مجددا، عصابة أفريقية جديدة، من الرجال والنساء، أمام محكمة الجنايات في دبي، اليوم، أسلوبها الإجرامي قديم، و"مستهلك"، لكنه يتكرر بشكل دوري، حتى صار هذا النوع من الجرائم "ماركة مسجلة" لبعض أبناء هذه الجنسية الذين يمكن القول بكل ثقة بأنهم احتكروه لأنفسهم، وكأنه صنعة لمن لا صنعة أو وظيفة عنده.

الحديث هنا يدور حول جريمة استدراج وابتزاز وسرقة الضحايا داخل شقق مفروشة أو فندقية، بصورة فتاة جميلة يضعها أفراد التشكيل العصابي على مواقع التواصل الاجتماعي لتكون طعماً لضعفاء النفوس، وإغرائهم من أجل إقامة علاقة مع "صاحب الصورة والحساب"، ثم تتطور العلاقة، وتتحول من حديث صامت عبر برامج التواصل إلى لقاء مباشر بين أربعة جدران، لكن هذا اللقاء في حقيقته ليس بين شاب وفتاة جميلة شقراء، وإنما بين شاب وعصابة إجرامية سمراء لا يهمها سوى انتزاع المال من كل شخص يزورهم "برجليه".

بالأمس استعرضنا عبر "البيان" تفاصيل استدراج عصابة أفريقية زائراً أوروبيا إلى شقة مفروشة بالأسلوب الإجرامي الموصوف، وسرقة نحو 19550 درهما من بطاقاته الائتمانية بانتحال صفة فتاة أمريكية، واليوم الضحية الجديدة لهذا النوع من الاجرام هو طيار في احدى الناقلات الوطنية، عمره 47 عاما، وينحدر من احدى دول امريكا الشمالية، فما هي قصته مع هذه "الوحوش البشرية"؟

الطيار المذكور تعرف عبر الواتساب إلى فتاة أخبرته أنها أمريكية، وطلبت منه الحضور إلى شقتها لتناول كوب من الشاي معها، فقبل الدعوة، وتوجه إلى مقر سكنها الموصوف، وما ان وصل، وطرق باب الشقة، حتى وجد نفسه وكأنه يفتح باب جحيم، إذ استقبلته امرأة أفريقية، سألها عن "صديقته الجديدة"، فأخبرته أنها تنتظره في الداخل، فدخل، وليته لم  يدخل، فقد وجد 4 من الرجال، ومثلهم من النساء،  وجميعهم من الجنسية عينها، استقبلوه بالضرب  على أنحاء متفرقة من جسده،  وأجبروه على خلع ملابسه، وأخذوا هاتفه، وصوروه عارياً، واستولوا على بطاقاته البنكية، ولما رفض تسليمهم الأرقام السرية لتلك البطاقات، ماذا فعلوا؟

أخرجت إحدى الفتيات مكوى ملابس حاراً، وهددته بكيِّ جلده اذا ظل مصرّا على الرفض، فخاف، وأفرج عن تلك الارقام التي "تلقفوها "، وكلفوا أحدهم باستخدامها للتأكد من صحتها، فسحب مبالغ مالية من حساب المجني عليه قرابة 19450 درهما، وعاد إلى الشقة ليعطيهم اشارة الافراج عنه، قبل الهروب الجماعي من المكان وتركه محاصرا بين علامات الاستفهام حول هوياتهم التي تمكنت الشرطة من كشفها وتقديمهم إلى العدالة.