حادثة موجعة تركت أثرها السيء في نفوس أهل البدية التابعة لإمارة الفجيرة بعد تعرض طفل مواطن يبلغ من العمر 9 سنوات إلى حروق خطيرة في مختلف أنحاء الجسم، وذلك اثناء وجوده خارج المنزل حيث نقل من قبل الجيران الى مستشفى خورفكان لتلقي العلاج وبعدها تم نقله الى مستشفى لطيفة في امارة دبي قسم العناية المركزة للأطفال، حيث تم تقديم علاج مكثف له في القسم المتخصص في علاج الحروق.

ووقفت "البيان" منذ البداية على وقائع الحادث الأليم وتابعت حالة الطفل الصحية مع ذويه لحظة تعرض الطفل للحروق في تاريخ 18 ديسمبر الماضي، حيث حال الوضع الصحي للطفل ودخوله العناية الفائقة وتلقيه العلاجات واخضاعه للعمليات الجراحية الى معرفة تفاصيل الحادث المؤلم.

وبعد استقرار حالة الطفل الصحية بعد 22 يوماً من العلاجات والرعاية الصحية والطبية زارت "البيان" (الطفل عبدالله سعيد المرشدي) في مستشفى لطيفة بدبي، ليكشف تفاصيل تعرضه للاحتراق من الدرجة الثانية والثالثة.

عبدالله بدأ يروي لنا لحظة احتراقه ونظراته مليئة بالخوف الذي مازال يسكنه ويذكره باشتعال النيران في جسده الصغير، ورغم ان صوته مبحوح الا ان الطفل عبدالله حاول جاهدا ان يحكي قصته بشجاعة حول ما حصل له وقال « يوم الاربعاء في وقت العصر قرر الذهاب للصلاة وبعد الانتهاء فضل اللعب خارج المنزل في محيط الحي الذي يقطنه، واثناء لعبه شاهد 3 عمال اثنان من الجنسية العربية وآخر آسيوي يعملون في احدى المباني تحت الإنشاء ينادونه، ليقترب منهم طالبين منه بعضا من السكر، وعليه ركض عبدالله لإحضار السكر وإعطائه لهم، حيث تفاجأ بهم يمسكونه بشدة فاعتراه الخوف ودفعه للصراخ ليقوم احدهم بتسديد ضربات قوية الى بطنه، فقام الطفل عبدالله برفع صرخاته محاولا مقاومتهم فأحضر أحدهم وفق وصف الطفل «بترول» وسكبه على رجله ويديه ثم حاولوا ايضاً سكب البترول في فمه مما دفع الطفل الى إغلاق فمه بقوة ليأتي البترول على وجه الطفل وعينه، ثم اشعلوا فيه النار وتركوه يحترق، الا ان عبدالله نهض وجرى للخارج محاولا الاستنجاد بالجيران الذين اسرعوا الى إسعافه ونقله الى اقرب مستشفى، وهو يعاني من حروق شديدة.

وتوجه والدا الطفل الى المستشفى دون ان يعلما ما حل بطفلهما عبدالله حيث فضل الجيران عدم أخبارهما بالحادث المفجع حتى وصولهما الى المستشفى.

مشاهد مؤلمة وصراخ وآهات كانت تغطي ارجاء المكان صادرة من طفلهما الذي بدت عليه علامات الخوف الشديد والألم وتركتهما في حالة حزن وصدمة لما الم بطفلهما.

تقول الام حاولت التخفيف عن طفلي الذي كان في العناية وهو يردد عبارة لا تحرقوني لا تحرقوني، لتعلم ان ما حل بابنها فعل فاعل فسألته ماذا حدث لك يا عبدالله: فأجابها بصوت مبحوح بتفاصيل ما فعله العمال الثلاثة الذين استدرجوه وامسكوه وعند صراخه ومقاومته لهم احرقوه، وثقت الام بالصوت والصورة ما قاله طفلها، وعند وقت العشاء استدعت حالة الطفل عبدالله الخطيرة نقله على الفور الى مستشفى لطيفة بطلب من العائلة، ليبدأ رحلته مع العلاج لتضرر الطبقة الخارجية للجلد والانسجة وحصول تقرحات وتورم.

خضع الطفل عبدالله لعدد من العمليات الجراحية حتى الان ومازال يعاني الام الحروق التي أتت على جسمه الصغير، ومنعته من الحركة او العودة الى مقاعد الدراسة للفصل الدراسي الثاني.

تحمد ام الطفل الله على نجاة ابنها وخروجه من مرحلة الخطر، ولكنها تقول ان ابنها يعيش حالة من الهلع والخوف طوال الوقت وذكريات مؤلمة تركت اثرها السلبي في نفسه، ويرفض العودة للمدرسة لشعوره بالإحراج وخوفه من التنمر بعد ما حل به من حروق تركت ندوبا وآثاراً على جلده، شاكرة جهود مستشفى لطيفة والاطباء الذين قدموا رعايتهم الطبية بكل اهتمام.

الطفل حتى الان يتلقى العلاج حيث تتواجد والدته معه ويزوره والده باستمرار من الفجيرة، حيث مازال يعيش مشاعر من الخوف والفزع وعدم قدرته على النوم بسبب الحادث الذي تعرض له.

استشاري الحروق بمستشفى لطيفة: حالة عبد الله مستقرة

قال الدكتور مأمون المرزوقي استشاري ورئيس قسم العمليات في مستشفى لطيفة ان حالة الطفل عبد الله سعيد المرشدي مستقرة حاليا وأفضل بكثير من الحالة التي دخل بها إلى المستشفى.

وقال إن الطفل تعرض لحروق عميقة في الوجه والأطراف بنسبة ٢٥بالمائة ومكث فترة في العناية المركزة وبعد العلاج تحسنت حالته وتم نقله الى غرفة عادية وما زال يتلقى العلاج وبحاجة الى مزيد من عمليات الترقيع.

وأكد ان الطفل تم ادخاله لغرفة العمليات وتحت تخدير كامل للتغيير له عن الحروق التي تعرض لها لأنها تكون مؤلمة بدون التخدير كما انه لا يجوز التغيير له في غرفة عادية خوفا من الإصابة بالالتهابات.

وأكد ان حالة الطفل عبد الله مستقرة حاليا ولكن يحتاج الى مزيد من الوقت لإجراء عمليات الترقيع لباقي الأجزاء المتضررة من الحروق.

وأضاف إن قسم الطوارئ يستقبل يوميا حالة او حالتين لأطفال مصابين بالحروق، مشدداً على ضرورة متابعة الأهل لأطفالهم ومراقبتهم من الأشياء الساخنة كالشاي والقهوة أو أواني الطبخ وكذلك الأسلاك الكهربائية حرصا على سلامتهم.

اقرأ أيضا :

  • «البيان» تحتفظ بصور طفل الفجيرة وتتحفظ على نشرها
  • بعد 22 يوماً من العمليات .. البيان تتابع حالة طفل الفجيرة