تعكف وزارة التربية والتعليم على إعداد مناهج جديدة للغة العربية لغير الناطقين بها، وتركز في إعدادها على وسائل التعليم الحديثة وطرائق تدريس متطورة، وذلك لمعالجة كل جوانب الضعف لدى الطلبة.

وأعلنت الوزارة عن تشكيل لجنة بعضوية عدد من الخبراء والمختصين في اللغة العربية وبالاستعانة بأهل الاختصاص من الجامعات الوطنية في الدولة، لعمل دراسة ميدانية للوقوف على واقع تدريس اللغة العربية في المدارس، وتطبيق المعايير العالمية، بعد العمل على مواءمتها، وتعزيزها بمهارات اللغات العالمية.

جاء ذلك خلال إطلاق برنامج «بالعربي» الذي أطلقته أمس شركة بيروسون الشرق الأوسط إحد شركات الحلول التعليمية، والذي يُطبق بشكل تجريبي في ثلاث مدارس خاصة في الدولة، ويستهدف الطلبة من الصفوف الأول حتى التاسع، وهو عبارة عن برنامج «ذكي» يحوي تطبيقات ومناهج إثرائية وأدلة معلمين ويتكون من 9 مستويات للناطقين باللغة العربية و9 مستويات أخرى لغير الناطقين بها.

تطوير

وستلبي المنظومة المتكاملة للغة العربية توجيهات القيادات الرشيدة برؤيتها نحو تطوير تعليم اللغة العربية وحمايتها، فضلاً عن تطوير طرق التدريس فيها وطريقة إخراج الكتاب المدرسي بما يضمن المنافسة العالمية وتحقيق الأهداف المرجوة سواء بتعليمها مناهج للناطقين أو غير الناطقين بها، كما ستركز الوزارة على طرح برامج جديدة للمعلمين للتخلي عن التقليدية وأسلوب التلقين والحفظ.

وقالت هنادا طه أستاذ كرسيّ اللغة العربية في جامعة زايد: «يعتمد برنامج «بالعربي» على المعايير الدولية لتدريس اللغة، ما يعني أن كفاءة الطلاب وتقدمهم تقاس بناء على معيار جديد لجودة اكتساب اللغة العربية، وهو متاح لجميع الطلبة الناطقين باللغة العربية كلغتهم الأم، وكذلك الطلبة غير الناطقين بها».

وتابعت: «يهدف البرنامج إلى تقديم اللغة العربية بشكل حداثي ومعاصر مبني على أفضل الممارسات خلال الارتكاز على أهم الأبحاث في مجالات التربية وتعلم اللغات، وتحويل تعلمها ليكون ممتعاً ومفيداً».

تعزيز

وشهد حفل إطلاق «بالعربي» 120 معلماً ومعلمة للغة العربية من 100 مدرسة حكومية وخاصة على مستوى الدولة، في فندق القصر بدبي، للتعرف على البرنامج والوقوف على طرق التدريس الحديثة التي يوظفها البرنامج في تعليم اللغة العربية وتحويلها إلى لغة ممتعة مثلما هو حال اللغات الأخرى.

وقالت آشلي تومبسون، نائب مدير مدرسة كينغز في ند الشبا بدبي: «يسهم البرنامج بصورة رئيسة في تعزيز مستقبل تعليم اللغة العربية بصورة تتماشى مع استراتيجية التعليم المبتكر القائمة على البحث والإبداع، كما نتطلع إلى رصد تأثير منهاج «بالعربي» على تقدم هذه الاستراتيجية وتحصيل اللغة مع مرور الوقت».

تفاعل

وفي السياق ذاته قالت بيسان قربان، مديرة النشر للغة العربية في بيرسون الشرق الأوسط، استناداً إلى الدور المهم، الذي يلعبه النهج التفاعلي في تطور الأطفال وإثراء تجربتهم التعليمية، يستخدم برنامج «بالعربي» منهجاً قائماً على التقصي في إطار قصصي، ويضم البرنامج شخصيات خيالية شيقة في عملية تعليمية ممتعة تتمحور حول الطالب في كلّ تفاصيلها، ويتوافق البرنامج مع مختلف المناهج الدراسية.