كعادتها اليومية، ترافق أم آسيوية ابنها إلى مدخل البناية التي تقطنها، وتبقى معه حتى تصل حافلة المدرسة، فتودعه بقبلة، وابتسامة، ودعوات بأن يحفظه الله من كل مكروه، وأن يوفقه في دراسته، ومن ثم تعود إلى مسكنها لمتابعة واجباتها المنزلية، قبل أن تنزل من شقتها مرة ثانية لاستقباله واستلامه من مشرفة الحافلة، حفاظا على سلامته، واطمئنانا عليه.
وفي يوم هذه الواقعة الإجرامية، أوصلت الأم طفلها إلى الحافلة، وعادت لتكمل برنامجها اليومي، لكن مجهولا قطع عليها الطريق قبيل فتحها باب الشقة، وهجم عليها من الخلف بسكين موقعا الرعب في قلبها، فمن هو هذا المجهول؟ وماذا فعل بها بعد دخوله الشقة معها بالقوة؟
المجهول المشار إليه هو بائع آسيوي مخمور، عمره 23 عاما، هجم على الأم البالغة من العمر 39، بينما كانت تمشي في الممر المؤدي إلى شقتها، مستغلا تفرده بها في المكان، ووضع سكينا على رقبتها من الخلف بعد إحكام السيطرة عليها، ومن ثم طلب منها الدخول إلى الشقة، فقاومته، وركلته، وملأت المكان صراخاً، ولكن لا مجيب أو مغيث، فدخلت الشقة مقهورة ومغلوبة، و"الضيف القهري" خلفها، ثم أغلق الباب عليها، وقادها إلى غرفة النوم، ليبدأ الفصل التالي من الجريمة.
الجاني أجبر الأم الضعيفة على خلع ملابسها، وصورها بهاتفه، ليبتزها، ويهددها، وينتقل إلى الفصل الثالث من هذه الجريمة، وهو مواقعتها، إذ تمكن من هتك عرضها بالإكراه بطريقة حيوانية، بالرغم من بكائها وتوسلاتها له بأن يعتقها ويكف أذاه عنها، ولكن هل اكتفى بذلك؟ بالطبع لا، فقد ارتكب جريمة أخرى قبل أن يغادر، وهي سرقة مبلغ من المال من محفظتها، ومن ثم ساقها أمامه لتفتح له الباب وتتأكد من خلو الممر من الجيران ليتمكن من الهرب، وقبل أن يغادر أخبرها بأنه يعرفها من خلال ترددها على أحد محلات البقالة، وهددها بنشر الفيديو الذي صوره في غرفة نومها إن أبلغت الشرطة، فهل خافت بالفعل ولم تبلغ الشرطة؟
بالتأكيد لا، فقد سارعت إلى الاتصال بزوجها، وإبلاغه بالواقعة، ومن ثم تم إبلاغ الشرطة التي ألقت القبض عليه بعد يومين من وقوع الجريمة، إذ وردت معلومة عن تردد المتهم على منطقة العبرات المحاذية لشارع بني ياس، وتم انتقال الشرطة إلى المكان الموصوف، وإلقاء القبض عليه بعد نصب كمين له، ليعترف بواقعة اغتصاب المرأة رغما عنها، وسرقتها، تحت تأثير المشروبات الكحولية.
المطالبة بالإعدام
وأحالت النيابة العامة في دبي، الجاني إلى الهيئة القضائية في محكمة الجنايات، متهمة إياه باستخدام الإكراه في مواقعة أنثى بالإكراه، وسرقتها، وتعاطي المشروبات الكحولية في غير الأحوال المصرح بها، مطالبة بإعدامه.