كشفت الوكيل المساعد لقطاع السياسات التعليمية في وزارة التربية والتعليم، الشيخة خولة المعلا لـ «البيان»، عن توجه الوزارة لتطوير طرائق التدريس في المدارس الحكوميّة والخاصّة، الّتي تُدرّس منهاج الوزارة، من خلال إجراء دورات تدريبيّة في أحدث طرائق التّدريس الّتي تُمارسها الدّول المشهود لها بالسّبق التّربوي والتّعليمي..
ويحضر لهذه الدّورات مشرفون تّربويّون ومعلّمو الموادّ المُختلفة ومُعلّماتها، لمتابعة الميدان في تنفيذ ذلك، من خلال الجهات المختصة بمتابعة أداء الطالب.
وقالت المعلا، إن القائمين على عمليات التطوير، يعدون حالياً دليل معلم لكلّ مادّة دراسيّة، يُرصَدُ فيه إطارٌ نظريّ يتناول الحقائق التّربويّة، كما تُرصَدُ فيه طرائق (استراتيجيات) التّدريس التي تُرشده إلى آليّة تنفيذ المواقف التّعليميّة كلّها.
حصص إثرائية
وذكرت أن الوزارة تقوم بتنفيذ الحصص الإثرائية لمعالجة الضعف القرائي لدى طلبة المدارس، بهدف الوصول إلي جودة قرائية وكتابية بنسبة إتقانية تصل إلى 80 % على الأقل لدى طلبة المدارس المستهدفة، وتجدر الإشارة في هذا السياق إلى أن هذا البرنامج العلاجي مستمر منذ شهر فبراير الماضي..
وسيستمر التنفيذ حتى نهاية العام الدراسي الحالي، وسيتم تقييم البرنامج عند الانتهاء من كل مرحلة، بما في ذلك تلقي التغذية الراجعة من المستهدفين بالبرنامج.
ولفتت إلى الانتهاء من المرحلة الأولى من مشروع دعم مراكز مصادر التعلم بالكتب والقصص، وتم شراء كتب وقصص بالمبلغ المرصود من الوزارة والمقدر بـ 700 ألف درهم.
معايير التعلم الوطنية
وذكرت أنه في إطار استكمال حركة التطوير الشامل التي تقوم بها الوزارة لمجمل العملية التعليمية، ووفقاً لخطة تطوير التعليم 2015-2021، اتجهت الوزارة إلى تطوير معايير التعلم الوطنية، من خلال إعداد أطر مرجعية لمعايير التعلم للمناهج والتقويم..
وذلك بهدف توحيد الرؤى، وضمان جودة مخرجات التعليم، شاملة بذلك جميع المناهج الدراسية، لتعزيز امتلاك المتعلم لمهارات التعلم مدى الحياة، وتنمية قدرته على تطبيق المعرفة، والتواؤم مع معطيات العصر، ليكون مواطناً إيجابيّاً في ظل اقتصاد المعرفة، وتهيئته للتعليم العالي وسوق العمل.
منهاج اللغة العربية
وأوضحت أنه كان لمناهج اللغة العربية نصيب كبير من هذا التطوير، حيث عكفت الهيئات التربوية المعنية في الوزارة، على بناء وثيقة معايير اللغة العربية، في ضوء المُستجدّات التّربويّة العالميّة، والتّغذية الرّاجعة لمناهج اللّغة العربيّة من الميدان التّربويّ، تلاها تشكيل لجان تأليف، تم اختيار أعضائها من ذوي الخبرة في الوزارة، وبالاستعانة بأهل الاختصاص من الجامعات الوطنية في الدولة...
وتتمّ عمليّات تطوير مناهج اللّغة العربيّة، بناءً على خطة تطوير المناهج المعتمدة في الوزارة، بما يعكس توجّهات السّياسة التّعليميّة للدولة، وتتكون الوثيقة من مجالات المادة المبنية على المهارات الأربع الرئيسة في اللغات (القراءة والمحادثة والكتابة والاستماع)، إضافة إلى المفاهيم اللغوية، وتركز على تأسيس تلك المهارات، وتعزيزها عند الطلبة..
إضافة إلى تصميم بنية متدرجة من المعارف الأدبية التي تجمع بين الأصالة والحداثة، بالقدر الذي يؤسس علوم اللغة من نحو وصرف وبلاغة وعروض وقواعد الإملاء والخط..
ومعارف اللغة، من نصوص ونتاجات أدبية، تبرز أهم الظواهر الأدبية على مر العصور، بالإضافة إلى المهارات الأدائية، من استراتيجيات الكتابة وتقنياتها، واستراتيجيات القراءة الأدائية والفهم والتحليل، واستراتيجيات التحدث، وتقديم العروض، ومهارات الاستماع، والتركيز على الاستخدام الذي يبدأ من المحاكاة، وينتهي بالإنتاج الكتابي والشفوي.
تقييم
وقالت إن القائمين على تطوير منهج اللغة العربية، يحرصون أن يتكامل المنهج مع مناهج المواد الأخرى، إضافة إلى تركيزه على مفاهيم المواطنة والاستدامة، ومهارات القرن الحادي والعشرين. ويتمّ تقييم مناهج اللّغة العربيّة من قبل لجان المُراجعة العلميّة المُتعدّدة العناصر، ثُمّ تُعقَدُ جلسات مناقشة جُزئيّة لوحدات المنهاج أثناء بنائه، وقبل اعتماده..
حيث تعقد الهيئات المعنية، لقاءات تخصصية تربوية لأعضاء لجان التأليف والمراجعين العلميين وذوي الاختصاص العلمي والتربوي في جامعات الإمارات، بهدف تبادل الخبرات وتقويم المنتج تقويماً دورياً، يتم خلالها تقييم الوثائق والمنهاج المنتج (كتاب الطالب ومتطلباته)، من ذوي الخبرة التربوية والتخصصية خارج الدولة، بهدف الإفادة من خبراتها..
وتجويد المقرر الدراسي، كما يعتمد التقييم على التغذية الراجعة من الميدان التربوي، والتي تتم بصفة دورية، إيماناً بأن المعلم الذي ينفذ المنهج، هو شريك رئيس في تقييمه أيضاً.
إثراء
وتابعت أن المناهج المطوّرة، تُركّز على مُتطلّبات القرن الحادي والعشرين في إكساب المُتعلّم المهارات الحياتيّة والحقائق والمعلومات الّتي تؤهّله لمجتمع المعرفة، وعليه، فإن الكتاب المدرسي عادة ما يقدم مفاتيح العلوم التي تؤسس المفاهيم والمهارات الرئيسة،..
لكن التوجه الجديد، هو أن يتم الاستعانة بالمصادر المتنوعة والمختلفة من المصادر الإلكترونية والورقية (الصحف، المجلات المتخصصة، الكتب، القصص، الموسوعات، الدوريات، المتاحف، المراكز المتخصصة، البرمجيات، الأفلام واللقاءات الحية وغيرها).
رأي الميدان
وحول أراء الميدان التّربويّ وأولياء الأمور والطّلبة في المنهاج، قالت المعلا، يسهم الميدان التّربوي وأولياء الأمور والطّلبة في تقييم المنهاج المطوّر، من خلال تجريب المنهاج المطوّر أثناء بنائه على مستوى المناطق التّعليميّة..
حيث يتمّ تكليف بعض مُعلّمي اللّغة العربيّة ومعلّماتها، بتنفيذ مواقف تعليميّة من المنهاج المطوّر، تحضرها لجان التّأليف وموجّهو اللّغة العربيّة ومعلّموها ومعلّماتها وبعض أولياء الأمور، ثُمّ تُعقد حلقات نقاشيّة، يُسهم فيها هؤلاء جميعهم في تقييم الموقف التّعليمي، في ضوء استبانة تُرصد فيها الإيجابيّات والسّلبيّات والتّوصيات، ثمّ يُدرس ذلك كلّه لإدخال التّعديلات المناسبة.