شارك 14400 تربوي من مختلف المناطق التعليمية في البَرنامج التـــدريبي النَّوعي التخصصي الذي أطلقته وزارة التربية والتعليم وركز في محاوره على الابتكار والسعادة والتسامح.
وساهم البرنامج التدريبي في إثراء مهارات المعلمين بكل ما هو جـــديد ومتطور وإعادةِ بَلورة مفاهيم تربوية وتدريسية حديثة في أذهان عناصر الميدان التربوي تُساعدهم في بناء البراهين والتطبيق السليم للمفاهيم التربوية الدارجة، ومحاكاة أفـــضل المـــمارسات التعليمية والتكنولوجية، وذلك مواكبة للتنوع والتدفق المعرفي.
وقال تربويون شاركوا في البرنامج إن تنوع ورش العمل التدريبية المطروحة أضفى فوائدَ جمة على المحصلة النهائية من التدريب، حيث تم التَركيز على الابتكار في مجال التدريس مما فتح الآفاق أمام المعلم للتفكير الإبداعي، واتسمت الورش أيضاً في تنوع الطرح المشوق بعيداً عن الأساليب التقليدية.
وأوضح المهندس عبد الرحمن الحمادي وكيل وزارة التربية والتعليم للجودة والخدمات المساندة، إن وزارة التربية تحقيقاً لتوجهات الدولة ووفقاً لخطتها التعليمية 2015-2021 أولت الجانب التدريبي التَخصصي أهميةً كبيرة وذلك لإعداد معلمين ذات كفاءات مهنية وقدرات خاصة قادرة على تنفيذ أجندة وبرامج الوزارة.
وأوضح أن التدريب العملي الذي أطلقته الوزارة يُؤمَلُ له أن يحقق عوائد ونواتج إيجابية كونه يَتصفُ بحداثته وتناوله لمواضيع تُلامسُ حاجات وتطورات قطاع التعليم، وماهية المدرسة الإماراتية التي نبحث عنها في قاموس العالمية، وبما يتماشى مع الحاجة المتنامية في توفير كوادر تدريسية وقيادات تدريبية قادرة على الإبداع والابتكار في مجال عملها بما يعود في النهائية بالفائدة على نوعية المخرجات التعليمية.
مهارات القرن الـ 21
ومن ناحيته، يرى مطر الهاملي وكيل الوزارة المساعد للموارد البشرية والمالية أن البرنامج التدريبي التخصصي يُعدّ خُطوةً مهمة في الاتجاه الصحيح نحو توفير فرصٍ منهجية للتعليم المستمر للكوادر التعليمية في مختلف التخصصات، مشيراً إلى أن البرنامج يهدف إلى تنمية كفاءات المعلمين وتمكينهم وتأهيلهم للقيام بأدوارهم بشكل متميز إلى جانب تحقيق احتياجات النظام التعليمي وتعزيز ثقافة الابتكار، وإكساب المنتسبين مهارات القرن الـ 21.
وأضاف إن التدريب يعد وسيلة مهمة لضمان التطور في الأداء الوظيفي للمنتسبين، وتحقيق العوائد المطلوبة من التدريب المتمثلة في رفع مستوى المعلم وقدرته على تقويم الطلبة، وتنفيذ وإعداد الخطط المرتبطة في مجال تخصصه، والاستثمار الأمثل في الموارد البشرية، وتعزيز الإنتاجية وصقل مهارات المُعلمين بحيث يكونوا قادرين على التعاطي مع المستجدات العصرية، والمواقف المختلفة، وإيجاد أجواءَ تفاعُلية لاكتساب مزيدٍ من الخبرات وإتاحة المجال للمعلمين للتجديد والابتكار.
التفكير الإبداعي
وبدورها، أكّدت المُعلمة حنان علي يوسف مُدَّرسَةُ اللغة العربية في مدرسة الألفية للتعليم الأساسي الحلقة الثانية في دبي، أن للمعلم دوراً كبيرًا في إرشاد الطالب نحو التفكير الإبداعي والاستيعاب الجيد وقوة ِالمُلاحظة، وبناء البراهين والمساعدة في التطبيق السليم، لذا لابد من الاهتمام في تطوير أدائه الوظيفي، مشيرة إلى أن ذلك لا يأتي إلا من خلال دوراتٍ تدريبية تخصصية ونوعية.
وأوضحت أن الأهداف والمخرجات المتوقعة من عمليات التدريب المستمرة طوال العام التي تنفذها وزارة التربية والتعليم تحمل مضامين شاملة متنوعة تراعي متطلبات العملية التعليمية، مبينةً أن الثورة التكنولوجية المتسارعة لابد من مواكبتها والأخذ بإيجابياتها، ومن هنا يأتي دور المعلم في عملية الإرشاد والتوجيه المستمر، ولابد من معرفة آلياتها، كون التفكير الإيجابي يجعل المعلم والطالب في قمة العطاء.
التنمية المستدامة
ومن جانبه، يرى عبيد راشد اللاغش، مدير مدرسة محمد بن حمد الشرقي للتعليم الثانوي في الفجيرة، أن التدريب المهني يُعدُ في عالم المجتمعات والمؤسسات المعاصرة أداةً للتنمية المستدامة ووسيلتها، كما أنهُ الأداةُ التي إذا أُحسِنَ استثمارها وتوظيفها تمكنت من تحقيق الكفاءة والكفاية في الأداء والإنتاج، مشيراً إلى أن للتدريب دوراً أساسياً في نمو الجانب الثقافي، ويبرز أهمية ذلك باعتباره أساس كل تعلم وتطوير وتنمية للعنصر البشري ومن ثم تقدم المجتمع وبناء كيانه.
واعتبر أن التدريب الذي وضعته الوزارة وسيلة مهمة للإعداد للمهنة طالما أن متطلباتها متغيرة بتأثير عوامل عدة كالتنوع المعرفي المتمثل في التقدم التقني في جميع مجالات الحياة، وكذلك سهولة تدفق المعلومات من مجتمع إلى آخر، والتدريب أثناء الخدمة الوظيفية هو الأساس الذي يحقق تنمية قدرات العاملين بصفة مستمرة.
بوابة تعليمية
بدورها، رأت حصة أحمد رشيد مديرة مدرسة الماسة للتعليم الثانوي ومديرة نطاق في الفجيرة أن التدريب التخصصي الموجه نحو الفئات التربوية في بداية كل فصل دراسي، يُعدّ بوابة تعليمية للجميع مما يساهم في تهيئة العناصر التربوية وتمكينهم من المهارات والمعارف اللازمة.
وذكرت أن من إيجابيات التدريب التخصصي للمعلمين الذي أطلقته وزارة التربية تزامنه مع منتدى الخليج العربي الثاني للمعلمين، مشيرة إلى أنه جرى التركيز على الابتكار في مجال التدريس مما فتح الآفاق أمام المعلم للتفكير الإبداعي، واتسمت الورش التدريبية في تنوع الطرح الإبداعي والمشوق بعيداً عن الأساليب التقليدية. وقدم المُدربون وهم أساتذة جامعات وأصحاب كفاءة مهنية عالية، خبراتهم من خلال تدريب المعلمين على ما استجد في ساحة العلم على مستوى العالم، موجهة الشكر لوزارة التربية والتعليم على اعتماد هذا التدريب على هذا النحو وبهذا الكم والنوع.
تأثير
أوضحت ناهد عبد الرحمن عبدالله معلمة اللغة العربية في مدرسة الألفية للتعليم الأساسي حلقة ثانية في دبي، أن للمُعلم تأثيراً كبيراً في حياة الطالب، فهو من يرشده إلى الأساسيات الرئيسة في التعليم، وهو ركنٌ مهم في العملية التربوية، ولابد هنا من الإشارة إلى أهمية تطوير الأداء الوظيفي وذلك لا يكون إلا من خلال ورش تدريبية تصب في صالح المعلم والطالب في آن واحد.
التنمية المهنية تؤدي دوراً حيوياً في تطوير التعليم
شددت عائشة عبدالله عبد الرحمن من مدرسة فلج المعلا للتعليم الأساسي والثانوي في أم القيوين على أهمية التنمية المهنية كونها تؤدي دوراً حيوياً في تطوير التعليم، لافتةً إلى أن توجهات وزارة التربية والتعليم ورؤى معالي حسين الحمادي وزير التربية والتعليم جاءت متوافقة مع هذه المتطلبات بما ينسجم وتوجهات حكومة دولة الإمارات ورؤيتها المعاصرة لخارطة التعليم. وأوضحت أن خُطةَ وزارة التربية والتعليم في مجال التنمية المهنية شَملَت جميع موظفيها بطرق مختلفة أهمها أسابيع التدريب والمنتديات والمعارض، بما يُسهم في إثراء خبرات الموظفين لاسيما المعلمين في التخصص نفسه من خلال لقاءاتهم ومشاركاتهم، وبالتالي تدوير الخبرات بينهم والاستفادة من التجارب المميزة في الميدان وتعميمها والمساهمة في مناقشة المستجدات في المناهج والخطط وطرق التدريس والتقييم.
وأكدت أميرة حسن إبراهيم لهبش آل محمد، مُعلمة لغة إنجليزية في مدرسة مضب للتعليم الثانوي في الفجيرة، أن التطور التكنولوجي والتقني الذي بات واقعاً ملموساً في مدارس الإمارات يتطلب مفاهيم جديدة على المعلم أن يدركها، وتسعى وزارة التربية والتعليم إلى نشرها والعمل بها، مشيرةً إلى أن المُعلمَ يَتوجَبُ عليه أن يؤمن بأهمية التغيير نظراً لأن التغيير يعد سمة واقعنا المعاصر ومطلباً ضرورياً نحو التطوير.
منظومة
واعتبر الدكتور عمر سليمان سالم العضب خبير تطوير استراتيجيات أن المُعلمَ يُعدُّ اليوم المحور الرئيسي في المنظومة التعليمية، وهو المحرك والموجه لأفكار الطلاب وغرس القيم ودفعهم نحو الابتكار والتجديد والإبداع من خلال توجيههم نحو متطلبات المستقبل ومعايشة الحاضر بكل جوانبه ومشاركتهم الأفكار وتقييمها وتعزيزها بما يخدم الابتكارات التي تلبي احتياجات وطننا الغالي وتوجهات حكومتنا الرشيدة.
لافتاً إلى أن التدريب التخصصي الذي توفره الوزارة يترجم توجهات الدولة نحو أهمية الارتقاء بالعنصر البشري الذي يعد أساس ومنبع التغيير، معتبراً أن عملية التدريب والتأهيل والاستمرارية في هذا الاتجاه تسهم في بناء المعلم وتصقل مهاراته وتجدد خبراته لتطوير التعليم.