلغ من ذكاء في وضع وتنفيذ خطط إجرامية دون ترك آثار، لا يستطيع أن يسلب شرطة دبي احترافيتها في الكشف والنيل منه.